أثار المؤتمر الذي عُقد في العاصمة الشيشانية (غروزني)، وحضره عدد من علماء الأزهر ومشايخ محسوبين على الطرق الصوفية، موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حين استثنى القائمون على المؤتمر دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة كبار العلماء في السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المؤسسات الدينية، خصوصاً أنه زعم تحديد هوية "أهل السنة والجماعة".
في الأسبوع الماضي، شهدت العاصمة الشيشانية (غروزني) مؤتمراً برعاية رئيس البلاد "رمضان قاديروف"، تحت عنوان "من هم أهل السنة والجماعة؟"، حضره لفيف من علماء الدين، ومن أبرزهم الوفد المصري الذي يترأسه شيخ الأزهر أحمد الطيب والشيخ علي جمعة، وشيخ الطرق الصوفية وعضو البرلمان المصري عبد الهادي القصبي، والشيخ أسامة الأزهري مستشار السيسي ووكيل اللجنة الدينية بالبرلمان.
وبعد إعلان مخرجات المؤتمر، الذي حضره ممثلون من مصر، أصدر المركز الإعلامي بالأزهر بياناً حول موقف شيخه أحمد الطيب من مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم "أهل السنة والجماعة"، وذلك بعد الانتقادات القاسية التي خرجت من أوساط سعودية احتجاجاً على استثناء السلفية من قائمة المشمولين بتلك الصفة، في حين دعا كُتّاب سعوديون إلى ترك الرئيس المصري "ليواجه مصيره" بسبب قرار المشاركة في المؤتمر.
وعبّر عدد من علماء الأمة الإسلامية عن استيائهم من التوصيات التي خرج بها المؤتمرون، عادين إياه بداية انقسام للأمة واتهموا جهات تتخذ من الدين ستاراً لها لتمزيق صف العالم الإسلامي وفتح نوافذ للفتنة بين مذاهب أهل السنة والجماعة، في حين تمر الأمة الإسلامية بمخاض عسير وهي أحوج ما تكون إلى من يلملم شتاتها، لا تفريقها إلى مذاهب.
وأثار أحمد الطيب، شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الذي أنشئ مؤخراً تحت رعاية دولة الإمارات، خلال المؤتمر، أموراً تعد موضع خلاف في مذاهب أهل السنة، ونقل عن السفَّاريني قوله: "وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي"، وعن العلَّامة مرتضى الزَّبيدي قوله: "والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربع: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية"، معبراً بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية، بينما استثنى جميع التيارات السلفية التي تدين بها المجتمعات الخليجية.
الدكتور ناصر العمر، عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين، عد في تغريدة له عبر "" المؤتمر طعنة في عقيدة الأمة ومنهجها، ودعماً لألد أعدائها في أصعب محنة تمر بها.