يوجد عندنا في الكويت مثل شعبي يقول "عنز الفريج ما تحب إلا التيس الغريب" والناظر إلى هذا المثل يجده منطبقاً على المنتمين لجماعة الإخوان المفلسين ممن يعيشون على أرض دول الخليج العربية ويحملون جنسيات بلدانها.
فهؤلاء رغم انتمائهم إلى دول الخليج العربية إلا أن ولاءهم وحبهم ليس لحكامها وحكوماتها بل لمن يراه حزب الإخوان في نظرهم بأنه جدير بالحب والولاء حتى ولو كان رئيس دولة علمانية.
فهم حاليا يكنون الحب والولاء إلى الرئيس التركي رجب طيب أوردغان ويغلون فيه حتى أنهم يروجون له في قنوات التواصل الاجتماعي بأنه خليفة المسلمين وأن حزبه حزب العدالة والتنمية هم العثمانيون الجدد بل أن بعضهم وصل به الأمر أن يقسم بالله لو كان أسمه محمد لراهن أنه المهدي المنتظر!.
وكما هو معروف بأن للرئيس التركي الكثير من المحاسن مثل انتشال بلاده من الاضطرابات السياسية والاقتصادية ورفع اقتصادها وتطوير صناعاتها وإعادتها مجددا كقوة إقليمية على الساحة العالمية ولهذا السبب تعلق الإخوان في حب أوردغان حتى غلو وتطرفوا في مدحه والثناء عليه في الوقت الذي للأسف يلمزون فيه حكام دولهم معتبريهم غير جديرين بمناصبهم متجاهلين بأن أردوغان أعلن أكثر من مرة بأنه يترأس حزب علماني ويحكم بدستور علماني وفق مبادئ كمال أتاتورك مؤسسة الدولة التركية الحديثة والذي سمح بوجود الشواذ جنسيا وأعطاهم حرية ممارسة شذوذهم وشرع لهم القوانين لتنظيم ذلك منذ تأسيس دولة تركيا الحديثة عام 1923.
ولم يقف أتاتورك عند ذلك بل حارب الإسلام منذ توليه السلطة على انقاض الخلافة العثمانية وحارب اللغة العربية ومنع رفع الأذان بها وغير الكتابة التركية من الأحرف العربية إلى الأحرف اللاتينية وقد سار أرودغان على نهج اتاتورك العلماني في إدارة البلاد وافتتح أكبر شاطئ للعراة في المنطقة كما سمح لمسيرة المثليين جنسيا عياذا بالله خلال شهر رمضان معلنا أكثر من مرة بأنه يحكم وفق دستور اتاتورك العلماني ومع ذلك يصدح نعيق اتباع حزب الإخوان المفلسين في كل مكان بوصفه خليفة المسلمين!!. وحاولوا أن يخففوا من وقع كلام أردوغان بأنه يحكم وفق علمانية أتاتورك فحاولوا طبع صفة إسلامية على نهجه فوصفوه بأنه علماني متأسلم؟! كيف هذا؟ فهناك نقيض كبير بين تطبيق الإسلام وتطبيق العلمانية فكيف تجتمع في شخص واحد أو حزب واحد؟! ومع ذلك لا نتعجب من حزب الإخوان قولهم هذا الكلام لأن مؤسسهم حسن البنا قال عن هذا الحزب عند تأسيسه " نحن دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية" أي كما قال المثل المصري ( بتاع كله ) ولهذا لا نستبعد أن يعدلوا من منهجهم ليضيفوا عليه كلمة علمانية لتولعهم بأردوغان.
بسبب الحول السياسي والجحد والولائي لدولهم وحكوماتهم لا يرى الإخوان المفلسين في دول الخليج العربية ما هم فيه من نعمة أمن وأمان ورفاهية يحسدون عليها من الشعب التركي نفسه ولهاذا السبب لا يرون انجازات دولهم وحكوماتهم، فالمملكة العربية السعودية يكفيها فخرا فقط في إدارة وتنظيم موسم الحج كل عام وسعيها الحثيث على تطوير الحرمين الشريفين لاستيعاب الحجاج والمعتمرين والزائرين وإشعارهم بالراحة والطمأنينة والأمن.
فلوا جزء بسيط من هذا العمل قام به أرودغان لسمعت نعيق الإخوان المفلسين يملأ العالم تعظيما وتمجيدا له ولكن فعلا صدق فيهم المثل " عنزة الفريج ما تحب إلا التيس الغريب" وهم جماعة لا تطرب إلا للخازوق التركي.