لَقيطِ بنِ يَعمُر بن خارجة الإيادي ، شاعر جاهلي فحل، من أهل الحيرة، وهو صاحب القصيدة التي مطلعها (يا دار عمرة من محتلها الجرعا)، وهي من غرر الشعر، بعث بها إلى قومه، بني إياد، ينذرهم بأن كسرى وقومه " الفرس " يتحينون الفرصة لغزوهم ، والاستيلاء على بلادهم ، وينصحهم بالتأهب للعدو ، وأخذ الحيطة ، وعدم الانشغال بالملهيات .
وكما يقال : " التاريخ يُعيد نفسه " ، فمن المناسب أن توجه قصيدته إلى أهل السنة – حكامًا ومحكومين – في هذا الزمن الذي كشر فيه العدو الفارسي عن أنيابه ، مُظهرًا مطامعه ، متخفيًا خلف قناع شيعي مزيّف .
يقول لقيط:
يا دارَ عَمْرَةَ مِن مُحْتَلِّها الجَرَعا
هاجَتْ لي الهَمَّ والأَحْزانَ والوَجَعا
ياقوم لاتأمنوا إن كنتمُ غيراً
على نسائكم كسرى وماجمَعا
يا أَيُّها الرَّاكِبُ المُزْجى على عجَلٍ
إِلى الجَزِيرَةِ مُرْتاداً ومُنْتَجِعا
أَبْلِغْ إِياداً، وخَلِّلْ في سَراتِهِمُ
إِنِّي أَرَى الرَّأْيَ، إِنْ لَمْ أُعْصَ قد نَصَعا