السلام عليكم
الكل رأى وسمع ويتابع أحداث الأزمة الحالية ، والكل يعلم بأنها تمهيد
للأحداث الأهم لما بعد قطع العلاقات وما رافقها من اجراءآت وتدابير وكل منا يريد أن يدلي بدلوه إلى قاع بئر عميقة ليرفع ما قد ثقل بالدلو أما ماءً قراح أو هماج أو فارغ وأنا أحدهم وأحدكم والواحد هو الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بما مضى وما نحن فيه و ما سيحدث لاحقاً ولكن نضع التوقعات قد تصيب و قد تخطئ ولكنها ليست خبط عشواء ثم بالله نستعين وبه نبدأ ،،،
قطع العلاقات لو كانت سياسية وقنصلية وما شابه قد تكون سحابة صيف عابرة ومع الأيام والسنون إن طالت تحل بالتنازلات من أحد الخصمين أو بالقناعة أو بسبب تردي الأوضاع أو بتدخل الواسطات أو ضغوط دول كبرى لحل الخلاف ولكن ،
إذا رافق قطع العلاقات قطع جميع حبال الوصل فهو ما يشبه الطلاق بالثلاث ولا عودة إلا بعد نكاح آخر هذا تشبيه وليس مذمه لطرف من الأطراف وأعتذر على الإستدلال به ولكن لتوضيح وتبسيط الأمر للقارئ ، وقطع هذه الحبال يشبه في مثال آخر هو إرخاء حبال المشانق فليس بعده إلا سقوط المشنوق ليس إلا ،
إذاً عندما يتم قطع ومقاطعة بلد اقتصادياً ومجتمعياً وسياسياً بمعنى حبيس حدوده وخاصة عندما يكون الخصم متحكماً في حدود البلد المحاصر من معظم الإتجاهات وخاصة الضرورية والهامة له برية بحرية وجوية فهذا يصبح ليس له حدود إلا السماء نسأل رب السماوات والأرض أن يزيح عن الجميع هذه الغمة ،
أنا لست بصدد ذكر أسباب الأزمة فقد ذُكرت أسبابها للجميع وهي قد تكون مقنعة بعد عدة محاولات لإحراز تجاوز ومحو الأسباب وقد أخفقت ولم تف بالغرض فعندها وصلت الأمور إلى طرق مسدودة والتي بسببها سدت على دولة قطر جميع المنافذ ،
في أحداث مشابهه تم التوجه نحو هذا الاسلوب من قبل دول عظمى نحو بلدان أقل في محاولة لأن يتم من خلاله ململة الشعب ويكون جاهز بالقبول بالبديل فاما أن يضطر الحاكم بالتنازل عن القيادة أو يستجيب لمطالب الخصم دون شرط أو قيد أو يتحرك الشعب لإزاحة الحاكم ثورياً أو بإنقلاب عسكري ، و يحدث أحد هذه الإحتمالات عندما تكون الدولة في قرارة نفسها غير قادرة على المواجهة عسكرياً مع الخصم ،
وعندما تلمح الدولة أو تصدر بياناً يتضمن تعاطفاً مع شعب تلك الدولة المقطوع العلاقة معها فهذا أيضاً دليل على الرغبة في تهيئتهم للتبديل الداخلي تلقائياً ،
ربما فيما لو لم يتم حل الخلاف وعودة الأمور على ما كانت عليه وتقديم التنازلات القطرية بضمان التعهد بعدم رجوع المسببات وبشهادة من يحضر ممن يتم اختيارهم من دول لها ثقل حتى يكون للدولة الفارضة لقطع العلاقات وما فيها حق اتخاذ تدابير أكثر قسوة وصرامة بمثابة القول من أنذر فقد أعذر ، وإذا لم يتم حل الخلاف فلا أظن أن بمقدور دولة قطر الصمود لبضعة أشهر على المقاطعة ،
وعندما نرى أن قناة الجزيرة وهي الأقوى بين محطات التلفزة الاقليمية والعالمية وهي أشد تأثير وكانت بالنسبة لقطر وهي ملك لها إحدى الأذرع التي كانت توجهها كيفما وإلى ما تشاء نراها بعد الأحداث
الراهنة تبحث عن طوق نجاة من هذا المأزق من خلال تليين الأحداث والاستعطاف وتلك أول الأكل للمقاطعة وعندما نعلم أن السواد الأعظم للعاملين فيها هم من خارج قطر بمعنى ليس لديهم خيارات قضاء إجازاتهم ،
أو عند تغطية أحداث في بلدان أخرى مثل انتخابات وما شابه أن يكون مرورهم إلى بلدانهم من فوق تلك الدول القاطعة للعلاقات أو من خلال أراضيها وبخلاف ذلك وغير أن سبل المعيشة المثالية لهم والحصول عليها من منتجات تلك الدول أو قادمة عن طريقها أو الكماليات التي لا تستغني عن توفيرها والأمثلة كثر ،
فإذا ما استمر قطع العلاقات فسوف تهاجر طيور الجزيرة إلى حيث تجد قوتها أو من حيث أتت والمشهورين منهم يعلمون أنهم سيستقطبون من محطات أخرى وهو سبب ضاغط نفسياً لحكومة قطر التي قد تجد نفسها أن تتنازل وتوافق على كل شرط ، ليس حباً في الجزيرة ولكن كل الخيارات مرة وعلقم ولكن شيء أفضل من شيء وتقبل به على استحياء مجبراً أخيكم لا بطل ،
ونضع النقطة الأهم في الموضوع قبل أن أختم بالخلاصة الناتجة عن التحليل وهي أن قطع العلاقات في هذه المرة ليست كسابقتها بل هي خطوة أقسى وليست زعل يومين ونرضى بل وهي أتت حسب زيادة خطورة الأسباب وقد لن تحل وتقبل بالتراضي والتغاضي بمعنى الهدف هو التأديب فقط واللاعودة كلا ،
إذن عليه فنحن نترقب أما قبول كل الشروط و بتوثيقًا وضماناً دولياً أو حدوث تغييراً داخلياً قد يتخلله دعماً خارجياً فليس أمامهم وأمام من يترقب ماذا سيحدث سوى هاذين الأمرين والله أعلم وأعتذر على الإطالة ولكم تحياتي
الثلاثاء 11 / رمضان 1438 وكل عام والأمة العربية والإسلامية عامة والسعودية خاصة بألف خير .