هذا التحول هو التقارب التركي الاخير من روسيا و ايران و محاولة انشاء محور ضد المشروع الامريكي في المنطقة او ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد
التحول في الموقف التركي كان واضحا بعد الانقلاب الفاشل على اردغان و ان كانت البداية قبل هذا الوقت حين عزل الرئيس التركي اردغان شريكه ورفيق دربه داود اوغلو من رئاسة حزب العدالة و التنمية و بالتالي رئاسة الحكومة التركية بعد الانتخابات الاخيرة و عين يلدريم بدلا عنه و كلنا تابعنا تصريحات يلدريم التصالحية تجاه روسيا و ايران و حتى النظام السوري
توجت هذه التصريحات بزيارة المصالحة التي قام بها اردغان الى روسيا و اعتذاره من بوتين ثم زيارة وزير خارجية ايران لتركيا و الزيارة السرية التي قامها بها وزير خارجية تركيا لايران و ما تلى هذه الزيارات من تصريحات من مسؤولي الدول الثلاث تؤكد على توافق في الرؤى بينهم من قضايا المنطقة و ايضا التصريحات المتساهلة من الجانب التركي تجاة نظام الاسد
اعتقد بل اجزم ان سبب هذا التحول هو قلق هذه الدول من المشروع الامريكي في المنطقة الذي اهم اهدافه اقامة دولة كردية على اجزاء من تركيا و ايران و العراق و سوريا طبعا هذه الدول تخشى من قيادم هذه الدوله لانها ستقتطع جزء مهم من اراضيها اما روسيا فتخشى من سيطرة امريكا عبر الدولة الجديدة على خطوط الغاز التي يراد مدها عبر هذه المناطق
لذلك اجد ان التقارب بين هذه الدول منطقى بسبب تقاطع المصالح بينهم لكن هل سيكون الاخوان ضحية هذا التقارب ؟
لا اعتقد فالاخوان طوال تاريخهم لم يبادروا النظام الايراني بالعداء منذ بداية الثورة بل رأوا في الثورة انتصار لتيار الاسلام السياسي و كم دعاء قيادة الاخوان و خصوصا القرضاوي الى التقارب بين المذاهب و ارى انه من الممكن في هذا الوقت ان يحدث التقارب الذي طالما دعى اليه الاخوان عبر تقاسم النفوذ في هذه المنطقة لذلك سنرى في الايام القادمة تحول مشابهة في موقف الاخوان و اعتقد ان اول ما سيظهر على خطاب قناة الجزيرة الذي سيكون تصالحيا اكثر تجاه روسيا و ايران و حلفائها
اما من جانب الموقف السعودي من هذا التقارب فاعتقد ان هذا التقارب الروسي التركي الايراني سيكون من صالح السعودية حيث سيجعل امريكا مجبرة على اعادة احياء حلفها القديم معها لمواجهة تحركات هذه الدول ضد مشروعها في المنطقة و ستحصل السعودية على تنازلات كبيرة من امريكا في هذا المشروع و بدل ان يكون مهدد لها سيكسبها المزيد من النفوذ في المنطقة على حساب ايران و تركيا
اعتقد اننا سنشهد تصعيد من هذه الاطراف في المنطقة و فعلا رأينا التحركات الروسية الاخيرة حين نشرة عدد من قاذفاتها العسكرية في ايران و ارسالة فرقاطة الى باب المندب بحجة مكافحة القراصنة ايضا التحرك المفاجيء و المواجهات التي حدثت بين نظام الاسد و الاكراد في الحسكة و اعتقد اننا سنشهد مزيد من هذه التحركات من الاطراف الثلاثة خلال الستة شهور القادمة لتعزيز موقفهم في ظل انشغال الامريكيين بالانتخابات الرئاسية