فيما يمثل دليلا آخر على توظيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتن لنظام عبد الفتاح السيسي في خدمة أهدافه السياسية الشخصية؛ كشفت صحيفة “هارتس” في عددها الصادر اليوم النقاب عن أن النظام المصري وافق على المشاركة في تحرك سياسي يخدم فرص تشكيل حكومة “وحدة وطنية” في إسرائيل يشارك فيها حزب العمل برئاسة إسحاك هيرتزوغ.
وذكر براك رفيد معلق الشؤون السياسية في الصحيفة في تقرير ترجمته “عربي21”، أن النظام المصري وافق على عقد لقاء “قمة” في القاهرة أو شرم الشيخ يشارك فيه إلى جانب السيسي كل من نتن وهيرتزوغ، ولم يكن من المستبعد أن يشارك فيه أيضا ملك الأردن عبد الله الثاني.
ونوه رفيد إلى أنه كان من المفترض أن يعلن كل من نتن وهيرتزوغ في اللقاء موافقتهما على مبادرة للتسوية الإقليمية تقوم على حل الدولتين وتمهد الطريق أمام حل الأزمة السياسية الداخلية التي كان يواجهها نتن وتسمح بضم حزب العمل للحكومة لضمان استقرار ائتلافه الحاكم.
وأشار رفيد إلى أن المفاجأة تمثلت في أنه بعد موافقة السيسي وهيرتزوغ على الفكرة؛ تراجع عنها نتن خشية ردة فعل شركائه من اليمين، لا سيما بعد تفجر الخلاف مع حزب “البيت اليهودي” حول إخلاء النقطة الاستيطانية “عمونا” القريبة من رام الله، والتي دشنها المستوطنون بدون ترخيص.
وكان هدف نتن من التراجع عن القمة في القاهرة وتملصه من المبادرة التي قدمها يتمثل في إتاحة الفرصة لضم حزب “يسرائيل بيتنا” المتطرف بزعامة أفيغدور ليبرمان، وهو ما تحقق بضم الحزب وتعيين ليبرمان وزيرا للحرب.