بريطانيان ولبنانيان و5 أستراليين اعتقلهم الأمن اللبناني بعد عملية "جيمسبوندية" الطراز
الجمعة 1 رجب 1437هـ - 8 أبريل 2016م
دجاجة الأزمات كادت تبيض واحدة دبلوماسية معقدة بين أستراليا ولبنان الذي كانت عاصمته ساحة صراع عائلي احتدم الأربعاء والخميس، بجذور امتدت إلى بيروت من مدينة "بريزبن" عاصمة ولاية "كوينزلاند" بالشمال الشرقي الأسترالي، لكنه انتهى باعتقال الأمن اللبناني لتسعة متعددي الجنسية، هم 5 أستراليين ولبنانيين وبريطانيين، أحدهما مدبر عملية خطف "بوليسية" الطراز لطفلين لبنانيين، وعن الجميع ألمت "العربية.نت" بمعلومات من مصادر عدة في أستراليا ولبنان، وأيضا بملابسات عملية الخطف التي نالها نصيب من النجاح، تلاه فشل وإحباط واعتقال المتورطين، وربما فرار آخر. الملخص: قناة 9News التلفزيونية الأسترالية دفعت 120 ألف دولار لتغطية "تحرير" طفلين، تقول أم أسترالية إن والدهما ومطلقها اللبناني "خطفهما" منها قبل عام من أستراليا، حيث كان يقيم مهاجرا، وعاد بهما الى لبنان، وتسلمت المبلغ شركة بريطانية، تمتهن تحرير أطفال مخطوفين، سواء من أحد الآباء أو آخرين، لتعيدهم لذويهم، فأرسلت الشركة الى بيروت فريقا منها لخطفهما، يقوده بريطاني ومعه آخر من الجنسية نفسها، كما وأسترالي ولبنانيين، إضافة للأم الأسترالية لتتسلم ابنيها بعد نجاح الخطف الذي غطى مراحله 3 إعلاميين أستراليين، بينهم اثنان شهيران، وقاموا قبل اعتقالهم بتصوير الخطف وإعادة الطفلين للأم التي كانت ستغادر بهما بيروت على متن يخت إلى قبرص، ومنها الى أستراليا.
الأم الأسترالية سالي فولكنر، والأب اللبناني علي الأمين، والطفلان لاهايا ونوح
ثم دخل الأب المخفر وخرج منه ظافرا بابنيه
قبطان اليخت، البريطاني Adam Whittington المدبر لكل شيء، هو صاحب الشركة المكلفة بالخطف، وكانت مهمته نقل الجميع ومعهم الطفلان باليخت الى قبرص، لكن رياح العملية "الجيمسبوندية" هبّت على غير ما يشتهيه يخته الواعد بالتحرير، فبعد خطف الطفلين صباح الأربعاء من شارع عام في إحدى ضواحي بيروت وتسليمهما إلى الأم Sally Faulkner التي وصلت الثلاثاء الماضي تسللا من قبرص الى العاصمة اللبنانية ونزلت في أحد فنادقها، سرت شائعات مفتعلة لاكتساب الوقت، بأنها لجأت بهما الى السفارة الأسترالية، وهو ما كان سيؤدي الى أزمة دبلوماسية بين البلدين لو كان صحيحا. لكن الأمن اللبناني علم سريعا بمكان الأم بعد ظهر أمس الخميس، فاقتحم عليها شقة في منطقة صبرا، كانت فيها معهما ومع المتورطين باستثناء البريطاني مدبر الخطف، واعتقلت الجميع، ثم دخل والد الطفلين الى مخفر الشرطة وخرج منه ظافرا من جديد بابنيه، وفق ما نراه في الفيديو الذي تعرضه "العربية.نت" الآن، نقلا عن "تلفزيون الجديد" اللبناني. الطفلان المولودان في أستراليا، هما لاهايا وشقيقها نوح، وعمرهما 5 و3 سنوات، والأب اللبناني هو علي الأمين، وعمره 35 تقريبا. أما الأم طليقة الأب الأسترالية، فعمرها بالثلاثينات أيضا، وهي من مدينة "بريزبن" عاصمة ولاية "كوينزلاند" بالشمال الشرقي الأسترالي، فيما الإعلاميون الثلاثة من قناة 9News الأسترالية، هم Tara Brown مقدمة برنامج Minutes 60 الشهير، وزميلها المنتج ستيفن رايس، إضافة الى المصور ومهندس الصوت، ديفيد بالمونت، وعمره 55 سنة.
الطفلان والجدة التي كانت معهما ابتسام بري، والدة الأب الذي استعاد ابنيه
الشركة التي تخطف الأطفال المخطوفين لتعيدهم الى أحد الأبوين
معظم ما ذكرته "العربية.نت" وغيره، هو من اطلاعها على 6 مواقع إخبارية لبنانية وأسترالية، كما ومن اتصالها بلبناني ملم في سيدني بما حدث، وطلب عدم ذكر اسمه، إضافة الى اتصالها بالإعلامي هادي الأمين، وهو من أنسباء والد الطفلين، ويعمل مراسلا لتلفزيون "الجديد" في بيروت، وزودها بالفيديو عن تغطية القناة للخبر، كما بصور لجوازات سفر بعض المعتقلين، إضافة الى معلومات عن ذيول وملابسات الخطف والاعتقال. أما الشركة البريطانية التي أخذت على عاتقها خطف الطفلين وتسليمهما الى الأم لقاء أجر معلوم دفعته القناة الأسترالية، فيديرها البريطاني مدبر عملية الخطف، وهي شركة مقرها بستوكهولم، ولها مكاتب في لندن وملبورن ودبي، وفق ما قرأت "العربية.نت" بموقعها، وفيه تذكر Child Abduction Recovery International المعروفة بأحرف CARI اختصارا، أن لها خبرة 20 سنة باستعادة الأطفال المخطوفين، وتعمل بسرية تامة 24 ساعة بالأسبوع، وتزعم أنها "حققت نجاحات" في مصر وليبيا ولبنان وسوريا والعراق والإمارات وايران وتركيا والهند وباكستان وأندونيسيا وتايلاند والفلبين واليابان ولاوس واسبانيا، كما في دول بأوروبا وأميركا الجنوبية وإفريقيا. ولمن يرغب بمزيد من المعلومات عن مدبر الخطف وشركته الممتهنة خطف الأطفال المخطوفين لإعادتهم لأحد الآباء، يمكنه الاستعانة بخانات البحث في مواقع التصفح، ومنها "غوغل" ليجد عن Adam Whittington فيديو ومعلومات قديمة وجديدة بالعشرات، منها ما يؤكد فشل شركته مرارا، وبعض موظفيها سجناء حاليا في عدد من الدول، وتزعم قيامها بإنجازات، اتضح أن بعضها وهمي بلا أساس. كما يمكن الاطلاع على الحساب "الفيسبوكي" للأم، وهو باسم Sally Anne Faulkner في حين أن حساب مطلقها اللبناني، وتجولت فيه "العربية.نت" الخميس، تم اغلاقه اليوم الجمعة. ويمكن أيضا الاطلاع على ما تورده "قوى الأمن الداخلي" اللبنانية، من مستجدات باسم @LebISF في "" كما بحسابها "الفيسبوكي" أيضا.
جوازات سفر بعض المعتقلين، تسلمتها العربية.نت بالتعاون مع الإعلامي اللبناني هادي الأمين
وانقضوا عليها وضربها أحدهم على رأسها
أما جذور الصراع الذي شهدته بيروت على الطفلين، فتعود إلى سفر والدهما قبل عام تقريبا في زيارة لأيام معدودات الى لبنان من أستراليا التي كان مقيما فيها، فاصطحبهما معه لقضاء العطلة فيه، وبمعرفة مطلقته ورضاها، لكنه بعد وصوله قام بحسابات "لوجستية" من نوع اجتماعي وعائلي، وربما ديني شامل للتقاليد ومؤثرات صراع الحضارات، فاتخذ قرارا حاسما: اتصل بمطلقته وأخبرها عبر "سكايب" أن خطته تغيّرت، ولن يعيد إليها ابنيه وابنيها، ثم اختفى أثره عنها، وراحت هي تندب حظها وتتلوى من خسارة الأعز لها، حتى حبكت قبل 5 أشهر عملية الخطف بتعاون مع القناة التلفزيونية والشركة المكلفة بإعادة طفليها إليها. وحدث الخطف صباح الأربعاء الماضي في منطقة "سانت تيريز" وهي ضاحية من بيروت، تقيم فيها عائلة الأب علي الأمين، وكانت والدته وجدة الطفلين، ابتسام بري، معهما بالشارع العام تنتظر قدوم الباص المخصص لنقل التلاميذ الى مدرستهم، على حد ما قرأت "العربية.نت" في ما أجمعت عليه وسائل إعلام لبنانية، ذكرت أن 3 مسلحين كانوا يتبعونها بسيارة "هيونداي" منذ خروجها مع الطفلين وخادمتها المنزلية من البيت، بينهم الأسترالي بنجامين وليامسون، فانقضوا عليها محدثين جلبة للتمويه، وضربها أحدهم على رأسها، فكادت تترنح، ثم انتزعوا منها الطفلين، وفروا الى جهة مجهولة مع الفريق التلفزيوني الذي صوّر ما جرى لحظة بلحظة. هذا على البر. أما بحرا، فكان اليخت المخصص لنقل الجميع بعد نجاح عملية الخطف، ظاهرا للعيان في المياه المقابلة لفندق "موفمبيك" الشهير، والواقع وسط منطقتي الروشة والرملة البيضاء في بيروت، وهو سياحي دخل المياه اللبنانية قادما من قبرص تسللا، وعليه شابان وفتاتان، إحداهما الأم والثانية هي من تنشر "العربية.نت" صورة جواز سفرها، واسمها Adriana Antoinette فيما كان أحد الشابين هو البريطاني مدبر العملية وقبطان اليخت، واعتقلوه فيه. أما اللبنانيان "المشاركان بعملية الخطف والمعتقلان" فلا معلومات بشأنهما، حتى اسم كل منهما غير معروف. كما سرت أنباء عن وجود عاشر هارب، وتوارى عن الأنظار ويطارده الأمن اللبناني حاليا ليزجه مع المعتقلين وراء القضبان، الى حين فرزهم والبت القضائي بشأنهم.
الإعلاميان تارا براون وزميلها المنتج ستيفن رايس، شهيران ببرنامج 60 دقيقة في أستراليا
البريطاني آدم ويتّغنتون، قبطان اليخت ومدبر الخطف، شرطي سابق بسكوتلنديارد، ومشرف حاليا على الشركة