قصص - روايات - حكاياتلطرح القصص والروايات الخيالية و الحقيقه و الكتابات الخاصة " ذات العبرة و الفائدة ",
القصص والروايات قصص واقعية و روايات - قصص واقعية، قصص عربية، قصص أطفال، قصص حب، قصص غراميه، قصة قصيره، قصة طويلة قصص روايات ادربيه طويله قصص واقعيه قصص روايات قصص حب قصص رومانسيه روايات رومنسيه قصص واقعيه قصص و روايات حب ,
نظر "حسام" بألم شديد إلى حبيبته الممدة بين يديه ؛ بدت شاحبة بشدة و كأنها لا توجد في عروقها قطرة دم ، أو هي كذلك بالفعل . صرخ "حسام" و هو يبكي بشكل هستيري .. "نهاااااااااال .. حبيبتي .. كيف فعلت بكِ هذا .. يا إلهي " .. إبتعد "حسام" عن هذا الجسد الهامد و جلس في أحد أركان الحجرة محتضناً ركبتيه و دموعه تسيل على خديه بشدة .. "لقد حذرتها .. نعم لقد فعلت .. هي التي لم تستجب .. يا إلهي .. لماذا أتيت في هذا الوقت .. لماذا" .
دفن "حسام" رأسه في يديه و هو مستمر في بكائه الهستيري حتى فقد وعيه ... و هناك في المنام .. و كعادته الغير منتظمة منذ مئات السنين وجد نفسه أمام هذا القصر المظلم الذي تسلقت أسواره النباتات فكأنما صنعت سوراً آخر . إقترب "حسام" من بوابته العملاقة المتهالكة التي لم تنجو أيضاً من زحف تلك النباتات ، ركض "حسام" خلال البوابة على هذه التربة الحمراء المشبعة بالدماء و كاد من شدة إندفاعه أن يصطدم بنافورة الدماء التي تتوسط الطريق إلى باب القصر و التي إعتاد أن يشرب منها في كل زيارة .
دخل "حسام" القصر ركضاً حتى وصل إلى بهو القصر ، و في بهو القصر و كما إعتاد أن يرى صوراً تمثل كل ما يرهبه و يكرهه وجد هذه المرة صوره و هو يمتص دماء حبيبته في كل ركن في البهو و على كل حائط ، كاد "حسام" أن ينهار و أمام إحدى الصور سقط "حسام" على ركبتيه و دفن وجهه في كفه و بدأ يبكي بشدة حتى سمع هذا الصوت العميق الذي لطالما شعر و أنه يأتي من أعماق القبور .
"لم أرك تبكي من قبل ، حتى و أنت بشري لم تبك ، بل عندما كنت طفلاً لم تبك قط ؛ ماذا حدث لك ؟"
إلتفت "حسام" مسرعاً إليه ليراه يقف أعلى الدرج المتجه إلى الجزء العلوي من القصر ممسكاً عصاته بكلتا يديه و مستنداً عليها . لازال كما هو منذ أن رآه أول مرة يرتدي عبائته السوداء ذات البطانة الحمراء و يمسك بعصاته العاجية ذات المقبض الكريستالي ، لا يوجد عليه أي تغير ، ذات الوجه الأربعيني و الشعر الفضي ؛ لطالما وجد له شبيهاً من البشر في كل العصور لذا من السهل أن يقول أن "جورج كلوني" هو شبيه هذا العصر .
ركض "حسام" و إرتمى تحت قدميه يقبلهما و يترجاه بكل ما أوتي من قوة .. "أرجوك يا سيدي ، أعدها للحياة من جديد .. أرجوك"
إنحنى إليه و أمسك بكتفيه و هو ينظر إلى عينيه الدامعتين و قال له بصوت لم يعهده "حسام" من قبل ، صوت أكثر رقة و حنان ... "يا صغيري العزيز لا أحد يستطيع أن يعيد الموتى للحياة ، إهدأ يا صغيري لا تبك فأنت حقاً أقرب أبنائي إلى قلبي ، بل لطالما أعددتك لتكون خليفتي فلقد إقترب الأجل . و لكن أطلب ما تشاء أي شيء آخر و سأنفذه في الحال مادام في مقدوري تنفيذه"
حاول "حسام" تمالك نفسه و لكنه لم يستطع و صرخ في وجهه و هو يبتعد ... "لماذا إخترتني منذ البداية ، لم أتمنى يوماً أن أصبح معمراً أو أن أتحول إلى خفاش ، بل كانت أحلامي أبسط من ذلك بكثير ، كل ما تمنيته هو أن أصبح أسرع من باقي أقراني لأهزمهم في سباقات الركض ليس إلا . هذه هي أمنيتي التي استغللتها لتقنعني بكل هذا الهراء ، و لكني الآن لا أريد أياً من هرائك هذا فكل ما أريده الآن هو شيء واحد .. أريد أن أعود إنساناً عادياً كما في السابق و إلا سأنتحر لأخلص نفسي من كل هذا العذاب "
تغيرت نبرة "صاحب القصر" و صارت أكثر شدة و لكنها ظلت كنبرة أب يقسو على طفله ... "ماذا ؟ أتريد أن تدمر كل أحلامي ، لقد كان لك الإختيار في كل لحظة في حياتك حتى عندما مصصت دماءها كان بيدك الإختيار ، أنت من فضلت دماءها الساخنة على أكياس الدم المجمدة في ثلاجتك ، أنت من قتلها و بكامل إرادتك . فكر جيداً و لا تجعل إنفعالك و حزنك يعمياك ."
طأطأ "حسام" رأسه في الأرض و قال بصوت يملئه الخزي ... "أنت محق ، أنا من قتلها ؛ بل إن مذاق دمائها لم يفارق فمي حتى الآن و لكني مصر ، لك أن تختار لي هذه المرة ؛ إما أن تعيدني بشرياً من جديد أو تتركني أذهب لأنتحر"
إقترب "صاحب القصر" من "حسام" من جديد و أمسك بكتفيه و بدأ يهزه بقوة و هو يتحدث إليه .. "هل تعي ما تقوله أيها الأحمق ؟ هل ستترك كل ما صنعته لك من أجل هذه البشرية ؟! هل تريد أن تعود بشري من جديد لتعاني من الأمراض و و الألام ، لتهرم و تضعف ثم تموت بعد عدة سنوات ؟! .. لا .. لن تفعل ذلك ، خاصة بعد ما سأخبرك به "
إبتعد "صاحب القصر" عنه و إتجه إلى إحدى الغرف و طلب من "حسام" أن يتبعه . في هذه الغرفة التي تبدو كقاعة سينما مصغرة جلس "صاحب القصر" في الصف الأول بالمنتصف و طلب من "حسام" أن يجلس بجواره .. "تعال .. سأريك شيئاً" ، جلس "حسام" بجواره و قام "صاحب القصر" بالإشارة إلى الشاشة العملاقة الموجودة أمامهم فإنطفأت الأنوار بالغرفة و أضاءت الشاشة لتظهر فتاة في الرابعة من عمرها آية في الجمال تلهو و تلعب . إنتبه "حسام" جيداً للشاشة و قال منفعلاً ... "أيها الخسيس .. أتريد أن تساومني الآن ، لا تقترب من تلك الفتاة و إلا قتلتك و أنت تعرف أني أستطيع" .
ضحك "صاحب القصر" بصوت عالٍ و قال له بهدوء شديد ..."لازلت سيء الظن كما عهدتك ، لم أقصد ما فهمت أيها المتسرع ، و لكني أملك خطة في غاية الروعة لكليكما" . نظر له "حسام" و علامات الإستغراب تعلو وجهه فقام "صاحب القصر" من مقعده و وقف خلف مقعد "حسام" و وضع يديه على كتفيه و قال ... "سأوضح لك ، هذه الفتاة هي إبنة حبيبتك من زوجها رحمه الله الذي إستمتعت بدمائه كما إستمتعت بدماء أمها ، لقد إكتشفت معاملنا أثناء حديثي معك أن هذه الفتاة ستصبح صورة طبق الأصل من أمها لذا كانت هذه هي خطتي ، سيختفي من الوجود تماما المحامي " حسام عز العرب" حتى أجل غير مسمى ، و خلال هذه الأثناء سأعمل على إقناعها بأن تنضم إلينا و كما تعرف فأنا لدي قدرات هائلة على الإقناع ، حسناً بعدما تنضم إلينا سنقيم لها الحفل المعتاد للإحتفال بإنضمامها إلينا و سأنصبك خلال الحفل مرشداً لها .. مع الوقت و حينما تكبر فتاتك تكون قد إستطعت إستمالة قلبها ، و هكذا تكون هذه هي هديتي المتواضعة لإبني العزيز ، حبيبة معدلة ، لا تهرم ، لا تمرض ، لن تموت قبله "
إنفرجت أسارير "حسام" و هب واقفاً و إحتضن "صاحب القصر" و هو في غاية السعادة ..."شكراً لك يا أبي ، إنك حقاً أعظم والد في الكون"