فى اليوم الثانى: أتى عمال الشركات لإنزال إنتاج اليوم فى محلات السوبر ماركت، فرفض بعض الباعة أن ينزلوا أى حمولة جديدة لأن إنتاج الأمس لم يُبَع ولم يتزحزح من مكانه،
فلم يشترِ أحد فى ذلك اليوم، والبعض الآخر من أصحاب المحلات طالب بتبديل إنتاج الأمس من البيض بإنتاج اليوم!!
وماذا بعد ذلك؟
قال مديرو الشركات إن المقاطعة ستنتهى فى غضون أسبوع واحد، وبعدها سيعود الناس للشراء من جديد بالسعر الجديد.
ولكن الأمر لم يختلف، فما زال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للشراء، وبعد أسبوعين كاملين، لم يشترِ أى (مواطن) أو (مواطنة)، وشركات البيض تنتج وتخسر!!
الشركات تخسر كثيراً لإطعام دجاجها وكذلك الإنتاج لا يتوقف، فالدجاج ما زال ينتج بغزارة!!
فتراكمت الخسائر على تلك الشركات وتضاعفت، وبعد هذا كله.. اجتمع مديرو الشركات وأقروا (بالهزيمة) النكراء، وقرروا إعادة سعر بيع البيض للسابق!!
فماذا كانت النتائج!!
تواصلت المقاطعة!! أيضاً، فلا يزال الشعب الأرجنتينى مقاطعاً للبيض والشركات تكاد تفلس والمسئولون عنها جن جنونهم لما يحدث!!
حتى اجتمع أصحاب الشركات الكبار والتجار مع مديرى البيع مرة أخرى، و(هنا) قرروا القرارات التالية:
١- تقديم اعتذار رسمى للشعب الأرجنتينى عن طريق جميع وسائل الإعلام!!
٢- تخفيض سعر بيع البيض عن سعره السابق، إلى ربع القيمة السابقة!!
٣- إعطاء أصحاب البقالات مدة طويلة للسداد.
٤- تقديم بعض الدعم المجانى لدور الأيتام ودار المسنين والعجزة لمدة عام كامل.
هذه قصة حقيقية وواقعية، وليست من نسج الخيال!!
الخلاصة:
باستطاعتنا (كشعب) أن نرفع أو نخفض أسعار أى سلعة!! وذلك بإرادتنا بدون حملات أو دعايات!! فقط نحتاج إلى قليل من الثقافة!! ثقافة عدم أعطاء الفرصة (لاستغلالنا).