اللهمَّ لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا ،
وأصلي وأسلم على إمام الغر المحجلين
نبي الرحمة والملحمة
وخاتم النبيين وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين
سبق وأن كتبت كثيرا حول هذا الموضوع
ولا أجد إطلاقاً مايمنع من التكرار فيه ، حيث هناك تسابق عجيب على ذكر الرؤى ، وتسابق أعجب على تعبيرها ، بل كما ذكرت في مشاركة قديمة ، وأظنها قبل سنة
أصبح التعبير نوع من أنواع التجارة ، ومادام تجار الرؤى يجدون فئاماً من البشر تصدقهم ، فلا عجب في إستمرارهم،
والتجارة أنواع ، هناك التجارة المباحة المطلوبة ، وهي التجارة بالمال بمشاريع معروفة ، مع مراعاة ، مايتعلق بها من أسباب كسبه ، وإنفاقه ....الخ ،
وهناك تجارة أيضاً بالدين وتكسب بجلبابه ، وهناك تجارة بالأعراض والشرف ، وهناك تجارة أيضاً بالكرامة والعزة ، وإذلال النفس ،
وهناك أيضاً تجارة ـ حالياً ـ بالرؤى ، عبر القنوات ، والمواقع ، وربما وضع أحدهم إشتراكاً للرائي !!
وكل هذا من التلاعب بما تبقى من عقول الناس ، وعمومأ إستطردت في هذا للتوضيح ،رغم أنني أريد الاختصار للفائدة
ويكون ذلك في نقاطٍ محددة بإذن الله تعالى
كان أحد مشاهير العلماء في علم التعبير يُسأل عن مائة رؤيا
فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول : اتق الله وأحسن في اليقظة , فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم !!
ولدينا منهج نبوي واضح للغاية إذا رأيت رؤيا : روى البخاري ومسلم في صحيحيهما أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله، فمن رأى شيئاً يكرهه، فلا يقصه على أحد وليقم فليصل)
بل في حديث أبي سلمة رضي الله عنه قال :
لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني
حتى سمعت أبا قتادة يقول : وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني
حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره )
الكذب في الرؤى
يحرم الكذب في الرؤيا، وقد ورد تحذير شديد على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم من الكذب فيها أو الزيادة أو النقص المتعمد .
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلُمٍ لَمْ يَرَهُ ، كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ ، وَلَنْ يَفْعَلَ " .
وفي رواية ثانية للحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" مَنْ تَحَلَّمَ كَاذِباً ، دُفِعَ إِلَيْهِ شَعِيرَةٌ وَعُذِّبَ حَتَّى يَعْقِدَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا ، وَلَيْسَ بِعَاقِدٍ " .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
" مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَ " .
قال الإمام الطبري :
" إنما اشتد الوعيد فيه مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشدّ مفسدة منه ؛ لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أَراه ما لم يُرِه ، والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين "
فائدة هامة للغاية :
من كذب في رؤيا وطلب تعبيرها ، هل تقع أو لا ؟
الكلام حقيقةً في هذا كثير
ولكني أكتفي بما قاله ثاني الخلفاء الراشدين
رضي الله عنه حيث ورد أنه :
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني رأيت كان الأرض اعشبت ثم اجدبت ثم اعشبت ثم اجدبت
فقال عمر رضي الله عنه انت رجل تؤمن ثم تكفر ثم تؤمن ثم تكفر، ثم تموت كافرا
فقال الرجل لم ار شيئا فقال عمر
( قضى الأمر الذي فيه تستفتيان)
وهلك ذلك الرجل بعد فترة كما قال الخليفة الملهم رضي الله عنه وأرضاه .
،،،
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على مريض يعوده في مرضه
والحديث في صحيح البخاري ..
فقال له ( لابأس طهور إن شاء الله )
فما كان رده إلا قوله :
( كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور)
فقال النبي صلى الله عليه وسلم
( فنعم إذاً )
قال شراح الحديث:
أي كان كما ظننت وأردت !!
فلم يصبح الرجل إلا ميتاً .
لاتتعرض للمصائب بنفسك وتلوّح لها حتى إذا أصابتك قلت أَنَّى هذا ؟!!