لن تستسلم اوروبا لاردوغان بسهوله.
لن يقف فرسان المعبد مكتوفي الأيدي قليلي الحيله بينما يتغير الدستور التركي بهذه البساطة .!
تسعون عاما تتمرغ تركيا في مستنقع العلمانيه ويحكمها دستور كتب في اقبية الاديره والمعابد في اوروبا ،
منذ تسعون عاما سقطت الإمبراطورية العثمانية وحل محلها دولة علمانية ليس لها دين ، بذلت أوروبا في سبيل ذلك فلذات اكبادها ، وفتحت خزائن الذهب ولم تبخل ، وظلت اعواما واعواما تحاول ، فتارة تصيب وتارة تخفق ، حتى تحقق لها مرادها
ساذج من يظن ان أوروبا اطمئنت إلى الأتراك يوما ،
سطحي الفكر من يتخيل أن أوروبا أرادت أن تضم تركيا للاتحاد الاوربي من أجل قوة الاقتصاد او التحالف العسكري .. ابدا ومحال ..!
أوروبا تعلم يقينا أن الأتراك ان ملكوا طعامهم وسلاحهم فاول عمل لهم هو البحث عن الذات وعن الجذور وعن مجد كان لهم يوما وعن ميراث قديم مايلبثوا ان يجدوه يوما ما عسى أن يكون قد اقترب.
أوروبا تعلم ان الحد الفاصل بين الدولة التركيه الحديثه وبين عودة الامبراطوريه العثمانيه هو الدستور ..
فإن استطاع الأتراك ان يدوسوا هذا الدستور العلماني باقدامهم ولو بالتجرأ على مادة واحده ، فان ذلك سيقودهم حتما الى تغييره بالكامل وربما اسقاطه من اساسه .
أن ما فعلته ألمانيا وهولندا والدنمارك والنمسا لهو بداية فقط ، وليس كل شيء ، فالجعبة ملئى والخونة كثر والشياطين تعمل دون توقف .
لا أقول أن رجب طيب اردوغان هو السلطان رقم 37 للدولة العثمانيه ، ولا أظن أن هذا مراده وليس تقليلا من شأنه او ظلما له ( والله حسيبه).
ولكن أقول أن رجب طيب هو اول مسمار في نعش العلمانيه سواء سياسيا او عقديا” ، فالرجل قد نفض الغبار عن صندوق أسرار الأتراك وفتحه واطلع الأتراك على ارثهم ، وترك لهم الاختيار .
وأوروبا تعلم ان وقتها ضيق ولا مجال لتجربة طرق سياسية وحيل دبلوماسيه،
فأما ان تخضع تركيا الآن وأما فلا خضوع لها إلى آخر العمر..
ظني ان أوروبا لن تضيع وقت وستبدأ طبول الحرب في كنائس الفاتيكان قريبا .