الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد.. يقول الله جل وعلا: (( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )) سورة الكهف 28
يشعر بشعورك ، ويعتني بشؤونك،ويهتم بأمورك ، يفرح لفرحك،ويحزن لحزنك، ويسر بسرورك،يحب لك مايحبه لنفسه،ويكره لك مايكرهه لنفسه،وينصح لك في مشهدك ومغيبك،يأمرك بالخير،وينهاك عن الشر،يسمعك العلم النافع والقول الصادق والحكمة البالغة،يحثك على طلب العلم الصالح المثمر ، ويذكرك نعم الله عليك لكي تشكرها ، ويعرفك عيوب نفسك لكي تتجنبها ، ويشغلك عما لا يعنيك ، إذا غفلت ذكرك وإذا أهملت بشرك وأنذرك ، يسد خلتك ويغفر زلتك ويقيل عثرتك ويستر عورتك ، وإذا اتجهت إلى الخير حثك ورغبك وبشرك بعاقبة المتقين وأجر العاملين وقام فيه معك وكان لك عوناً عليه ، وإذا تكلمت بسوء أو فعلت قبيحاً زجرك عنه .
الجليس الصالح:
لا يمل قربك ولا ينساك على البعد، إن حصل لك خيراً هنّاك وإن أصابتك مصيبة عزاك ، يسرك إذا حضرت بحديثه ويرضيك بأفعاله ، ما زال ينفعك ويرفعك ويزجرك ويردعك حتى تكون كبائع المسك وأنت المشتري ، ولصلاحه ونصحه لا يبيع عليك إلا طيباً ولا يعطيك إلا جيداً وإن أبيت الشراء طيبك ، وأولئك هم القوم لايشقى بهم جليسهم، تنزل عليهم الرحمة فيشاركهم فيها ، ويهم بالسوء فلا يقوله مخافة من الله أو حياء من الناس فالخير الذي تصيبه من جليسك الصالح أبلغ وأفضل من المسك الآذفر فإنه إما يعلمك ما ينفعك في دينك ودنياك أو يحذرك من الإقامة على مايضرك فالإنسان مجبول على الإقتداء بصاحبه وجليسه والطباع والأرواح جنود مجندة يقود بعضها بعض إلى الخير أو ضده وفي الحديث : {{ المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل }} وفي البيت المشهور :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ................... فكل قرين بالمقارن يقتدي
وإياك وجليس السوء فهو بضد ذلك كله فإنك وإن لم تشاركه في إساءته أخذت بنصيب وافر من الرضا بما يصنع فمصاحبة الأشرار ومجالستهم مضرة من جميع الوجوه على من جالسهم وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام وكم قادوا أصحابهم في المهالك وقد قال تعالى مخبرأ عن عاقبة الظالمين وتمنيهم سلوك طريق المؤمنين وندمهم على مصاحبة الضالين المضلين : {{ ويو يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً*ياويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذا جاءنئ وكان الشيطان للإنسان خذولا }}
سورة الفرقان 26_28
وصحبة الأشرار داء وعمى ......................... تزيد في القلب السقيم السقما
هذا وأسأل الله أن يجنبنا صحبة الأشرار وأن يوفقنا لصحبة الأخيار وأن يرحمنا برحمته
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
منقول من كتاب : بهجة الناظرين فيما يصلح الدنيا والدين .
للمؤلف/عبدالله آل جارالله .