الناس ينشغلون أحياناً بأعمالهم ومعيشتهم لدرجة انهم لا يجدون الفرصة للاستمتاع بالحياة وما يحققونه منها .. او يتغلّب عليهم القلق من المستقبل حتى يتقاعسوا عن أداء كثير من واجباتهم الانسانية.
فهؤلاء تنقصهم الشعور بالسعادة وفن الاستمتاع بمواهب الحياة وما تحققه ايديهم.
ولكي ترفع من مستوى هذا الشعور ونكتسب فن الاستمتاع بالحياة أمامنا خمسة وصايا قاسمها المشترك هو الاعتدال في كل شيء.
الوصية الاولى
لا افراط ولا تفريط.
" الذين لا يجدون الفرصة الكافية للتسلية والترفيه عن النفس سيصرفون وقتهم عاجلاً أم آجلاً للمعالجات " " جان فانا تيغر "
كل شيء في الحياة يتحقق معناه الحقيقي من خلال التعادل فالثقة بالنفس قد تتحول الى غرور من جهة أو الى نقصان في الثقة . والمحبة قد تزداد لدرجة الجنون وقد تقل حتى يقسو القلب وتجفّ عواطفه . والنظافة الزائدة قد تؤدي الى الوسواس أو عدم الاكتراث بها الى انتشار الامراض والاوبئة .
العمل والترويح عن النفس كلاهما ضروريان في الحياة والافراط في احدهما أو التفريط بالآخر لا يتحقق الاعتدال ولا يجلب السعادة والرضا للفرد.
الوصية الثانية
نقطة بين استذكار الماضي واستشراف المستقبل
" الحياة عبارة عن العوم والسباحة في نهر الزمن الحاضر " " شاعر فارسي "
من الضروري عدم الاستغراق في الماضي والشعور المفرط بالندم والالم واللوم بل الاعتبار منه والتعلّم من دروسه . وكذلك عدم الاستغراق في النظر الى المستقبل إلا لمعرفة الاهداف والغايات وتحديد المسارات .
ويبقى الزمن الحاضر هو الملاذ الذي نلجأ اليه بالعمل والمثابرة ونعيش فيه لحظات المتعة والسعادة , وعمل اليوم هو الذي يبني المستقبل .
الوصية الثالثة
نقطة بين العمل الدؤوب والكسل
" السعادة كالفراشة تهرب منك وانت تريد اللحوق بها ولكن اذا مشيت باطمئنان وهدوء فانها ستحطّ على رأسك " " ديفيد هيوم "
يتصور البعض ان العمل بلا تأن ومن دون اعطاء فرصة للتفكير والشعور بالاطمئنان والراحة سيوصلنا الى الهدف بشكل أسرع ، فيما نجد ان السير باطمئنان وهدوء وتروّ في اداء عمل معين يمنحنا الفرصة لتقويم العمل ومعالجة الاخطاء وتحسين الاداء .
الوصية الرابعة
لا كآبة ولا تحويل الحياة الى فكاهة فقط.
" السعيد هو الذي يبتسم امام المشكلات والمصائب " " شكسبير "
كما ان الشمس تعطي اشعتها ودفئها وحيويتها الى الاشجار والنباتات والكائنات فان للسرور والنشاط أثر مماثل في نفوس البشر .
فلنتعلم كيف نفرح وكيف نمرح وندخل السرور الى انفسنا حينما نواجه الحياة بكل ما فيها من معاناة ومشاكل لكي نتغلب عليها ولا تتغلّب هي علينا .
الوصية الخامسة
نقطة بين عبادة الذات وامتهانها
" أكثر الناس سعادة هو الذي يسعى أكثر لاسعاد الناس " " لارو شفوكو "
فلنحبّ الناس ونكنّ لهم الاحترام ونسعى لاسعادهم لان كرامتنا وسعادتنا ستتحقق من خلال ذلك وسيعود ذلك الحس وذلك الاحترام الينا من جديد من الناس جميعاً.