الحفيدة الغالية جدا جودي بنت يوسف التويجري، وهي تلميذة في السنة الثانية ابتدائي بمدرسة حكومية بولاية نورث كارولينا الأمريكية، حيث ترافق والدتها ابنتي الطبيبة عذا التي في مراحلها النهائية لدرجة الدكتوراه بجامعة نورث كارولينا، وفقها الله وبقية مبتعثينا
لماذا هذا الخطاب يشكل حقيقة تعليمية وتربوية مؤلمة !؟ الألم في هذا الخطاب، من وجهة نظري، يعود لسـببين:
السبب الأول: واقع حالنا البيئي المؤلم في المملكة، وذلك حينما نرى النفايات ترمى من السيارات التي تسير على الطرق العامة، وانتشار النفايات على الطرق العامة والمنتزهات والأراضي القفار، بل وفي فصول المحاضرات والردهات بالجامعات !؟
السبب الثاني: وهو الأكثر ألما، حينما يعلم القارئ الكريم من هو السيد مكروري؟ السيد مكروري هو حاكم ولاية نورث كارولينا الأمريكية ذات العشرة ملايين نسمة، والحفيدة جودي تدرس في مدرسة ابتدائية حكومية بهذه الولاية بقرية لا يتجاوز عدد سكانها ستين ألف نسمة ! وبالتالي، كيف لطفلة في ثاني ابتدائي وعمرها لم يتجاوز سبع سنوات وشهرين تعرف اسم حاكم الولاية، ونحن البالغين من دكاترة وموظفين الذين احتفلنا قبل أيام قليلة بكرنفال انتخابات المجالس البلدية لا نعرف حتى أسماء المرشحين لتلك المجالس، ناهيك عن برامجهم الانتخابية !؟
الإجابة على تلك الأسئلة المؤلمة موجودة في «صناعة» التعليم، التي أحد وجهيها المعلم، والوجه الآخر المنهج والبيئة التعليمية، من إدارة ومبنى وتجهيزات. فالحفيدة جودي لم تكتسب معرفة جزئية دقيقة جدا عن البيئة والاهتمام بها والغيرة عليها من المنزل، وذلك بدلالة قولها في خطابها اللطيف: «قرأنا مقالا في الفصل». أي أن بداية الاهتمام بالبيئة لدى الآنسة جودي كانت في الفصل الدراسي ثاني ابتدائي. ومن جانب آخر، فمن المؤكد أن معلمة جودي، أثناء تعريف تلاميذ السنة الثانية ابتدائي بالبيئة والممارسات الضارة عليها وكيفية حمايتها، قد تطرقت إلى تعريف التلاميذ بمن تقع عليه المسؤولية النظامية لحماية البيئة والمحافظة عليها في ولاية نورث كارولينا، ذلكم هو حاكم الولاية (أو أمير المنطقة عندنا)؛ وهو الذي وجهت الآنسة جودي خطابها إليه.