رصد تقرير مصور المصادر التي تحصل من خلالها ميليشيات "الحوثي- صالح" على السلاح والعتاد العسكري، والخيوط الخفية في عملية توريد المعدات القتالية. وبين التقرير -حسب قناة الجزيرة- اتصالات سرية ومقاطع مصورة ووثائق تنشر للمرة الأولى، لعمليات النهب المنظم التي حصلت من خلالها على أسلحة ثقيلة وصواريخ من الجيش اليمني، في وقت سابق. وكشف اتصال بين المخلوع علي عبد الله صالح مع محافظ عمران السابق الشيخ كهلان أبو شوارب، عن التحريض ضد قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي، الذي تمت تصفيته على يد الحوثيين في وقت لاحق، قبل اقتحام مقر اللواء والاستيلاء على سلاحه. وضمن خطة تسريب سلاح الحرس الجمهوري إلى الميليشيات الانقلابية، لعب المخلوع "صالح" دورًا مهمًّا في هذا الشأن، حسب اتصال مسرب بينه وبين صحفي يمني مقرب (نبيل الصوفي)، يظهر امتعاض صالح من هيكلة الجيش اليمني، التي أطاحت بنجله وأقربائه من قيادة القوات المسلحة، مطالبًا الموالين له بالتمرد. وترصد تسجيلات منسوبة لقيادات ميدانية في جماعة الحوثي (على اتصال مباشر مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي)، أنواع السلاح المنهوب وكمياته، وبعض أماكن تخزينه. وتكشف التسجيلات سيطرة الحوثيين على سلاح الطيران ونيتهم استخدامه ضد معارضيهم قبل أن تنطلق عاصفة الحزم وتدمر قدراتهم الجوية. ويشير تسجيل آخر إلى أن رئيس الأركان السابق أحمد الأشول طلب صلحًا مع الحوثيين، فيما يكشف تسريب غيره عن اجتماع للتنسيق الأمني بين الجانبين. وأورد التقرير أن مصادر تسلح الحوثيين تنقسم إلى ثمانية، يتصدرها الأسلحة التي اقتنصوها خلال الحروب الست التي خاضوها ضد قوات صالح، والتي حولتهم إلى "جيش صغير" يمتلك مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة. ونهب الحوثيون كميات كبيرة من الأسلحة؛ فمن بين سبع مناطق عسكرية موزعة على الخريطة اليمنية، استولى الحوثيون على أربع منها هي الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة؛ علمًا بأن هذه هي أكثرُ المناطقِ العسكرية تسليحًا وعتادًا، وتتركز فيها القوة النوعية والصاروخية للجيش اليمني. وحصلت ميليشيات الحوثي على جزء من العتاد العسكري من ألوية الحرس الجمهوري، بعدما انغمست عناصرهم -أشهرهم أبوعلي الحاكم- داخل ألوية الحرس هذه، وعندما بادر الرئيس عبدربه منصور هادي بإلغاء الحرس الجمهوري (ديسمبر 2012)، ودمج وحداته في القوات البرية التي تتكون من نحو 17 لواء، منها صواريخ ودبابات ومشاة، رفض قادة من أقرباء صالح في قيادة الحرس هذا القرار، وسربوا أسلحة كثيرة إلى ميليشيا الحوثي. وعن مسارات التهريب، بينت الوثائق والتسريبات أن البواخر المحملة بالأسلحة كانت تتبع عدة طرق، بعضها يمر عبر مرافئ (كالولا، بوصاصو، كاندالا) الصومالية، قبل أن تصل اليمن. وهناك طرق أخرى تستخدم الموانئ الإيريترية، مرورًا بسواحل عُمان، وفق بيانات أنظمة الملاحة البحرية في السفن التي تم ضبطُها.