مــا أحـوجـنـا إلـى الدموع المخلصة التي تترجم صدق الإيمان وثباته واستعلاءه على أهواء البشر..
فإلى الله تعالى نشكو عجزنا وضعفنا وقسوة قلوبنا..!
منزلة عظيمة من منازل المؤمنين :
تسمو فيها النفس وتعلو على أهواء البشر
يقف الإنسان بين يدي ربه خالياً يتدبر
آيات الله (عــز وجـــل) بسكـينة ووقار
فتلامس الآيات قلبه، وترتجف جوانحه ، فيطأطأ رأسه ذلاً
ويعفر وجهه بالأرض
عبودية وإخباتاً ، ويناجي ربه بتضرع يطلب منه العون والغفران
فتنحدر الدموع
من بين عينيه إنابة وخضوعاً.
يقــرأ الآية من كتاب الله فتعمر قلبه ، وتزكيّ نفسه
وتغير من طبيعته وسلوكه
وتدفعه إلى الـمـزيد من الطاعات والإقبال على الله.
قال الله (تعالى) : ( إنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَذِينَ إذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجـِـلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إيمَاناً
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) الأنفال
تُجْلَبُ علينا الفتن بخيلها ورجلها..
ولكنها تتساقط وتتناثر تحت قدمـينا ، فننظر
إليها باستعلاء وثبات ، ونمضي لا نلتفت إليها
مرطباً السالتنا بحمد الله والثناء
عليه، فمناجاته لربه تكسبنا القوة والعزيمة، وقلباُ أبيض كالصفا
لا تضره فتنة
مادامت السماوات والأرض .
قـال رسـول الله : سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. ذكر منهم :
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه من الدمع !
وقال :
عينان لا تمسهما النار : عين
بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله«.