بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد السلام عليكم و رحمة الله و بركاته - أخي المسلم : اعلم أن الحيلة الواحدة يأتيك بها الشيطان من أحد وجوهها و ما إن تكتشف هذا الوجه حتى يدير لك وجهها الآخر و ما إن تكتشف الوجه الثاني حتى يدير لك الوجه الثالث و الرابع و.... و ما إن تنسى الوجه الأول حتى يعاوده إليك و ما إن تعرف كل الأوجه يبدأ عندها بتغييرات بسيطة أو معقدة لهذه الحيلة كي لا تعرفها و كي يعاود الإحتيال بها عليك لذا كن يا أخي المسلم فطناً و يقظاً فإن عدوك فطن و يقظ و خبيث . و اعلم أن الإنشغال بذكر الله عزوجل و ما والاه سلاح المؤمن ضد كل حيل الشيطان فلا تنساه. الشيطان يلعب على وتر تثبيط همة المسلم في إتيانه للعمل الصالح حيث يذكره دوماً بأنه كثير السيئات و أن حسناته لن تكون كافية لمحو سيئاته و أنك ما إن تنتهي من صلاتك حتى تأتي المنكر الفلاني فلماذا تتعب نفسك بالصلاة . يوسوس إليك أنك : - لن تستطيع القيام بهذا العمل الصالح (مثال ذلك أداء فرض الصبح أو قيام الليل ) و دليله على ذلك أنك حاولت مرات عديدة و لم تفلح و لكن المؤمن القوي لا يزال يهيىء الفرصة المناسبة للقيام بهذا العمل الصالح و لا يزال يزيل العقبات الواحدة تلو الأخرى حتى يصل إلى مراده. - ستتلاقى مع فلان من الناس ( لا تحبه و لا تحب رؤيته ) في مكان عملك و يهدف من وراء ذلك أن لا تذهب للعمل و ما يتلو ذلك من هموم و مصائب . - قد تصاب بكذا و كذا من الأمراض في حال تناولت طعاماً من عند أناس تتهمهم بعدم النظافة . - لن تنجح في الإمتحان . - لن تتوفق في سفرك الذي تنوي به تحصيل مال أو شهادة أو عمل خير . - لن ترضي رب العالمين مهما فعلت و يدلل على ذلك بأقوالٍ لسيدنا أبي بكر الصديق أو سيدنا عمر بن الخطاب أو غيرهما ممن قال عن صعوبة دخول الجنة . - لن تستطيع ترك المنكر الفلاني (دخان , نرجيلة , مسكر , إطلاق النظر في المحرمات , سماع الأغاني ....) . - غير محظوظ , تعمل مثل غيرك و لكنك تحصل من الدنيا أقل مما يحصل عليه غيرك و هدفه في ذلك أن يثبط همتك عن العمل و أن يجعلك متواكلاً أو غير ذلك مما لا يرضي رب العالمين.
يوسوس إليك أن : - مشكلتك عويصة و كبيرة و حلها صعب و مستحيل و هدفه في ذلك بث اليأس و التشاؤم في قلبك و جعلك تفكر أفكاراً سوداوية و تبحث عن حلول سوداوية لمشكلتك و من هذه الحلول السوداوية منها ما هو بسيط مثل التدخين و منها ما هو كبير مثل شرب المسكرات و الإنتقام و الإنتحار ..... - جو الشتاء كئيب و هدفه في ذلك تثبيط همتك عن العمل المفيد . - فلاناً سيطلب منك معروفاً ما (مالاً أو خدمة معينة) في حال قمت بزيارته , زيارة العيد أو زيارة تهنئة لمناسبة حلت به . - لا تعمل بحجة أن العمل متعب أو غير مجد أو أن الناس لا يقدرون لك عملك أو أن عملك لا يأتي لك بما تريد و هدفه من كل هذا أن تقع في حالة فراغ و الفراغ كثيراً ما يجر إلى ما لا يرضي الله عزوجل (غيبة و نميمة و غير ذلك). - عمل صغير مفيد لا يلبي طموحك و لا يفي بحاجاتك أو ليس من مقامك أو أنك لست مؤهلاً له و أن عليك البحث عن عمل كبير يكون مناسباً لك و هدفه في ذلك أن لا تعمل العمل الصغير المفيد و لا الكبير حيث أنه يبدأ بتثبيط همتك من جديد عندما يراك تتجه نحو العمل الكبير بقوله هذا صعب أو هذا يحتاج وقتاً طويلاً أو أنك لن تستطيع تجاوز صعوباته كلها .
إن التثبيط يجر إلى اليأس و اليأس إلى التثبيط و هكذا يدور من ينخدع بخدعة الشيطان هذه في حلقة مفرغة و لا ينجز إلا القليل مما هو مطلوب منه . إذاً من أهم وساوس الشيطان أن يقذف في قلبك اليأس و عليك التذكر دوماً أن رباً لك هو الله عزوجل لا حدود لقدرته و عطائه و كرمه و مغفرته قادر على أن يغيثك و ينجدك و يلبيك و يعطيك متى شاء و من حيث لا تحتسب و لكن أخي المسلم توكل عليه حق التوكل و دعه يدبر شؤونك و شؤون الكون كله و اعلم أن عليك بالعمل الذي يرضيه و أن تصبر الصبر الجميل و مهما طال هذا الصبر فهو سيكون قليلاً في عمر الكون و اعلم أن الله عزوجل يريد لك الخير و يستعجله لك أكثر مما تستعجله أنت لنفسك و لكن لو اتبع هواك لفسدت السموات و الأرض فاستعجاله بحكمة و استعجالك ربما بِطَيش , انظر إلى الطالب يدرس سنوات لينال بعدها شهادة ما فلماذا لا تصبر و تعمل لتأخذ شهادة الفوز بعد زمن ربما يكون ثوان أو سنوات .