صالح الضحيان
موقف أهل السنة والشيعة من الارهاب :
أهل السنة وحكامها رضوا على أنفسهم وعلى شعوبهم بوصف الإرهاب ، وقبلوا حكم الغرب في وصفهم بالإرهاب وتابعوهم عليه ، فحاربوا أنفسهم بناء على إملاءات الغرب ، فبدأوا بملاحقة جمعياتهم الخيرية وإقفالها والتضييق على العمل الخيري وحجبه ، ثم انتقلوا إلى جمع التبرعات والصدقات من مواطنيهم ومنعوها بكل أشكالها ، ثم التفتوا إلى معاهدهم العلمية ومدارسهم الإسلامية الخارجية وأقفلوها ، ثم انكفؤا على أنفسهم يقتلون بعضهم ويحاربون أنفسهم فحاربوا جماعة الأخوان ووصفوهم بالإرهاب ، وحاصروا أهل غزة وسكتوا على قصفها من اليهود ، وشتموا حكومة الأتراك وتخلوا عنها وتمنوا سقوطها ، ومنعوا الجهاد بكل أشكاله ، وجرموا من يدعوا له ووصفوه بالإرهاب ، وهذه مواصفات انتحارية تؤدي إلى الهزيمة وبالتالي الزوال والاضمحلال .
أما الشيعة : فقد رفضوا إطلاق الإرهاب على أي من رعاياهم ، ورفضوا نسبة الإرهاب إلى أي فعل من أفعالهم بل شجعوا على الإرهاب بكل أشكاله ، وفتحوا باب التبرعات والصدقات لخارج بلادهم ، ونثروا المليارات على الأقليات التابعة لهم ، ونشروا الكتب والحسينيات وفتحوا المدارس والجامعات في بلاد أفريقيا وآسيا ، واستغلوا الانكماش السني لنشر عقيدتهم ، والرافضة لم يحارب بعضهم بعضا بل اتحدوا على اختلاف مللهم وجنسياتهم ، فقد اتحد العلوي النصيري مع الجارودي الحوثي مع الصفوي الفارسي مع الشيعي العربي مع الرافضي الكردي حتى صاروا جماعة واحدة ، وقوة واحدة ، ودفاعا واحدا ، وهجوما واحدا .
أما موقف الرافضة من الدعوة للجهاد فقد اعلنوا الجهاد كلمة واحدة عن طريق حكوماتهم وعلمائهم ودفعوا الرواتب للمجاهدين وأوجدوا الحشود الشعبية والتعبئة الجماهيرية ، وأعلنوا النفير العام حتى زلزلوا الأرض ، ولعبوا باستقرار الدول ، وأرهبوا الحكومات والشعوب ، ومع ذلك فهم عند الإعلام المخطوف وعند الغرب وعند الحكومات ليسوا إرهابيين ، والويل لمن يصفهم بالإرهاب ، لأن وصف الإرهاب محصور بمن رضوا أن يكونوا إرهابيين .
بعد هذه المقارنة بين السنة والشيعة ومن هذه المعطيات ، نسأل من هو الذي يستحق الانتصار في هذه الأيام ؟ ولمن سيكون المستقبل ؟ فالنصر يحتاج أسبابا ومسببات واستعدادا ، والله لا يحابي أحد فمن أستعد وفعل الأسباب منحه الله النصر ، والحكم لكم .
إن لم يتغير الوضع فأهل السنة يسيرون على المثل (أكلت يوم أكل الثور الأبيض) ، فالبداية إقفال الجمعيات ، ثم منع التبرعات ، ثم إلغاء المدارس والمعاهد الخارجية ، ثم قطع أطرافهم مثل حرب جماعة الإخوان وغزة وتشويه تركيا ، ثم منع الجهاد وتكبيل الأمة السنية وإرهابها ، ليس بعد هذا إلا سقوط الدول السنية واحدة بعد الأخرى لاسمح الله ، فنحن حفرنا الساس ، وبلّدنا الإحساس ، وخرقنا الأكياس ، فلم يبق إلا السقوط على الراس .
أنا لست متشائم ، بل ربما أكثركم تفاؤلا ، وأقول وأنا متأكد أن النصر قادم ، ولكن ليس بمؤهلات اليوم ، وليس عن طريق خنوع اليوم ، وليس عن طريق خوارج داعش وتطرفهم ، وليس عن طريق انبطاح الجامية وجهلهم .
نعم أنا متفائل ، وأقول أن الأمة الآن تصنع وتهذب وتمحص ، والمجد قادم ، والنصر يحتاج هذا المخاض ولكنهم تعجلون .