شهد إقبال النساء على ممارسة الرياضة بشكل عامّ، تزايدًا في الفترة الأخيرة، وبخاصة رياضه الدفاع عن النفس، من خلال الاشتراك في النوادي الرياضية، أو في الأماكن المفتوحة، أو بالاشتراك مع سيدات بشكل خاصّ للحضور إلى المنزل للتدريب، فقد ازداد وعي النساء بأهمية الرياضة بأنواعها.
وتشير بعض الدراسات، إلى أن وعي المرأة حول رياضة الدفاع عن النفس يصل نسبته إلى 85%، وهي نسبة قريبة أيضًا من اشتراك السيدات بالأندية الرياضية، وأيضًا انفتاح السعوديات على الثقافات المتعددة ساعد من انتشارها لدينا.
المدربة عفاف عسيري واحدة ممن جذبتهن رياضات الدفاع عن النفس فاحترفتها وأقامت ناديًا نسائيًّا خاصًّا للتدريب عليها.
تقول عفاف عسيري لـ"عاجل": "تعلمت أنواع الرياضة، خاصة التي تكون مختصة بالدفاع عن النفس للمرأة، فعندما كنت أدرس خارج المملكة بأمريكا، تعلمت هذه الرياضة واكتسبتها واحترفت فيها، والآن أقمت ناديًا نسائيًّا خاصًّا للتدريب عن الدفاع للنفس. مضيفة "إنني سعدت من الإقبال الكبير على النادي، حتى من ذوي الأجسام الممتلئة وفتيات في مقتبل العمر، فنحن في زمن لا بد من أن يتعلم كل فرد كيف يحمي نفسه خاصة المرأة، ولا تنتظر أن يأتي الرجل ليحميها".
وقد التقت "عاجل" عددًا من الفتيات بالنادي، اللاتي روين تجاربهن مع هذا النوع من الرياضة، فقالت بسمة محمد: إنني بدأت أتعلم وأتدرب كيفية الدفاع عن النفس منذ شهرين، بعد أن تعرضت لمواقف متعددة، ولم أتمكن أن أدافع عن نفسي ونلت الضرب باستمرار، الآن لن يتمكن أي شخص من أن يتعرض لي لأنني أعرف كيف أقف بوجه من يرفع يده عليّ؛ فلم أعد المرأة الضعيفة".
ورغم أن زوج جمانة القحطاني، غيّر موافق على انضمامها للنادي الرياضي وخاصة قسم الدفاع عن النفس، إلا أنها تشير إلى أنها عندما تقوم بزيارة أهلها مرتين بالأسبوع، تذهب إلى النادي، مبررة ذلك بالقول: "لأنني أعلم بأهميته، وأريد أن أكون قوية".
وتؤكد الأخصائية النفسية عائشة عسيري لـ"عاجل": أن "إقبال المرأة على تعلم مثل هذه الرياضة، يدل على وعي المرأة السعودية، وهذا الأمر يحلل نفسيًّا، ويعني الإقبال عليها من جانب السيدات دليلًا على عدم رضاهن من داخل أنفسهن عن ضعفهن أمام الآخرين، فكما أنها بدأت تستقلّ بنفسها بالوظائف، فتريد أن تستقلّ أيضًا بأن تدافع عن نفسها في أي موقف يصادفها.. بهذا التدريب لن يتمكن أي شخص أن يتعرض لها، فتصبح واثقة أكثر من نفسها وتمارس حياتها وهي وراضية عنها".