توالت ردود الأفعال الغاضبة في الشارع الإسرائيلي والأوساط السياسية بعد المقابلة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع القناة الإسرائيلية الثانية، ووصلت إلى حد مطالبة البعض بإلغاء اتفاق المصالحة مع تركيا، وإعادة السفير الإسرائيلي من أنقرة، بينما اتهم آخرون أردوغان بأنه غير معني بالمصالحة مع إسرائيل. وذلك بحسب ما ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية.
ورفض الرئيس التركي في أول مقابلة له مع الإعلام الإسرائيلي منذ 13 عاما وصف حركة حماس بأنها منظمة إرهابية، وقال إنها حركة سياسية ظهرت نتيجة المقاومة، كما رفض التراجع عن وصف هجمات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة بأنها لا تقل همجية عما فعله هتلر.
أول ردود الأفعال صدرت عن وزير التعليم السابق والعضو في حزب الليكود الحاكم جدعو ساعر الذي كتب تغريدة على موقع قال فيها إن أردوغان هو نفسه لم يتغير. الصفحة الجديدة في العلاقات هي خداع للذات لمن يؤمن بذلك.
وفي مقابلة أخرى مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قال ساعر إن تصريح أردوغان دليل على أنه لم يكن جائزا التوقيع على اتفاق المصالحة معه، مضيفا أن المقابلة أثبتت لكل من يؤمنون أن صفحة جديدة في العلاقات قد فتحت في أعقاب الاتفاق أن هذا مجرد وهم.
من جانبه هاجم عضو الكنيست السابق آريه إلداد حديث الرئيس أردوغان عن سعي إسرائيل للسيطرة على المسجد الأقصي وقيامها بحفريات وعمليات تنقيب تحت المسجد.
وقال إلداد في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية إن إسرائيل لم تتعلم من أخطاء الماضي. وأن نتن الذي علم العالم أن لا يكافئ الإرهاب عاد وكافأ أردوغان الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في إرسال أسطول مافي مرمرة.
وقال إلداد: "إذا أردتم نصيحتي فإني كنت آمل أن تعيد إسرائيل السفير الجديد من أنقرة للتشاور حتى يعتذر أردوغان عن تصريحه"، مطالبا الخارجية الإسرائيلية بإصدار بيان للرد على الرئيس التركي.
وطالب إلداد أردوغان بأن يعتذر عن وصف هجمات الجيش الإسرائيلي على غزة بأعمال هتلر، وقال إنه لا مجال للمقارنة بين الأمرين، مضيفا أن أيا من قادة مصر والأردن ممن لم يبدوا ودا تجاه إسرائيل لم يجرؤ على هذه المقارنة.
أما زعيم المعارضة يتسحاق هرتسوج فكتب تغريدة على موقع قال فيها إن المصالحة مهمة، والعلاقات الطيبة مع هذه القوة الإقليمية مهمة، لكن الأهم من ذلك هو عدم التخلي عن جنودنا في الأسر. وقد أظهر حوار أردوغان أن نتن قد تخلى عنهم.