أحمد طفلي الصغير أكمل في يناير الماضي عامه الأول .. اخترته لكي يكون واحدا ممن أتعلم منهم في هذه الحياة
وفي الحياة تمر علينا المواقف والأحداث والبشر والأشخاص يستغل البعض الأحداث والناس ليتعلم وينتهز المواقف ليتدبر
في حين يسير البعض الآخر مكبا على وجهه لا يتعلم ولا يتدبر ولا يتأمل مما يصادفه في هذه الدنيا وممن يلقاه في مسارات الحياة فتمضي حياته في فوضى وفي طريق متعرج
قد تستغربون لماذا اخترت طفلا لأقول أنه علمني في حين وحده المحتاج للتربية والتنشئة والتعليم
أما اختياري له فلكي أشعركم بأننا من الممكن أن نتعلم من أصغر الناس وأبسط الأشياء .. من الصغير قبل الكبير ومن الفقير قبل الغني .. ومن المخمس قبل المتميز إن قسناها على المنتديات الإلكترونية .. وهكذا إلى آخر الأصناف التي يمكننا أن نتعلم منها
البعض لا يقبل التعلم إلا من عالم أو كبير وذلك حسن لكن أن لا يقبل بغيره فهو مخطىء .. فالمرء بأصغريه قلبه ولسانه وبإمكاننا أن نستفيد من الكل لو أردنا ذلك
تعالوا الآن لأخبركم ماذا علمني إياه صغيري أحمد وأنا أراقب حركته كل يوم بين دهاليز البيت وزواياه وأركانه
1 – علمني ابني أنه يستطيع أن يتحكم في تحركاتنا .. كثير في هذه الدنيا كذلك من يسمح للآخرين بأن يتحكموا في تحركاتهم وأفكارهم وعقولهم ومساراتهم
2 – علمني ابني أنه يستطيع الحصول على ما يريده وهو في مكانه .. بعض الناس يظنون الحياة مثل أحمد بأن النجاحات والأشياء فيها ستأتيهم في أماكنهم .. الدنيا يا سادة تحتاج إلى جهد وعمل وتضحية وعزم .. لا تنتظر النجاح لكي يأتيك بل اسعى واذهب أنت إليه .
3 – علمني ابني بأنه وهو في محاولته الوقوف والمشي فإنه بعد كل سقوط له يحاول النهوض .. كثيرون في هذه الدنيا من إذا سقط لا ينهض ويظل جالسا في مكانه .. الحياة ليست هكذا بل هي فشل ثم نجاح .. سقوط ثم نهوض .. تعثر ثم سير للأمام
4 – علمني ابني أنه كلما ابتسمنا له بادلنا الإبتسامة .. كثير من الناس مهما حاولت أن تبتسم لهم يظلون عابسين وكأن الدنيا خلقت كئيبة خالية من الأشياء التي تسعد القلب وتبهجه .. والبعض مهما حاولت أن تبسط له الوجه المنشرح يقابلك بغير ذلك
5 – علمني ابني أنه وحتى وصوله لمرحلة المشي فإنه يتدرج في ذلك عبر الحبو ثم النهوض واقفا ثم المشي .. البعض في هذه الدنيا يحاول أن يتناسى عملية التدرج في أهدافه ويريد القفز من أول السلم إلى أعلاه .. وبهكذا طريقة سيسقط .. سر في مشوارك خطوة خطوة حتى تصل إلى ما تريد
6 – علمني ابني أنه يستطيع الحصول على ما يريد باستخدام وسائل الصراخ أو التكسير حتى يلفت انتباهنا إليه .. يفعلها أحمد في براءة وعفوية طفولية .. بعض البشر يلجؤون إلى وسائل غير مألوفة حتى يلفتون الإنتباه إليهم .. لا تكن مثلهم فكل ما يحصلون عليه عبر وسائلهم الغير مشروعة سيذهب سريعا
7 – علمني ابني أنه يخاف من الأغراب حتى يأنس لهم .. البعض يدخل في علاقات سريعة مع أغراب لا يعرفهم قد تؤذيه لاحقا مثل هذه العلاقات
8 – علمني ابني أن الحياة ليست ثابتة بل هي مليئة بالتقلبات فتارة أراه يضحك وساعة يبكي وساعة يمرح وساعة يلعب .. هكذا هي الحياة لا تمر على البشر ثابتة بل متقلبة يجب عليهم أن يدركوا تقلباتها وأن يتعاملوا معها بكل ما فيها .
كثيرة هي الأشياء التي من الممكن أن نتعلمها من الصغار .. نتعلمها من الأحداث .. نتعلمها من المواقف .. نتعلمها من سيرة الأيام .. فقط لتكن لدينا الرغبة في التعلم مما نصادفه في هذه الحياة فالتعلم ليس من بطون الكتب وحدها ولا من أقوال الأولين ولا من حديث الحكماء بل من كل شيء في هذه الدنيا
لا تدع الأمور تمر عليك هكذا بل حاول أن تستنبط من كل ما يقابلك ويصادفك شيئا جديدا قد تستفيد منه وأنت تمضي في مسارات هذه الحياة
أنا واثق أنكم تعلمتم من حياتكم الكثير فابسطوا لنا ما تعلمتموه .