منذ / 06-05-2016, 03:26 AM
#1
رقم العضوية : 9523 تاريخ التسجيل : 23 - 9 - 2008 الجنس : ~ الاهلي المشاركات : 155,340 الحكمة المفضلة : Canada SMS : Male
القرض المعجل ...... التخبط في التحريم خطر الفتوى بغير دليل شرعي
لقد عمت البلوى كثيرا من أصحاب التعصب والهوى من أهل البدع فأصبحوا يفتون الناس بفتاوى عارية عن الدليل الصحيح الصريح ليس لها خطام ولا زمام وذلك انتصارا لما عندهم من أفكار مخالفة لهدي رسولنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ القائل :"إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا [1]".
فخطر الفتوى بغير دليل شرعي على من أفتى أكثر من غيره فإن من ابتدع بدعة كان عليه إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة فهو مسؤول عن كل ما يفتي به لأن في ذلك ضلال له وإضلال لغيره وسيجازيه الله على ذلك ,
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا « من أفتى فتيا بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه [2]» .
والأدلة على تحريم الإفتاء بغير علم كثيرة منها :
* قول الله سبحانه وتعالى
وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً((الاسراء:36) أي لا تقل ما ليس لك به علم فتحاسب على ذلك .
ولقد كان السلف الصالح قدوة في كل خير وأهل للفتيا ومع ذلك كانوا حريصين على أنفسهم .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :« ما أبردها على الكبد ، ما أبردها على الكبد » فقيل له : وما ذاك ؟ قال : « أن تقول للشيء لا تعلمه : الله أعلم [3]»
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " يا أيها الناس من عَلِمَ شيئا فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : اللّه أعلم ؛ فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم اللّه أعلم [4]".
وعن عقبة بن مسلم قال : صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرا فكثيرا ما كان يسأل فيقول : « لا أدري » ثم يلتفت إلي فيقول : « تدري ما يريد هؤلاء ؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسرا لهم إلى جهنم [5]».
وقال الإمام مالك : " ينبغي للعالم أن يألف فيما أشكل عليه قول : لا أدري ؛ فإنه عسى أن يهيأ له خير[6]"
وعن زيد بن حباب قال : رأيت سفيان إذا سئل عن المسائل قال : « لا أدري حتى يظن من رأى سفيان ولا يعرفه أنه لا يحسن من العلم شيئا [7]».
وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ : دَخَلْت عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَسَلَّمْت عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَلَسْت ، فَرَأَيْتُهُ يَبْكِي ، فَقُلْت لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا الَّذِي يُبْكِيك ؟ فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ قَعْنَبٍ ، وَمَالِي لَا أَبْكِي ؟ وَمَنْ أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ مِنِّي ؟ وَاَللَّهِ لَوَدِدْت أَنِّي ضُرِبْت بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ أَفْتَيْت فِيهَا بِالرَّأْيِ سَوْطًا ، وَقَدْ كَانَتْ لِي السَّعَةُ فِيمَا قَدْ سُبِقْت إلَيْهِ[8]»
وحاشا الإمام مالك أن يفتي برأيه ,ولكنه الورع والتقوى وتعظيم حرمات الله والخوف من الوقوع في الخطأ.
ألا فليعتبر العلماء عموما وعلماء أهل البدع على وجه الخصوص بورع السلف الصالح وحرصهم على إنقاذ أنفسهم .فالمفتي بغير دليل شرعي يقع في مخاطر عظيمة دلت عليها دلة عامة وخاصة منها :
1) أنه يُشَاقِقِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :قال الله تعالى وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (النساء:115.
2) أنه محدث في الدين ما ليس منه:لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ [9]".
3) أنه من الذين يسنون في الإسلام سنة سيئة:قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ [10]".
4) أنه سيحمل وزره وأوزار الذين يعملون بفتواه :قال الله تعالى لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ([ النحل : 25 ] قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان :المراد بذلك أنهم حملوا أوزار ضلالهم في أنفسهم ، وأوزار إضلالهم غيرهم .اهـ .
5) أنه من الذين رغبوا عن سنة رسول اللهr:لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:« ومن رغب عن سنتي فليس مني [11]».
قال الحافظ في فتح الباري :الْمُرَاد بِالسُّنَّةِ الطَّرِيقَة لَا الَّتِي تُقَابِل الْفَرْض ، وَالرَّغْبَة عَنْ الشَّيْء الْإِعْرَاض عَنْهُ إِلَى غَيْره ، وَالْمُرَاد مَنْ تَرَكَ طَرِيقَتِي وَأَخَذَ بِطَرِيقَةِ غَيْرِي فَلَيْسَ مِنِّي .اهـ
6) أنه من الذين يكذبون على الله وعلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:قال الله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ( الأنعام:21. وقال الله تعالى وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(هود:18.
7) أنه جاهل:لحديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ [12]".
قال الإمام النووي في كتابه(آداب الفتوى والمفتي والمستفي ):اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، كثير الفضل، لأن المفتي وارث الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم - وقائم بفرض الكفاية ولكنه معرض للخطأ ; ولهذا قالوا: المفتي موقع عن الله تعالى.وروينا عن ابن المُنكدر قال: "العالم بين الله تعالى وخلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم".وروينا عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياء كثيرة معروفة...وروينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول". وفي رواية: "ما منهم من يحدث بحديث، إلا وَدَّ أن أخاه كفاه إياه، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا".اهـ المراد باختصار يسير.
خطر قبول الفتوى العارية عن الدليل الصحيح
اعلم أخي المسلم الكريم أنه يجب على المسلم أن لا يأخذ الفتوى من كل من هب ودب ,فلا بد من التثبت في قبول الفتوى . وذلك أن لا تؤخذ إلا من أهلها وهم العلماء المعروفين بالاستقامة على الكتاب والسنة لا علماء البدع الذين ضلوا وأضلوا قال تعالى :{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[النحل/43] و[الأنبياء/7]
وقد تقدم حديث جابر في قصة الرجل الذي اغتسل فمات بسبب فتوى غسل رأسه وقد جرح .
قال العلامة ابن باز:فالواجب على طالب العلم وعلى كل مسلم أشكل عليه أمر من أمور دينه أن يسأل عنه ذوي الاختصاص من أهل العلم وأن يتبصر وأن لا يقدم على أي عمل بجهل يقوده إلى الضلال[13].اهـ.
قال الخطيب البغدادي في كتابه (الفقيه والمتفقه):باب أدب المستفتي أول ما يلزم المستفتي إذا نزلت به نازلة أن يطلب المفتي , ليسأله عن حكم نازلته فإن لم يكن في محلته وجب عليه أن يمضي إلى الموضع الذي يجده فيه فإن لم يكن ببلده لزمه الرحيل إليه , وإن بعدت داره , فقد رحل غير واحد من السلف في مسألة.
وقال أيضا:فعليه أن يسأل من يثق بدينه ويسكن إلى أمانته عن أعلمهم وأمثلهم , ليقصده ويؤم نحوه , فليس كل من ادعى العلم أحرزه , ولا كل من انتسب إليه كان من أهله.اهـ.
من نصائح الإمام الوادعي للمستفتين
قال الإمام الوادعي رحمه الله فإني أنصح إخواني في الله أنهم إذا استفتوا أحدا أن يسألوه عن الدليل على فتواه من كتاب الله أو سنة صحيحة ,وبهذا يكون السائل طالب علم تضع الملائكة له أجنحتها رضا بما يصنع [14].
وقال أيضا : فالذي أنصح به إخواني في الله أن يسألوا عن الدليل ,ولا يأخذوا دينهم من إذاعة كانت لسب الرب فقد كانت إذاعة عدن [15]لسب الدين ولسب الرب ,والآن يريدون أن يحاربوا الدين بأصحاب العمائم والمسابح[16]ولكن أهل السنة بإذن الله لهم بالمرصاد ,ورب العزة يقول في كتابه الكريم فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( (الانبياء: من الآية7) ولا بد في المفتي أن يتقي الله فإنه موقع عن الله [17]..اهـ.
وقال رحمه الله تعالى : الذي أنصح الأخ إن كان من طلبة العلم أن يبحث في الكتب ويحرص كل الحرص على أن يقف على الحقيقة بنفسه من كتب أهل العلم والأمر ميسر إن شاء الله فإن لم يتيسر له ذلك فالمعتبر هو طمأنينة النفس فإن اطمأنت نفسه بسؤال أول عالم مع الدليل لا بد أن تطالبه بالدليل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (الأعراف:3.
شمس الحب
تستطيع المشاركة هنا والرد على الموضوع ومشاركة رأيك عبر حسابك في الفيس بوك
hgrvq hglu[g >>>>>> hgjof' td hgjpvdl
آخــر مواضيعـى » رواية بنات اون لاين كاملة,تحميل رواية بنات اون لاين,رواية سعودية جريئة,على ملف وورد » موسوعة الروايات,تحميل روايات في ملف وورد ومفكرة, أكثر من 100 رواية مشهورة » تحميل روايات كاملة على هيئة ملف وورد او مفكرة تكست txt » تحميل روايات فارس احلامي,الحب المستحيل,بشروه اني ابرحل,سعوديات في بريطانيا,احلى ماخلق » قمر خالد كاملة,قمر خالد للتحميل,قمر خالد على ملف وورد,قمر خالد رواية,رواية قمر خالد
التوقيع
๑۩ التّفكير الفلسفي هو ممارسة الحرّية في أرقى أشكالها ۩๑
الحوار البناء وسيلة تبادل المعرفة
أما الحوار العقيم فهو وسيلة لإخفاء الجهل