(( لم اكن سيئا ))
....................................
وصلت الى ما وصلت اليه ...ليس بارادتي ولا بتخطيط مسبق مني ...انها الاقدار لاسواها .
اتذكر انني كنت احلم وانا صغير أن اكون تاجرا ثريا جدا جدا ..املك السيارات الفارهة وامتلك المزارع الشاسعةالتي كنت اشاهدها في تلك الافلام الاجنبية والتي يتعب فيها الفرس الاصيل من شدة الركض .
الله احلام كانت تراودني عندما كان للاحلام مجال واسع نستطيع ان نتنفس منه
اليوم
كبرنا وضاقت احلامنا ..واتسع واقعنا ..وأصبح الواقع يفرض علينا ايقاعه ..
قبل يومين انتهيت من قراءة كتاب للاديب غازي القصيبي
حياة في الادارة ...اقسم لكم لقد اشفقت على حالنا ..وكابرت فيه ذلك الطموح الذي كان يمتلكه حيث كان شخص يملك مقومات عدة اشخاص ..
وبدات اسال حالي ..
ماذا كان ينقصنا ...حتى نصل الى ما وصل اليه الادباء والمفكرين والعباقرة
تعلمون ان الدنيا تسع الجميع بان يكونوا لهم شأن كبير ..ولكن ماتركناه نحن باهمالنا ومحض ارادتنا فاز به غيرنا ...فالدنيا تسع الجميع
كنت صغير
وفي قلبي غليان كبير ..بأن اكون عكس الاخرين ..ليس مخالفة لهم ..بل تميزا عنهم ..
دخلت المرحلة الابتدائية ..كانت البراءة تلتحفني ..وكان الطموح لاهداف عليا تنتابني .
اتذكر ..ان مدرس الصف الاول وضعني في الماصة الثانية ليضع مكاني ابن معلم في نفس المدرسة ....
ضاقت نفسي حينها ...لم ارتاح في الحصه الاخرى ..بدات ملامح الزعل وعدم اهتمامي بالمعلم والدرس واضحه على وجههي ..
اتذكر ماقلته للمعلم عندما سالني ...لماذا انت زعلان يامشعل
قلت له ...لو كان ابي معلم هنا لاخترت طالب اخر ترجعه الماصه الثانية ..
فما كان من المعلم الا ان يرجعني مكاني ...
عرفت حينها ...ان الطريق صعب ..وان المحسوبيات والتعثرات لابد ان تعترض خطواتنا في طريق طويل طويل لانهاية له ...
مازلت امسح على تلك الروح بدفء ..لاقول لها طموحك لا نهاية له
برغم اني ...لم اكن سيئا معك ..
ولكن خطواتنا ..ليس نحن من يختار طريقها ..هي الأقدار ثم المنعطفات التي تواجهنا وترغمنا على اختيار طريقنا ..ولولم نختاره