قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
** اتصلت مدام سوسن بسديم المختبئة مع قمرة خلف الستار ، لتخبرها أن شريط الزفة ما زال عالقاً ، والمحاولات جارية لإصلاحه : - ودخيلك قولي لقمورة تهدي حالها 00 ما صار شي ! لسّاتون الناس مأربزين هون ما حدا فل ، وبعدين كليات العرايس الكوول بيتأخروا شوي تيعملوا سسبنس ! قمرة على وشك الانهيار ، وصوت والدتها وأختها حصة اللتين تصرخان فيوجه منظمة الحفل يأتي من آخر القاعة منبئاً بفضيحة وليلة سوداء ، وسديم ما زالت إلى جانب صديقتها العروس ، تمسح عن جبينها قطرات العرق قبل أن تلتقي بالدموع التي تحبسها أطنان من الكحل داخل جفنيها . يملأ صوت محمد عبده المنبعث من جهاز التسجيل القاعة الضخمة ، وتصل إشارة البدء من مدام سوسن إلى سديم ، التي تلكز قمرة بكوعها : - سَرينا .. تنهي قمرة المسح بيديها على سائر جسدها بحركة سريعة بعد أن قرأ المعوذتين والإخلاص ثلاثاً مخافة الحسد ، وترفع طرف الفستان العلوي الذي ينحسر باستمرار على نهديها الصغيرين ، ثم تبدأ بهبوط الدرجات الرخامية بأبطأ مما تدربت عليه مع زميلاتها في البروفة ، مضيفة ثانية سادسة على الثواني الخمس التي تفصل كل خطوة عن التي تليها. تذكر الله قبل كل خطوة وتدعو أن لا تدوس سديم ذيل الفستان فيسقط عنها ، أو أن تدوس هي الطرف الأمامي الطويل فتقع على وجهها كما يحدث في الأفلام الكوميدية . يختلف الأمر كثيراً عن البروفة ، فحينها لم يكن هناك ألفا مدعوة تحدقن في خطواتها وتحصين لفتاتها وابتساماتها ، ولم تكن هناك مصورة تعمي عينيها بفلاشاتها . مع تلك الإضاءة المزعجة والأعين المثبتة عليها ، يصبح الزواج العائلي الضيق الذي طالما نفرت من فكرته ، أروع حلم ، في ليلة من كابوس طويل ! . تسير سديم محنية الظهر خلف صديقتها خوفاً من أن تظهر في الصور . تتابع العملية بتركيز شديد . تصلح وضع الطرحة المثبتة فوق رأس قمرة وتسحب لها ذيل الفستان بعد كل خطوة ، ورادارها يلتقط حوارات على الموائد القريبة : - من تكون ؟ - ما شاء الله . ملح وقبلة ! - أخت العروس ؟ - يقولون صديقتها من زمان . - يبدو لي أنها سنعة دبرة . من بداية العرس وهي تدور وتباشر . شايلة العرس على راسها . - أحلى من العروس بكثير ! تصدقين أنا سمعت إن الرسول r دعا للشينة ؟ - عليه الصلاة والسلام . إيه والله ، الشيون هم اللي سوقهم ماشي هالأيام . مهوب حنا ، مالت على حظنا ! - فيها عرق ؟ بياضها بياض شوام مهو بياضنا المشوهب ! - سديم الحريملي . خوالها ماخذين مننا . إذا ولدكم معزم ، جبت لكم الأخبار كلها. بلغها أن ثلاثة قد سألن عنها منذ بداية العرس ، وها هي ذي تسمع الرابعة والخامسة بأذنها . كلما جاءتها إحدى أخوات قمرة لتخبرها بأن فلانة سألت عنها كانت ترد بحياء : ' سألت عنها العافية ' 00 يبدو أن الفرج قد حان وأن زواج قمرة سيفرط السبحة كما قالت لهم الخالة أم نويّر ، إن هي نفذت الخطة بدقة كما تفعل حتى الآن . سياسة الـ ' يالله ' بمد الياءين مد حركتين ، أن ال ' بالكاد ' هي أضمن الطرق في مجتمعنا المحافظ مثل ما تبين ! . في الأعراض والنزالات والزوارات وحفلات الاستقبال ، حيث تلتقي النساء والعجائز منهن تحديداً –رأس المال وأمهات العيال كما تحلو للفتيات تسميتهن – يجب إتباع هذه السياسة بحذافيرها : ' يلله يالله تمشين ، يا لله تتحركين ، يا لله يالله تبتسمين ، يا لله ترقصين . الله الله بالعقل والثقل ، لا تصيري خفيفة ! الكلمة بحساب واللفتة بحساب 000 ' ولا نهاية للتعليمات . تتخذ العروس مكانها على المنصة الفخمة ' الكوشة ' ، وتصعد إليها والدتها ووالدة عريسها لتباركا الزواج السعيد وتلتقطا بعض الصور التذكارية إلى جانبها قبل دخول الرجال . تبدو اللهجة الحجازية مميزة في مثل هذا العرس النجدي القح : - أجدادنا الفراعنة ! يطغى تأثير الجدة المصرية على لسان لميس وشخصيتها 000 تهمس في أذن صديقتها ميشيل وهما تتأملان المساحيق الكثيفة التي تغطي وجه صديقتهما قمرة ، وخاصة عينيها ، اللتين بدا بياضهما بلون الدم من كثرة الكحل الذي تسرب إلى داخلهما . ترد ميشيل بالإنجليزية : - وير ذا هيل دد شي قت ذس دريس فروم ؟! - مسكينة يا قمورة ، يا ريتها راحت للمشغل اللي خيطت عندو سدومة بدال هالعك اللي عاملتو بنفسها 000 شوفي فستان سديم ! اللي يشوفو يفكر إنو لإيلي صعب ! - اللي يسمعك يقول في واحدة من هالمعازيم عارفة عن فستاني لباجلي مشكا ! ما حدن دري عنك ما ي دير ! نو بودي كان تل ذا دفرنس إلا القليل ، وهذول بالذات ما تلاقينهم في عرس قروي زي هذا ، وبعدين انتي شايفة كيف الميك أب حقها مرة تو متش ؟ إذا هي سمرا ليش يحطون لها فاونديشن أبيض زي الطحين ! مخلينها طالعة زرقاء ! وفي فرق واضح بين وجهها ورقبتها ز يععع 000 سو فالقر ! - الساعة حد عشر ! الساعة حد عشر!! - الساعة واحدة ونص يا هبلة . - لا يا تنحة ! قصدي التفتي يسارك زي عقارب الساعة لما تكون على الحد عشر 000 عمركو ما حتتعلموا أصول الحش ! المهم شوفي البنت هادي 000 أما عليها ' مواهب ' !! - أي واحدة فيهم ؟ الدفع الأمامي والاّ الخلفي ؟ - الخلفي يا حولة ! - تو متش 000 هاذي المفروض ياخذون منها ويعطون قمرة حقن من قدام ومن ورا زي حقن الكولاجين ! - أحلى مواهب فينا حقة سديم . أحس إنو جسمها مرة انثوي! يا ليت عندي مواهب زيها من ورا . - صح شيز سو كير في بس يبغي لها تنحف شوي وتلعب رياضة مثلك 000 أنا اللي الحمد لله مهما أكلت ما أسمن فمرتاحة . - والله يا بختك 000 أنا عايشة في مجاعة دائمة علشان جسمي يظل كدا . تلمح العروس صديقتيها على طاولة قريبة وهما تبتسمان وتلوحان لها وفي عيني كل مهما سؤال تحاول إخفاءه : ' لمَ لست مكانها ؟؟ فتنتشي في تلك اللحظات الثمينة في حياتها وهي ترى أنها – وهي أقلهن تميزاً كما كانت تعتقد دائماً – أول من تزوجت بينهن . بدأت المدعوات بالصعود إلى المنصة أفواجاً لتهنئة العروس بعد أن توقف التصوير فصعدت كل من سديم وميشيل ولميس ، وهمست كل منهن في أذن قمرة وهي تحتضنها وتقبلها : - قمر والله ! ما شاء الله . تبارك الله . طول الزفة وأنا أذكر الله عليك . - مبروك حياتي 000 مرة حلو شكلك . الفستان طالع عليك شي خيالي!!. - يا ألله ! تجنني يا بت ! أيش الحلاوة هادي ؟ أحلى عروسة شفتها في حياتي!. تتسع ابتسامة قمرة وهي تستمع لمديح صديقاتها وترى الغيرة المخبأة في أعينهن . تقف الثلاثة لالتقاط بعض الصور مع العروس السعيدة ، وتجتهد سديم وليميس في الرقص حولها بينما تتفحصهما وميشيل أعين الخاطبات بتمعن . تتباهى لميس بطولها الفارع وجسمها الرشيق وهي ترقص بعيداً عن سديم التي حذرتها مسبقاً من الرقص بجانبها حتى لا يلاحظ الجميع قصر قامتها وعودها الريان الذي تتمنى لو تستطيع شفط بعض الدهون من أماكن معينة منه حتى تصل إلى مستوى رشاقة لميس أو ميشيل . يندفع الرجال فجأة كالسهام يتوسطهم العريس راشد التنبل ، باتجاه منصة العروس فتتزاحم النساء مبتعدات وكل واحدة تبحث معها أو مع من حولها عما تغطي به شعرها ووجهها والمكشوف من جسدها عن أنظار الرجال القادمين . عندما أصبح العريس ومن معه على بعد خطوات بسيطة منهن ، رفعت لميس طرف المفرش الذي يغطي الطاولة لتغطي به العاري من صدرها ، وغطت توأمها تماضر ظهرها وشعرها بشالٍ من لون الفستان ، بينما ارتدت سديم عباءتها السوداء المزركشة الأطراف وطرحتها الحريرية التي أخفت بها النصف السفلي من وجهها أما ميشيل فقد ظلت على حالها وراحت تتفحص أوجه الرجال واحداً واحداً تلو الآخر غير عابئة بهمهمات النساء ونظراتهن الحارقة إليها . صعد راشد مع أبي العروس وخالها وإخوتها الأربعة إلى المنصة ، وكل منهم يحاول لمح أكبر قدر ممكن من أوجه النساء اللواتي تركزت أنظارهن على الخال الأربعيني ، الذي يشبه الأمير الشاعر خالد الفيصل إلى حد كبير . عندما وصل راشد إلى عروسه القمرة ، مد يديه ليرفع الطرحة عن وجهها كما أشارت له والدته ، ثم اتخذ مكانه إلى جانبها مفسحاً المجال لبقية الرجال حتى يباركوا لهما زفافهما الميمون . تعالت أصوات صديقات العروس : ألف الصلاة والسلام عليك يا حبيب الله محمد0 وتوالت الغطاريف . انصرف الرجال بعد دقائق قليلة ، توجه بعدها العروسان نحو قاعة الطعام لقطع قالب الحلوى ، تتبعهما المقربات من الحاضرات . هناك هتفت صديقات العروس بحماس : ' عاوزين بوسة ! عاوزين بوسة ! فابتسمت أم راشد واحمر وجه أم قمرة ، أما راشد فجحدهن بنظرة أسكتتهن في لحظة . لعنتهن قمرة في سرها لإحراجها أمامه بهذا الأسلوب ، ولعنته أكثر لإحراجه إياها أمام صديقاتها بعد تقبيلها ! دمعت عينا سديم وهي ترى قمرتها وصديقة طفولتها تغادر قصر الاحتفالات مع زوجها إلى الفندق الذي سيقضيان فيه ليلتهما ، لسافرا في الغد لقضاء شهر العسل في أماكن مختلفة من إيطاليا ، ينتقلان بعدها إلى الولايات المتحدة ليبدأ راشد في التحضير للدكتوراة . كانت قمرة القصمنجي أقرب إلى سديم من ابقي فتيات الشلة الرباعية ، بحكم دراستهما معاً في مدرسة واحدة وفصل واحد منذ الصف الثاني الابتدائي ، بينما لم تنضم إليهما مشاعل العبد الرحمن أو ميشيل كما يناديها الجميع إلا في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة ، بعد أن عادت مع أبويها ومشعل الصغير – ميشو – من أمريكا . انتقلت بعدها بسنة إلى مدرسة تعتمد على اللغة الإنجليزية في مناهجها كلغة أولى ، لعدم إتقانها اللغة العربية التي تعد أساسية في مدرسة قمرة وسديم . في مدرستها الجديدة تعرفت على لميس جداوي ، الفتاة الحجازية التي تربت منذ طفولتها في الرياض ، وأصبحت صديقتها المقربة ، وصارت الفتيات الأربعة على اتصال دائم وعلاقة متينة ، استمرت حتى بعد انتقالهن للجامعة . درست سديم إدارة الأعمال ، واتجهت لميس نحو دراسة الطب ، بينما اختارت ميشيل علوم الحاسب ، أما قمرة التي كانت الوحيدة المتخرجة من القسم الأدبي بينهن ، فقد احتاجت لكثير من الوساطات حتى تم قبولها لدراسة التاريخ ، إلا أنها خطبت بعد بداية الدراسة بأسابيع قليلة ، فقررت الانسحاب من الجامعة لتتفرع لتجهيزات الزواج ، خاصة وأنها ستنتقل بعد الزواج إلى أمريكا حيث يكمل زوجها دراساته العليا .
** قمرة على طرف السرير ، في غرفتها بفندق جورجونيه في فينيسيا . تمسح فخذيها وقدميها بمزيج مبيض من الجليسرين والليمون أعدته لها والدتها ، وقاعدتها الذهبية تملأ ذهنها : ' لا تصيري سهلة 000' التمنع في السر لإثارة شهوة الرجل . لم تسلم أختها الكبرى نفلة نفسها لزوجها إلا في الليلة الرابعة ، ومثلها أختها حصة ، وها هي ذي قمرة تحطم الرقم القياسي ببلوغها الليلة السابعة بعد زواجها دون أن يمسها راشد حتى الآن ، مع أنها كانت على استعداد للتخلي عن نظريات والدتها بعد أول ليلة معه ، عندما نزعت ثوب زفافها وارتدت قميص نومها السكري الذي ارتدته مراراً قبل الزواج في أيام الملكة أمام المرآة في غرفتها ، مثيرة به إعجاب والدتها التي تذكر الله خشية الحسد وهي تغمز بطرفها لقمرة التي يملؤها مديح والدتها بالثقة والغرور ، حتى وإن علمت أنها تبالغ فيه . خرجت من الحمام في تلك الليلة لتجده نائماً ! ومع أنها تكاد تجزم بأنه تظاهر بالنوم بعد أن التقت عيناهما للحظة خاطفة ، إلا أنها صرفت عنها وساوس إبليس كما سمتها أمها في آخر محادثة هاتفية لهما ، وكرست طاقاتها لتجذبه إليها بعد أن أعلنت والدتها أن سياسية التمنع قد ' جابت العيد ' ! أصبحت والدتها أجرأ في الحديث معها عن شؤون المرأة والرجل منذ عقد قرانها على راشد ، بل إنها لم تكن تتكلم معها في أي من هذه المواضيع من قبل ، تلقت قمرة دروساً مكثفة في العلاقات الزوجية من نفس المرأة التي كانت تقطع صفحات الروايات العاطفية التي كانت تستعيرها ابنتها من زميلاتها أيام الدراسة ، وتمنعها من زيارة صديقاتها ، فيما عدا سديم التي تعرف خالتها بدرية معرفة وثيقة من خلال 'جائرات' نساء الحي قبل انتقال الخالة إلى المنطقة الشرقية . تؤمن أم قمرة بنظرية المرأة الزبدة والرجل الشمس ، ولكن كل ذلك قد تغير فجأة بمجرد خطبة البنت . أصبحت قمرة تستمع إلى أحاديث والدتها عن ' عملية الزواج ' بلذة شاب يقدم له أبوه سيجارة ليدخنها أمامه لأول مرة .