القتال يصل إلى التلفزيون السوري، والأسد 'يفقد السيطرة' على البلاد
معارك طاحنة بين الحرس الجمهوري والجيش الحر في ضواحي دمشق، والرئيس السوري يعلن أن نظامه 'في حالة حرب'.
ميدل ايست أونلاين
"آخر" أخبار الإخبارية
دمشق ـ سقط ثلاثة قتلى على الاقل في هجوم استهدف قناة "الإخبارية السورية" الرسمية في ريف دمشق، بحسب ما افادت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا الاربعاء.
واعلنت الوكالة في نبأ عاجل "استشهاد ثلاثة من الزملاء الإعلاميين والعاملين في القناة الإخبارية السورية نتيجة الهجوم الإرهابي الوحشي الذي تعرضت له القناة".
وذكر الموقع الالكتروني لقناة "الدنيا" السورية التلفزيونية ان "مجموعة إرهابية مسلحة هاجمت مبنى قناة الاخبارية السورية وتعيث فيه فساداً وتخريباً".
واورد التلفزيون الرسمي السوري في شريط اخباري ان الاخبارية السورية "تواصل بثها رغم فظاعة الجريمة التي ارتكبها الارهابيون ومحاولتهم اسكات صوت سوريا وتغييب صورتها".
وأمكن تلقي بث القناة التي تواصل برامجها العادية.
وكان الرئيس السوري بشار الاسد أكد في وقت متأخر الثلاثاء ان سوريا تعيش "حالة حرب حقيقية" وان كل سياساتها "موجهة للانتصار في هذه الحرب"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا".
وقال الاسد متوجها الى وزراء حكومته في اول جلسة لها "نحن نعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها"، مضيفاً "عندما نكون في حالة حرب، كل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب".
وكان البيت الابيض صرَّح ان الانشقاقات واقتراب القتال من دمشق واسقاط طائرة حربية تركية بنيران سورية هي جميعها مؤشرات على ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد بدأ يفقد السيطرة على البلاد.
واشار جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض الى "الانشقاقات العالية المستوى" التي حدثت مؤخراً في صفوف الجيش.
وقال من على متن طائرة الرئاسة ايرفورس وان مرافقاً الرئيس باراك اوباما اثناء توجهه الى تجمع خاص بحملة اعادة انتخابه في ولاية جورجيا "من الواضح ان نظام بشار الاسد يفقد سيطرته على البلاد شيئاً فشيئاً".
وجدد ادانة واشنطن لاسقاط الطائرة التركية بنيران سورية الجمعة ووصفه بانه عمل "غير مقبول".
ويسعى مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان الى عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الكبرى في جنيف السبت لمناقشة الجهود السياسية لتطبيق خطته المتعثرة.
واكد كارني ان الولايات المتحدة ستواصل السعي لتحقيق انتقال سياسي لا يتضمن بقاء الاسد في السلطة، مؤكدا "نرى انه لا يمكن ان يكون الاسد جزء من اية عملية انتقالية".
وكان دبلوماسي تركي صرح ان لواء سورياً وعقيدين انشقوا ووصلوا الى تركيا الأحد، ما يرفع الى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا الى تركيا.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وصل عدد قتلى اعمال العنف المستمرة منذ 15 شهراً في سوريا الى اكثر من 15 الف قتيل.
وقال كارني ان خسارة الارواح امر "فظيع" متهماً الاسد بأنه "متعجرف".
واضاف "على المجتمع الدولي ان يتوحد" للعمل من اجل انتقال سياسي في سوريا.
وتسعى روسيا الى عقد مؤتمر دولي حول سوريا وناقشت ذلك مع الاردن والاتحاد الاوروبي وايران والعراق.
وقال كارني "لقد عقدنا اجتماعات مثمرة للغاية" مضفياً مع ذلك انه "لا شك في ان بيننا اختلافات".
وتريد روسيا مشاركة ايران في المؤتمر وهو ما تعارضه الولايات المتحدة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مقاتلة معارضة الثلاثاء في ضواحي دمشق اسفرت عن مقتل 27 شخصاً، وهي الاعنف في الريف الدمشقي منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 15 شهراً.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 59 شخصاً آخرين بينهم 32 جندياً من القوات النظامية في اشتباكات وقصف واطلاق نار وانفجارات في مناطق اخرى.
وقتل 14 شخصاً جراء القصف على بلدة الهامة في ريف دمشق و11 في ضاحية قدسيا حيث تدور اشتباكات بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين، وقتيلان في كل من دوما وحرستا.
وقتل شخص برصاص قناص في حي جوبر الدمشقي الذي شهد هو الآخر اشتباكات.
وكان المرصد اشار الى وقوع اشتباكات عنيفة الثلاثاء حول مقار الحرس الجمهوري المكلف حماية دمشق وريفها في قدسيا والهامة، وشملت الاشتباكات ايضا بلدة دمر.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات وقعت "حول مراكز الحرس الجمهوري ومنازل ضباط الحرس وعوائلهم، على بعد نحو ثمانية كيلومترات من ساحة الامويين في وسط العاصمة السورية".
وينتشر عناصر الامن بكثافة في دمشق، لا سيما في الشوارع والاحياء التي توجد فيها مراكز امنية ومبانٍ حكومية.
وشهدت ضواحي دمشق وبعض احيائها خلال الفترة الاخيرة تصعيداً في الاشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة ومعارضة، الا ان معارك الثلاثاء هي الاعنف، بحسب مدير المرصد.
وقال عبد الرحمن "هي المرة الاولى التي تستخدم فيها القوات النظامية المدفعية في مناطق قريبة الى هذا الحد من وسط العاصمة، ما يدل على عنف الاشتباكات".
وفيما تحدث ناشطون عن "مجزرة" ارتكبتها قوات النظام في بلدة الهامة، قالت وكالة انباء "سانا" السورية الرسمية ان "الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات ارهابية مسلحة تجمعت في الهامة في ريف دمشق واستخدمتها منطلقاً لاعتداءاتها على المواطنين وقوات حفظ النظام وقطعت طريق بيروت القديم واقامت الحواجز على طريق وادي بردى الفرعي لاستخدامه كممر للمسلحين وتهريب الاسلحة من مناطق الزبداني ومضايا الى منطقة الهامة".
واشارت الى ان الاشتباكات اسفرت عن "مقتل العشرات من الارهابيين واصابة عدد كبير منهم واعتقال عدد اخر بعضهم من جنسيات عربية ومصادرة اسلحتهم"، بالاضافة الى مقتل "اربعة عناصر من الجهات المختصة".
وقالت ان بين السلاح المصادر "قواذف ار بي جي، وقناصات واسلحة رشاشة وقذائف هاون وكمية كبيرة من الذخيرة".
وقال المتحدث باسم تنسيقية دمشق وريفها ابو عمر عبر سكايب ان "كل الاتصالات مقطوعة عن منطقتي الهامة وقدسيا والمناطق القريبة منهما"، مشيراً الى ان قوات النظام "اقتحمت المنطقتين بالدبابات، ووصلت انباء عن "مجزرة"، لكن "لا اخبار مفصلة عما حصل".
في محافظة ادلب (شمال غرب)، تعرضت بلدة سراقب لقصف اسفر عن مقتل شخصين، وقتل اربعة مواطنين بينهم مقاتل معارض في اشتباكات في خان السبل، وقتلت فتاة في القصف على منطقة خان شيخون، وجندي منشق في ريف ادلب.
في مدينة دير الزور (شرقاً)، تعرضت احياء عدة الى القصف ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص بينهم طفلة، وقتل ثلاثة اشخاص في مدينة موحسن بقصف القوات النظامية التي تحاول استعادة المدينة، بحسب المرصد.
في محافظة حلب (شمالاً)، قتل شخص باطلاق رصاص.
في محافظة حماة قتل "قائد كتيبة ثائرة مقاتلة في بلدة صوران خلال اشتباكات مع القوات النظامية"، وضابط منشق برتبة نقيب في اشتباكات في ريف حماة.
في محافظة درعا (جنوباً)، قتل ثلاثة اشخاص اثر سقوط قذائف على بلدة كفر شمس التي شهدت اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، وثلاثة في بلدة عتمان التي تعرضت للقصف.
في مدينة حمص التي يستمر القصف عليها من دون توقف منذ اكثر من عشرين يوماً، قتل مواطن في حي الخالدية جراء القصف من قوات النظام، بحسب المرصد.
وذكر ناشطون ان القصف طال ايضا احياء حمص القديمة وجورة الشياح وبابا عمرو وجوبر والسلطانية والحميدية وباب هود، ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي على اطراف حي بابا عمرو.
واعلنت الهيئة العامة للثورة استمرار القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص براجمات الصواريخ.
وقتل، بحسب المرصد، ما لا يقل عن 32 عنصراً من القوات النظامية السورية في انفجارات استهدفت حواجز للقوات النظامية في محافظة ادلب، وفي اشتباكات في محافظات ادلب ودير الزور ودرعا وريف دمشق وحماة