عقد المعهد القومي للتغذية بالاشتراك مع المعهد الدولي لعلوم الحياة ندوة علمية بعنوان «صحة وسلامة الغذاء» تحت رعاية الدكتور هاني عبدالرازق أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات
والمعاهد التعليمية ورئاسة الدكتورة زينب بكري الصدفي مدير المعهد القومي للتغذية والدكتور محمد محمد قاسم رئيس قسم صحة الطعام، تناولت المخاطر الصحية لتلوث الأغذية كيميائيا وكيفية الحد من أضرارها، والأسماك ومنتجاتها والصحة العامة، وفترات الصلاحية للأغذية وكيف نتعامل مع السلع الغذائية.
يقول الدكتور عاطف حسين السيد رئيس وحدة الميكروبيولوجي بالمعهد القومي للتغذية: الغذاء دواء ووقاية من الأمراض والأصل في الغذاء أن يكون حلالاً وطيباً ذي جودة وفائدة لصحة وعقل الإنسان لأن العقل السليم في الجسم السليم لذلك فلابد من حصول الإنسان علي احتياجاته الغذائية بدون إفراط أو تفريط من أجل ذلك فهناك عدة نصائح للمستهلك قبل شراء السلة وعند شرائها وقبل وبعد وأثناء الطهي، لابد من الشراء من الأماكن المعتمدة المراقبة صحيا، ولابد من التأكد من البطاقة الغذائية التي هي همزة الوصل بين السلعة والمستهلك حيث لابد من استخدام حواسنا الطبيعية «الطعم - اللون - الرائحة» فنتفحص الشكل الظاهري للعبوات وألا تكون هذه العبوات مجهولة الهوية، وعلينا أن نفصل الأغذية المطهوة عن الأخري التي تؤكل بدون طهي منعاً لتلوث المواد الغذائية، ويجب الاهتمام بالغسل الجيد للفواكه والخضروات قبل الأكل والتقطيع، ويجب حفظ الغذاء خارج الحيز الحراري، فالغذاء المبرد يحفظ عند «5م» والمجمد عند «- 18» مع التأكد من نظافة المطبخ وعدم وجود حشرات والاهتمام بالمياه المستخدمة في الغسيل والطهي لنحصل علي غذاء طيب.
ويضيف الدكتور محمد سيد مررزوق أستاذ أمراض الأسماك ورعايتها بجامعة القاهرة ان الزيادة المطردة في الكثافة السكانية في كافة أنحاء العالم وعلي الأخص في دول العالم الثالث وما استلزم ذلك من زيادة الاستهلاك من الغذاء بصفة عامة ومن البروتين الحيواني بصفة خاصة قد ألزم الاتجاه الي التوسع في الإنتاج السمكي ليغطي النقص الحاد من اللحوم الحمراء ويوفر البروتين الحيواني عالي القيمة الغذائية وسهل الهضم، وبالنظر إلي الإنتاج السمكي في مصر من المصادر الطبيعية والمتمثلة في البحار «الأبيض والأحمر» والبحيرات الشمالية الطبيعية وبحيرة ناصر الصناعية ونهر النيل وروافده، نجد ان الإنتاج السمكي من هذه المصادر لا يفي بحاجة الاستهلاك المصري لعدة أسباب لعل من أهمها التركيبات الجغرافية والجيولوجية وارتفاع معدلات التلوث في مصادر المياه الطبيعية والاستنزاف المستمر لزريعة الأسماك عن طريق ارتفاع معدلات الصيد الجائر الأمر الذي أوجب الاتجاه إلي الاستزراع السمكي كضرورة حتمية للتغلب علي نقص الإنتاج السمكي من مصادره الطبيعية، ويمثل الاستزراع السمكي أحد الروافد المهمة والضرورية للتوسع في الإنتاج الحيواني من اللحوم البيضاء الآمنة والذي يمكن باستخدام الأساليب العلمية فيه من التحكم في جانب توفير مئات الملايين من زريعة الأسماك التي تلقي في المجاري المائية الطبيعية بهدف زيادة الإنتاج السمكي من هذه المصادر الطبيعية الي جانب تعويض المخزون السمكي الناتج عن الصيد الجائر، إلا أن مشاريع الإنتاج السمكي سواء كانت للأسماك أو القشريات غالباً ما يقابل بالعديد من الصعوبات والتي تتمثل في ارتفاع معدلات التلوث بوجه عام والتلوث المائي بوجه خاص بالإضافة إلي استخدام بعض الطرق والأساليب التي لا تتفق مع الوسائل العلمية الحديثة لتحقيق أعلي قدر من الاستفادة في هذا المجال.
ويوضح الدكتور صلاح الدين عبدالفتاح استشاري سلامة الغذاء بالمعهد القومي للتغذية المخاطر الصحية للملوثات الكيميائية للأغذية فيقول: يتعرض الغذاء خلال مراحل إنتاجه وتصنيعه وتخزينه وتداوله لمصادر عديدة من الملوثات الضارة بدءاً من المزرعة ووصولاً إلي المائدة وهذه الملوثات تشكل مخاطر علي صحة المستهلك، وخلال مراحل التصنيع يتعرض الغذاء للتلوث بمواد التنظيف والتطهير بجانب المواد المضافة المستخدمة للأغراض التكنولوجية والتلوث بمواد التعبئة والتغليف «البلاستيكية، المعدنية - الطلاء»، والمزروعات قد تتلوث بالملوثات البيئية مثل المعادن الثقيلة الضارة وبقايا المبيدات والمخصبات والأسمدة الزراعية والكيماويات الصناعية ونواتج حرق الوقود وتعتبر مصادر تلوث المواد الأولية من أصل حيواني خاصة الأسماك والألبان أكثر إذا ما قورنت بالمواد الأولية النباتية لوجود بقايا العقاقير الطبية ومنشطات النمو في المنتجات الحيوانية.