كلنا نواجه هذا اللون من الإستفزاز الذي هو اختبار لقدرة الإنسان
على الانضباط وعدم مجاراة الآخر في ميدانه وهناك تسعة أسباب
ينتج عنها أو عن واحد منها ضبط النفس :
أولاً - الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه واللين معه والرفق به.
إن الناس يجتمعون على الرفق واللين ولا يجتمعون على الشدة
والعنف لأن الله سبحانه وتعالى قال : (( ولو كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ القَلبِ لانفَفَضّوا مِن حَولِكَ ))
[color="darkgreen"]ثانياً - سعة الصدر وحسن الثقة مما يحمل الإنسان على العفو ..
وكما قال سبحانه : (( ولِمَن صَبَرَ وغَفَرَ إنّ ذَلِكَ لَمِن عَزْمِ الأمُورِ ))
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما ترون أني صانعٌ بكم ؟ ) قالوا خيراً أخٌ كريم وابنُ أخ كريم قال :
( اذهبوا فأنتم الطلقاء )
ثالثاً - شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب ويسمو بنفسه فوق هذا المقام ..
فلا بد أن تدرب نفسك تدريباً عملياً على كيفية كظم الغيظ ومقابلة
الإساءة بالإحسان فاءن لم يكن فبالصفح والإعراض .
رابعاً - طلب الثواب من عند الله.
إن جرعة غيظ تتجرعها في سبيل الله لها ما لها عند الله عز وجل من الأجر والرفعة وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على روؤس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من أي الحور شاء )
خامساً - استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.
وقد قال بعض الحكماء : ( احتمال السفيه خير من التحلي بصورته والإغضاء عن الجاهل خيرمن مشاكلته)
سادساً - التدرب على الصبر والسماحة فهي من الإيمان.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
سابعاً - قطع السباب وإنهاؤه مع الآخرين وهذا من الحزم .
وبالخبرة والمشاهدة فاءن الجهد الذي تبذله في الرد على من يسبك لن يعطي نتيجة مثل النتيجة التي يعطيها الصمت فبالصمت حفظت لسانك ووقتك وقلبك وجهدك .