قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس ككل عيد ..
في يوم من الأيام .. استيقظت ولكن ليس كالعادة .. استيقظت على بكاء أختي .. وصياح والدتي .. قمت مسرعا .. ما الذي حدث .. ما الذي يبكيكم .. ما ذا بكم .. ماذا دهاكم .. عبد العزيز وأختيه ماتوا .. لا .. كيف مات .. كيف رحل .. بالأمس كان معنا .. بالأمس صام معنا .. بالأمس أفطر معنا .. هذا الكلام ليس صحيح .. هذا ما قيل لنا .. وكيف .. في حادث سير .. وأين كانوا ذاهبين .. كانوا ذاهبين ليأخذوا أغراض وملابس العيد .. لبست ملابسي وركضت على السيارة .. ذهبت مسرعا إلى مستشفى المخواة .. وعلى أمل أن يأتيني اتصال يقول إنهم بخير .. وأنا في الطريق أدعو الله أنهم لم يموتوا .. أتصل على أخي ويجيبني .. محمد ما الذي حدث .. ويجهش بالبكاء .. أقفلت السماعة .. وأيقنت أنهم رحلوا .. وبينما أنا في الطريق إذ يتصل أخي وأقول هل هم بخير .. ويقول .. أي بخير .. مات عبد العزيز .. وماتت رقية .. وماتت بدور .. يا الله .. ذرفت الدموع .. وأحسست أن عظامي لم تعد تحملني .. وصلت إلى المستشفى مع صلاة العصر .. مسحت دموعي وذهبت إلى المسجد القريب من المستشفى .. استقبلني ابن عمي أخ المتوفى الأكبر منه .. احتضنته وبكيت بكاء مريرا .. وهو بادلني بالمثل .. نشكي لبعضنا بالبكاء .. صلينا وذهبنا إلى منزل خالي .. كل في حاله يبكي .. كل يقلب في صفحات ذاكرته .. نتذكر ضحكاته .. نتذكر همساته .. نتذكر هيئته .. أحقا مات .. أحقا رحل .. قبل أذان المغرب .. جهزت السفرة للإفطار فقد كان هذا في اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان لعام 1432 هـ .. أفطرنا ولم يكن لنا شهية في الإفطار .. وبعد المغرب ذهبنا إلى المستشفى لنستلمه .. لنغسله ونكفنه .. أتيت للسلام عليه .. بكيت أيما بكاء .. فهذا سلامنا الأخير له .. لن نراه بعد الآن .. فقد رحل هذا الإنسان .. غسلناه وكفناه وودعناه .. وإلى المسجد حملناه .. وبعد التراويح صلينا عليه وعلى أختيه .. وحملناهم إلى المقبرة .. قبرناهم .. وودعناهم .. وحثينا عليهم التراب .. ذهبنا إلى البيت والكل يبكي .. فكيف لنا أن لا نبكي .. ثلاثة من أحبابنا رحلوا .. وثلاثة من أبناء عمنا ذهبوا .. نمنا على ذكراهم .. واستيقظنا نبكي على فراقهم .. واستقبلنا تعازيهم في اليوم الأخير من رمضان ..
وفي يوم العيد ...الذي هو يوم سرور ... يوم مرح ... يوم ضحك ... يوم فرح ... ففي الصباح ... يتجهز الأحباب ويذهبوا للصلاة ... وبعد الصلاة ... كل يقابل حبيبه بقول كل عام وأنتم بخير ... إلا أنا .. أتدرون بماذا استقبلني الناس ... بقول كلمة أليمة .. كلمة حزينة .. أحسن الله عزائك .. هذا ما قيل لي في ذلك اليوم ... في حبيب قد رحل .. وفارق الدنيا وارتحل .. وإلى قبره ومستقره قد نزل .. فكان هذا اليوم مليئا بالحزن والأنين .. على من كان يطلق على نفسه عاشق الحور العين .. فاللهم زوجه من الحور العين .. واللهم ارحم جميع موتى المسلمين .. ونور لهم في قبورهم يا رب العالمين ..