في اطار الجهد الشخصي الذي ابذله في محاولة التعريف اكثر ببلدي سلطنة عمان، سأقف على بعض نقاط الاختلاف التي عادة ما يتم تناولها بشكل سلبي يزيد من تعميق اختلاف الرأي ويؤدي الى التراشق في الالفاظ وتبادل الاتهام بين مواطني السلطنة واشقائهم في بعض دول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية الشقيقة، وساطرح اليوم في هذا المنتدى العامر رؤيتي بشأن موضوع اختلاف مطالع الاهلة في بعض الاحيان من بلد الى اخر والنهج الذي تبنته الحكومة هنا لمعالجة الاشكالات المتكررة التي ترتبط بهذا الموضوع.. مع التنويه الى انني لست خبيرا في هذا الجانب ولا اسعى الى اقناع طرف ما بصحة نهجنا في عمان، وانما توضيح للطريقة المتبعة في رصد الهلال (من وجهة نظر شخصية) لعلها تخفف من الاحتقان الموسمي الذي يثار كلما اقترب هذا الشهر الكريم او حل عيد سعيد على امة الاسلام.
اولا: ليس صحيحا ما يثار بأن السلطنة ( تتعمد) مخالفة المملكة العربية السعودية في موضوع رؤية الهلال لاسباب تتعلق بمذهب جزء من شعب هذه البلد.. ليس من مصلحتنا اطلاقا هذا الامر ولا يقبله العقل والمنطق.. الامور الدينية ليست رهينة لأهواء ورغبات فئات معينة.. المؤسسة الدينية في عمان تدرك هذا الامر جيدا وعلى رأسهم المفتي العام وذلك تماشيا مع السياسة العامة للدولة.
ثانيا: في محاولة للخروج من الجدل الذي ينشأ عن اختلاف بدء الصيام او العيد، تم التوافق على اعتماد علم الفلك في تحديد دخول الاشهر القمرية من منطلق ان العلم مسخر لخدمة شعائر الاسلام ولا ضير في ذلك طالما انه يحقق مصلحة الامة ويبعد عنها فتن ومجادلات عقيمة تفرق ولا تجمع. وقد تم انشاء عدد من المراصد الفلكية في معظم محافظات السلطنة (11 محافظة) وتم تزويدها بادوات وتجهيزات متقدمة تضمن جودة ودقة الرصد الفلكي، وبحمد الله بدأت الامور تتحسن بشكل كبير لدينا محليا واستوعب كثير من الناس اهمية علم الفلك ودوره في دقة التحري والاستطلاع. علما بأن السلطنة عضو في المشروع الاسلامي لرصد الاهلة الذي تم انشاءه في عام 1998م ويشغل ممثلها امين سر مجلس الادارة في المشروع.
ثالثا: ما زالت لجنة استطلاع الهلال برئاسة وزير الاوقاف وعضوية المفتي العام وعدد من القضاة (بعضهم من اهل السنة والجماعة) تنعقد مع قرب قدوم شهر رمضان او الاعياد الاسلامية.. اي ان الاستطلاع بالعين المجردة لا يزال قائم عملا بالسنة النبوية الشريفة على صاحبها ازكى الصلاة والتسليم. ولم اسمع ( بحد علمي عن تطرق المفتي العام للمملكة لهذا الموضوع والاختلاف فيه )
رابعا: كمصطلح علمي هنالك فرق بين الرؤية المستحيلة والرؤية الغير ممكنة، فالمستحيلة تعني غروب القمر قبل غروب الشمس أو في نفس اللحظة، اما الغير ممكنة فهي غروب القمر بعد غروب الشمس بدقائق محدودة تصعب جداً رؤيته لقربه من الشمس وقلة ارتفاعه من الأفق. وبناءا على هذه المعطيات تتولى لجنة الاستطلاع البت في الاتصالات الواردة من المواطنين حول موضوع الرؤية.. علما بأنه يتم نقل اعمال لجنة الاستطلاع عبر التلفاز بشكل مباشر ليطلع المواطن وغيره على سير العمل في تحري الهلال..
هذا ما وددت توضيحه لكم واتمنى منكم احسان الظن فينا.. اللهم وحد كلمة الاسلام والمسلمين وارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا واعنا على اجتنابه.. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين.. وكل عام وامة الاسلام بخير وسلام..