![]() |
شافتنا أم عيون خضر فصارت عيونها حمر كنت أنا وخوياي طالعين رحلة مقناص لأحد دول المغرب العربي ، وعددنا 5 من الرياجيل الزحول ، اللي يطولون مايقولون ، ومن شافنا يحترمنا ، ومن قابلنا في الطريق يعزمنا. يشوف في وجيهنا المحتاج غنيمته ، ويشوف في وجيهنا الحرامي هزيمته . وكنا في منطقة برية بعيدة عن المدن ، وفيها أثار ، ومن الماضي بقايا عمار ، وعلى مبانيها القديمة غبار ، وبقايا أسوار ، ولقينا فيها قروبات في باصات الخواجات ، ومن رجال وحريم خفرات سافرات وعجائز شكلهم خارجين من الملاجي والمصحات ، بناتهم لبسهن فوق الركبة ومن شافهن تصيبه ربكة ، لكن حنا رياجيل ثقات ومالنا ومال الساقطات . وكان الشتاء في هذيك الديارلا زال باقي ، والثلوج على روس الجبال لها بواقي نشوفها مثل الطواقي ، وحنا لابسين الزي السعودي ، لابسين ثياب ملونه صوف ، وحنا رجال شديدين ما نا بضعوف وعلانا كوته مجوده ، وقلوبناعلى فعل الخير متعوده ، والوقت في الصباح الباكر ، والبرد شديد ، ما يتحملونه الاطفال والعويد . ومرينا من جنب نهر جاري ، وليا ذاك العود اللي دمعه على خده عباري ، لابس ملابس شفافه يرحم حاله من شافة ، وليا الخواجات يمرون من عنده ويتعدونه ، ولا يكلمونه ولا يساعدونه ، ولا من المال يعطونه . ومرينا بجنبه ووقفنا حواليه ، ومسكناه بيديه ، ووقفناه ، وعن الطريق حولناه ، وطلع واحد من خوينا كوته ولبسه على ظهره وصدره ، وقام خوينا الآخر ونزل من على راسه الغتره ، وغطاء بها راسه واذانه ، وتوقف بعدها مصافق أسنانه ، وراح خوينا الثالث للسياره وجاب كرتون فيه عزبتنا ، وفرشنا فراشنا وحطينا سفرتنا ، وجبنا أكلنا ، وقهوتناه، وفطرناه وأكل معناه ، وعطفنا علاه ومن فضل الله أكرمناه وعطيناه ، وليا ذيك الخواجية الكبيرة في السن ، تمشي وتون أم عيون خضر ، وقربتنا ووقفت بجنبنا تطالع فينا ، وباين على ملامح وجهها التأثر ، وليا دموعها يوم قامت على خدودها تنثر ، ثم جلست تبكي و تنحب نحيب كآنها فاقدة لها حبيب ، ثم قامت وقربت منا وهي في الشايب الضعيف تنظر ، وقد هالها المنظر ، فأشرت لنا بيدها ، والبكوة خنقتها، ونهلت دمعتها ، وقالت لنا كلام أضنه بلغه فرنسيه ، ماعرفنا معناه ولقد سمعناه ، لكن حركة أيديها ودموع عينيها، بينت لنا أنها متأثرة تأثير شديد بوقفتنا وفزعتنا مع المسكين ، وقفت وهي تفرك في عيونها ، وقد تحول لونها ، فبعد ماكانت خضراء مثل أوراق الشجر ، صارت حمراء مثل الجمر ، والله اعلم بلي حرك مشاعرها وبكاها يمكن فيه أحد من عيالها تركها وخلاها ولا لدار العجزه وداها. |
الساعة الآن 02:16 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO 3.6.0 Designed & TranZ By
Almuhajir