الأحد - 03 ذو الحجة 1437 - 04 سبتمبر 2016 - 01:31 مساءً 0 34
لم أتجرأ على كتابة سطور هذا المقال إلا عن معرفة بشخصية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الدفاع الاستثنائية، فقد تميز بشجاعة مطلقة باتخاذ القرار والقدرة على مواجهة الضغوط والعمل المتواصل والمعرفة، بالإضافة لشخصيته القيادية والتي ت بروح الشباب وتنحاز للوطن والمواطن. عندما تقلد سموه مناصب حساسة كوزير الدفاع وولي ولي العهد، كان البعض يَرَوْن أن الوقت لم يحن لاستلام تلك المناصب، ولكن تساقطت تلك الآراء سريعًا، بعدما لاحظ الجميع الفكر الإداري المميز الذي أحدث عاصفة من التغيير نحو الشفافية والإتقان بالعمل والرؤية التي تجاوزت الحدود المحلية نحو العالمية، لقد أثبت للجميع أنه سابق لعصره في فكره وسرعة تنفيذ الخطط التي تأسس للسعودية الحديثة. في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وأذهل العالم في تحركاتها السياسية المدروسة وخياراته الاقتصادية المتنوعة، حاول المشككون أن ينالوا من عزيمته بنشر الأكاذيب، ولكنها زادته إصرارًا على المضي بالسعودية التي بقيت متحفظة طوال الحقبة الماضية، لتصبح في طليعة من يقود المنطقة، ورغم أن ظروف المنطقة السياسية والأمنية والاقتصادية كارثية في معظم الدول العربية وصعبة في الدول الأخرى، إلا أنه كان جريئًا في حلحلة تلك التحديات التي تواجه السعودية والمنطقة، فقد كان حاضرًا في الغرب والشرق ولم يهمل الشمال ولا الجنوب، بحث عن مصالح السعودية في أي بقعة من العالم، واجه كبار قادة العالم بكل ثقة ودرس الاقتصاد السعودي، مستعينًا برجال الاقتصاد والتخطيط محليًّا وعالميًّا، ليرسم للسعودية خارطة طريق اقتصادية وفق رؤية سعودية عالمية، وأطلق خطة التحول الوطني نحو اقتصاد مستقر ومتين، وقام -في وقت قياسي- بإنجاز أعمال تحتاج لعقود واجه تجار التراب الذين كنزوا الأراضي البيضاء واحتكروها، واقتحم أسوار أرامكو المغلقة لتصبح أكثر شفافية، وانطلق في رحلات مكوكية تدعم اقتصاد المملكة في الغرب والشرق، نعم هناك ثمن سندفعه لهذا التغيير بشكل مؤقت لنعبر عنق الزجاجة، كرفع جزء من دعم الطاقة وغيرها من الإجراءات، في سبيل التخلص من تبعات الاقتصاد الريعي، ولكن بعد سنتين أو ثلاثة -بإذن الله- سنرى بوادر نتائج التحول الوطني تنعكس على الموطنين بشكل إيجابي. إن تلك الجهود لم تبن على أنها حلول مؤقتة، إنما حلول بعيدة المدى كما حدث في دول عديدة مثل كوريا الجنوبية وسنغافورا وماليزيا وتركيا وغيرها من الدول التي تضاعف ناتجها المحلي عشرات المرات خلال سنوات، بفضل تبني رؤية مناسبة لكل بلد من تلك البلدان تناسب مقوماتها. لن يصمت أعداء المملكة عن التشكيك ومحاربة هذا التوجه الذي كانت السعودية بحاجه له منذ عقود، ولكنهم سينكشفون مع الوقت كل ما اقتربنا من تحقيق أهدافنا، "الصراخ على قدر الألم"، وقد كانت إطلالة الأمير محمد بن سلمان الإعلامية لتقديم رؤية السعودية ٢٠٣٠، والتي كان فيها سموه متألقًا؛ حيث أحدثت ردت فعل لدى المواطنين إيجابية، جعلتهم يزدادون ثقة بقائد الاقتصاد وباني الرؤية السعودية الحديثة، وأبهرت العالم أجمع، ومع هذا سيكون التحدي الأكبر نحو تحقيق اهداف تلك الرؤية هو قدرت الكفاءات التي تعمل على تنفيذها في كل قطاعات الدولة، ومدى استيعابهم لمتطلبات التحول الوطني، الذي يتطلب جهدًا كبير يغير من سلوك المجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا وفكريًا وعلميًا ليتحول التبذير إلى تدبير والهياط الى ثقة والسطحية إلى عمق والجدال إلى توافق. والجهل إلى معرفة، ورغم إن السعودية وأهلها فيهما من الخير الكثير، إلا إننا نتطلع إلى التحول نحو تطبيق قيم ديننا الوسطي في حياتنا اليومية بالفعل لا بالقول، وذلك من خلال التعامل بالصدق والرحمة والنظام والأمانة والعمل والاحترام لكي يعرف كل إنسان ما له وما عليه، إن جولة الأمير محمد بن سلمان في دول الشرق كانت علامة فارقة؛ حيث كان برنامجها حافلًا على جميع المستويات، وأسس لتعاون كبير بالمستقبل سيعود -بإذن الله- على اقتصاد السعودية بالخير الكثير، وها هو سمو الأمير يمثل المملكة في قمة مجموعة العشرين بالصين مع كبار قادة العالم خير تمثيل، كيف لا وهو من تخرج من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مدرسة الحكمة والحزم والإنسانية.