ابن النحاس العلاَّمة إمام العربية، اللغوي الأديب المفسر، أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري النحوي، المشهور بالنحاس، ولد بمصر ثم ارتحل إلى بغداد وأخذ علوم العربية من الزجَّاج وسمع الحديث هناك والتقى مع أصحاب المبرِّد وسمع من ابن الأنباري ونفطويه وغيرهم.
طوّف النحاس في كثير من البلدان ، والتقى بعدد كبير من العلماء، فأخذ عنهم، ثمّ عاد إلى مصر واستقرّ فيها يؤلّف ويدرّس، وعظمت مكانته بين معاصريه ووثقوا به، وأكثر المؤرخين من مدحه والإشادة بقيمته.
قال القفطي :
" كان النحاس واسع العلم، غزير الرواية، كثير التأليف ...ولا يتكبّر أنْ يسأل الفقهاء وأهل النظر، ويفاتشهم عمّا أشكل عليه في تأليفه ".
وقال فيه ياقوت :
" صاحب الفضل الشائع، والعلم المتعارف الذائع الذي يستغنى بشهرته عن الإطناب في صفته ".
للنحاس مؤلفات كثيرة انتفع بها الناس أشد الانتفاع منها وأشهرها « إعراب القرآن »، و« اشتقاق الأسماء الحسنى »، و« المعاني »، و« الكافي »، و« تفسير القرآن »، و« الناسخ والمنسوخ »، و« شرح أبيات سيبويه »، و« شرح المعلقات »، و« الدواوين العشرة ».
التفاحة في النحو وهو كتاب جليل يعرض النحو بطريقة ميسرة .
وللنحاس رواية عن الإمام النسائي في الحديث ، وكان من أذكياء العالم ولولا بخل فيه لكمل حاله، ولقد مات غريقًا بالنيل في 5 من ذي الحجة سنة 338هـ ولم يعثر عليه ، وكان السبب في ذلك أنه جلس على درجة مقياس النيل يقطِّع عروض شعر فسمعه جاهل من عوام المصريين فظن أنه ساحر يسحر النيل حتى ينقص ، فرفسه وألقاه في النيل ، فغرق هذا العالم الجليل ضحية الجهل والغباء والخرافة رحمه الله وأسكنه فسيح الجنات .