أحدثكم أحبتي من مقهى أبو هيثم على طريق القصيم وأنا لا أعرف هذه الأماكن بتاتاً البتة ..
فقد تفضل عندي في قصري هذا اليوم زميل لي عضو مجلس إدارة لإحدى الشركات ..
وبعد الغداء .. أخذني معاه إلى مقهى أبو هيثم .. حيث قال لي بأنه مقهى فاخر جداً يقدم كل أنواع المشروبات الفاخرة ..
وبعد وصولي إلى هناك .. تفاجأت بوجود مبنى متهالك .. ووجود سيارات لم أعتد أن رأيتها بحياتي أبداً ..
وأيضاً وجدت مالا يحمد عقباه .. وهو أنني رأيت أناساً يلبسون ملابس غريبة لم أرها في حياتي .. ووجوههم شاحبة يملؤها الشعر الأسود والبعض الشعر الأبيض ..
سمعت ألفاظاً لم أسمعها قط بحياتي .. لم أتعود على تلك المناظر البشعة .. وأيضاً شاهدت دخانا في المكان .. توقعت بأن المقهى إحترق .. ولكن الدخان كان يخرج من أفواه الرجال ..
الكل ينظر إلي بنظرات غريبة .. وكأنهم لم يألفوا شخصا كهامتي أنا ..
الكل يتبجح في النظر إلى أبو ابراهيم .. مع العلم أني كنت ألبس ساعة جورجيو أرماني مرصعة بقليل من الألماس الفاخر ..
لا أعرف ماذا أفعل .. سألت زميلي عضو مجلس إدارة إحدى الشركات وقلت له بأنني لا أستطيع التحمل والجلوس في هذا المكان الموحش ..
فإتفقنا أنا وهو بالخروج والذهاب إلى مقهى إيطالي على طريق العليا العام .. وها نحن الآن موجودون به .. ونحتسي القهوة الإيطالية الفاخرة .. مع قليل من الكعك الإيطالي الملفوف بقطع من الفواكه الإستوائية ..
كانت نفسيتي تعبانة في ذلك المكان المرعب .. أما الآن فأنا أعيش حياة البذخ والرفاهية .. آآآآه بس .
نعم الفرق كبير بين ابو هيثم وبين ما نحن فيه الآن ..