اقتحمت قوات الأمن المصري نقابة الصحفيين بوسط القاهرة واعتدت على عدد من الصحفيين المعتصمين داخلها، وألقت القبض على اثنين منهم هما عمرو بدر ومحمود السقا بتهمة التحريض على التظاهر. وقال الباحث بالمرصد العربي لحرية الإعلام الحقوقي أحمد أبو زيد وأحد الصحفيين الموجودين في النقابة، إن ضابطا برتبة لواء اقتحم النقابة برفقة عشرات من أفراد الأمن -أغلبهم بلباس مدني- واعتدوا على الصحفيين المعتصمين في النقابة وألقوا القبض على بدر والسقا. وأضاف أبو زيد للجزيرة نت "حدث الأمر فجأة دون سابق إنذار، وتم اقتياد زملائنا الصحفيين وهما بلباس المبيت ولم يسمحوا لهما بارتداء ملابس مناسبة، كما اعتدوا علينا حينما حاولنا منعهم من ذلك". من جانبه، قال رئيس لجنة الحريات وعضو مجلس النقابة خالد البلشي إن الاقتحام يعد سابقة مهينة في تاريخ نقابة الصحفيين، حيث لم تقم وزارة الداخلية بإنذار المجلس بما تعتزم القيام به، وما ستتم مناقشته هو كيفية الرد على هذه الإهانة غير المسبوقة. يذكر أن عمرو بدر هو ابن عم مؤسس حركة تمرد وعضو البرلمان الحالي محمود بدر، وهي الحركة التي جمعت توقيعات لمطالبة الجيش بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي. وعلمت الجزيرة نت أن مجلس نقابة الصحفيين بصدد الدعوة إلى اجتماع عاجل ظهر الاثنين لبحث الموقف، والتصعيد ضد عملية الاقتحام المفاجئة وغير المسبوقة. وكانت قوات الأمن قد أغلقت صباح الأحد جميع مداخل ومخارج الطرق المؤدية إلى نقابة الصحفيين بالحواجز الحديدية والجنود، تحسبا لتنظيم العمال أي وقفات أمام النقابة في اليوم الذي يوافق عيد العمال. وكانت نقابة الصحفيين قد تقدمت قبل أيام ببلاغ للنائب العام ضد وزارة الداخلية بتهمة اقتحام النقابة واعتقال الصحفيين خلال مظاهرات يوم 25 أبريل/نيسان الماضي. وعقد مجلس النقابة اجتماعا طارئا وسط تعزيزات أمنية مشددة، على خلفية حصار مقر النقابة ومنع أعضائها من الدخول، فضلا عن دفع مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اقتحامها واعتقال عشرات الصحفيين من ميادين وشوارع القاهرة. واعتقلت قوات الأمن المصري في المظاهرات -التي واكبت ذكرى تحرير سيناء- 47 صحفيا، ثم أفرجت لاحقا عن 38 منهم، ولا يزال تسعة رهن الاعتقال، بينما واصلت أسر صحفيين آخرين معتقلين للأسبوع الثالث اعتصاما داخل مقر النقابة.