الضمير الحيّ ..
يقتلك في الدنيا ليُحيِيك في الآخرة !
يتبادلان اطراف الحديث..في جو بارد.. جدا
.. وقرب المدفأة
يشربان كوب شاي ساخن
قال هل سمعت بقصة ذلك الرجل.. الذي عرض عليه
قطعة ارض يبني عليها بيتين..
بيت يسكن فيه مؤقت .. وبيت اخر يسكن فيه لفترة اطول ..
وكلما كان بناؤئه جميل كلما سيرتقي الى درجة اعلى وسيعيش سعيدآ..
تشوق الى الحديث فقال اكمل تلك القصه..
فقال / العجيب ان هذا الرجل بدأ يبني البيت الذي سيسكن فيه مؤقتا
بكل مايملك.. وجاء باارقى انواع الاثاث..
وكلما سألوه الناس ومتى تبدأ بذلك قال سوف اكمل بنيانئه فيما بعد..
ومضت السنون .. حتى اصبح حال بيته الثاني ..
الذي فقط بنى أساسه.. وترك الباقي..
وبمرور الوقت اصبح بيتآ مهجور
فمات ذاك الرجل.. ولم يكمل بناء ذلك البيت..
متأملآ بكلمة سوف ..
فظن انه بذلك انجز ولم يدري انه سيلاقي حياة أليمه..
حياة هو اختارها لنفسه..
الندم لن ينفعه بل سيزيد حسرته..
ولسان حاله يردد كم كنت مخطئآ..
انتهت القصه ..
أبستم المستمع وقال ومالذي فهمت من تلك الحكايه..؟؟
ربما سيجيب القلم نيابة عن من قص تلك الحكايه..
لعل قلمي يجد اذان صاغيه..
وقلوب واعيه..
كلنا ذاك الرجل.. الذي اعطي قطعة الارض ليبني..
والبيت الأول هو / الدنيا التي سنعيش بها مؤقتآ
والبيت الثاني / هو القبر. الذي به سنحدد حياتنا..
الذي قال به الرسول صلى الله عليه وسلم
إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ , فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ , وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ "
كم منا هجر بنيان ذلك البيت ؟؟..
وبناؤه يكون بالاعمال الصالحه والحسنات التي تكون خير معين له هناك
والله انني مهما كتبت فلن اوفي حق هذا الموضوع
لكن العبرة التي اسعى إلى ان اضعها نصب أعينكم
اسئلة كل منا يجيب بنفسه عليها
اما آن الآوان ان نبني بيوتنا..؟؟
الى متى وحب الدنيا يسكن اعماق نفوسنا؟؟
اما لنا ان نعتبر بمن مات قبلنا؟؟
هل فكرنا يوما بالذين ماتوا وسكنوا بيوتهم اذا أذن لهم ان يتحدثوا إلينا
ياترى ماذا سيقولون لنا؟؟
الى متى والتسويف يرافق كل منا؟؟
ردد على لسانك دائما وقل..
ومضه :
يا أبن ادم انت الذي ولدتك امك باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا فأعمل بنفسك ان تكون اذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا
مخرج/
اذا الايمان ضاع فلا امان
ولا دنيا لمن يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قريبا