ذهب الى مزرعتي قبل عدة أيام ، وقد أشارت عقارب الساعة الى الثالثة عصراً بالكمال والتمام ، فانا من هوات البر واخرج له في قت العصاري ، ويفز قلبي فرحاً وشوقاً كلما جاء للبر طاري ، فقد تغديت غداي على عجل ومعه كاسة لبن ونصف حبة بصل ، فشغلت جيبي الشاص ودست على دواست البنزين ، فدارت الكفرات الخلفية الثنتين ، ومن شدة دورانها صار الحجر طحين ، وفر من تحتها الحصاء فتسمع لفريرة كوت ، كصوت فرير القطاء ، فوجهت وجه الشاص للشمال ، فسار مسرعاً في طريقة كأنه فحل من فحول الجمال ، قد رآى نياق قد بحث عنها في الفيافي وداج ، وهو في آوج الهياج .
فآنطلق وانا له اقود ، وكآنه طلقت عبرود ، تحمل في داخلها مفرقعه ، وهو متجه الى المرزعه ، اذا رآه الحلال ، منه خاف و هرب ، وللفجوج الخاليه ضرب ، وأختفى خلف التلال ، أو تزبن الجبال ، فزوله يشبه زول الذيب المنطلق في وقت الغطاليس ، وقد وقعت عينه على صيداً يريده ان يجعله فريس .
وأنا لم أعمل له صيانة من ذو وقتاً بعيد ، فلا وقت لدي لكي اذهب به للشركة ، ولا أريد أن أمر به على أصحاب البناشر لكي يعملون له صيانة ، فآكثرهم أهل مكر وخيانة ، فربما يضعون له في المحرك زيت طعام ، فلا يعمل معي تمام ، فآنا اعتبره أعز صديق ، فهو خويي في وقت الرخاء والضيق ، أذا خطمت به في السيول ، فهو فيها يصول ويجول ، كآنه عنتره بن شداد ، اذا قابلوه الفرسان في تحدي وعناد .
وإذا أرتقيت به الجبال ، فهو يمشي في غير طريق ولو عليهأاثقال ، فهو لها حمال وشيال ، وإذا عشقت فيه الدبل ، رسى رسوء الجبل ، وسار على مهمل ، كآنه دبابة جند مدرعه ، لا تسمع به خلخلة ولا قرقعه . ماشي بخطوة واثقه إذا في طريقه سلك ، كآن مشيته مشيت ملك ، إن أقبل ففيه الأعين تتمقل ، وإن أقفى ورحل فكآنه شيخ مبجل قد رحل .
وصلت إلى مزرعتي قبل حلول المساء ، وقد أنتشر السحاب فى السماء ، فهو سحاب متفرق ، وانا للمطر محب ومتشوق ، فكانت مزون بيضاء تزين السماء الأزرق ، ولكنها كانت تتجمع من كل حدب وصوب ، فمنطرها يطرب القلوب .
دخلت في المزرعة ، وعملت فيها حتى وقت الغروب ، فخرجت وأدرت محرك الجيب ، ولكن حصل لي أمر غريب ، فلم يدور معي المحرك من أول نقرة للسلف ، فون المحرك عدة ونات ، فكررت التشغيل ، فآشتغل المحرك بعد عدة محاولات بطريقة بطيئة ، فقلت أكيد إن هذا خلل في البطارية .
رجعت مع طريقي . وعندما حل وقت صلاة المغرب ، توقفت في الطريق لإداء الصلاة ، وأطفيت المحرك ، وبعد أداءي للصلاة ، ادرا محرك الجيب ، ولكن هيهات هيهات ، فآن المحرك لايدور ، ولا يشتغل النور ......