أين ذهبت الثمانين مليوناً؟! هل وفقت نزاهة في (قراءة العداد)؟ من يُجيب؟ أتمنى ألا يغطي صوت الموسيقى الصاخبة سمع وسائل الإعلام التي احتفت بنصف الخبر!
الوطن
فهيد العديم 2017-01-26 11:24 pm
تناقلت وسائل الإعلام المحلية في الأيام الماضية خبراً مصدره (نزاهة) عن قيام موظفين من الشركة السعودية للكهرباء (بخيانة الأمانة وتبديد المال العام)، وذلك في عقود تجاوزت (80) مليون ريال، كما اتضح للهيئة مخالفة تمثلت في استقطاب عدد من الاستشاريين الأجانب على مهام وأعمال سبق إعدادها، وقبل العودة للثمانين مليونا أقول إن استقطاب الاستشاريين بهذه الطريقة ليس غريبا أو ملفتا، فهو تقريبا موجود في كل الهيئات والوزارات، أو في أحسن الأحوال ظنا هو أقرب إليها من حبل الوريد، وهذا لا يعني أنني أتهم الجميع بالفساد، فالتعميم لغة الحمقى، كما أن التبعيض لغة الجبناء، لكن في (أغلب)- مفردة تحاول أن تتملص من الحمق والجبن- أغلب الأنظمة لدينا فيها ثغرات تجعل الجمل يلج في سم الخياط، وهذه الثغرات لا تحتاج لقانوني كي يكشفها، بل يلحظها من تشبه معرفته القانونية معرفته بتاريخ الحفيد الثالث لرئيس جمهورية الواق واق، وأغلب الظن أن من صاغ هذه الأنظمة كان يُحسن الظن بالجميع (معقول فيه أحد يستغل ثغرة لمصلحته الشخصية؟!)، الطريف أن أغلب القضايا التي حسبناها فساداً هي كذلك، لكنها (فساد حسب النظام)، ومشكلة نزاهة بكشف مثل هذه الأخبار أنها ترفع سقف تطلعات المواطن من نزاهة، التي أحالت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، التي ستحقق والمحكمة ستصدر الحكم، والبلاغ أتى من مواطن، إذاً لم يبقَ لنزاهة من الخبر إلا كلمة (أحالت)، طيب..كيف حكمت (نزاهة) بأن الأمر خيانة للأمانة وتبديد للمال العام؟!