الرياض , حوار- أسمهان الغامدي قال الدكتور سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي إن العراق يسعى لتمتين العلاقة والتواصل وبناء الثقة مع دول المنطقة، ولم يعد له الرغبة بالبقاء خارج المنظومة العربية، فاتحين بذلك مصافحة عربية من خلال المملكة العربية السعودية التي تعد بوابة لتلك المطالب كما وصفها. وأضاف أن العراق لن يستطيع أن يمضي بمفرده في مواجهة مشاكله إلا بمعونة أشقائه ووقوفهم بجانبه، مشيرا إلى أن تدخلات الدول الخارجية في العراق يعود إلى عدم توحيد الكلمة، التي يتحملها صناع القرار بالمقام الأول والأطراف السياسة الفاعلة المؤثرة للكتل الكبيرة، وحتى الشعب العراقي عندما يختار عليه أن يختار من يوحد كلمته، وليس من يمزقها بالعزف على وتر الطائفية أو القومية أو المذهبية.
«رعد الشمال» أثر على قرار بوتين الانسحاب من سورية.. والإرهاب يتغذى عالمياً
وحول التحالف العربي الاسلامي لمكافحة الارهاب أكد الدكتور سليم جبوري في حوار أجرته معه "الرياض" أن هذا التحالف طالما أن أهدافه تنصب في مواجهة الارهاب ومواجهة خطر داعش، قطعا العراق ينظر إليه بكل اعتبار واحترام وبطبيعة الحال، وحتى اللحظة لم يصدر من العراق ما يدلل على دخول قوات برية على الأرض.
وفيما يخص دخول الولايات المتحدة الأميركية للأراضي العراقية من خلال التحالف الدولي قال: قد يكون هناك تلكؤ في الاستراتيجية الأمنية للمواجهة التي لا تكون مبررة لدى البعض، لكن في قناعتنا أن بإمكان الولايات المتحدة والتحالف الدولي أن يعمل أكثر مما عملوا، ولازال هناك ملاحظات بالنسبة لنا ناتجة عن التلكؤ والتباطؤ والتأخر في حسم الملفات خاصة في حسم الملفات خاصة في الأنبار بشكل واضح.
نتفق مع الإجماع العربي على تصنيف «حزب الله» كمنظمة إرهابية
وتابع قائلا: هناك أخطاء عديدة، ارتكبتها الولايات المتحدة خلال وجودها وخروجها، ونأمل تدارك هذه الأخطاء بالطريق الذي يحفظ وحدة العراق واستقراره. ورفض رئيس مجلس النواب العراقي فكرة التحاور مع "داعش" باعتباره نوعا من الاعتراف بهم كمكون شرعي.
نريد أن تكون هناك رؤية عراقية موحدة تنتشل العراق وتجعله ضمن الإطار العربي
واتهم سليم الجبوري بعض الدول الغربية بتغذية الارهاب في العراق وفي العالم لتحقيق مصالحها السياسية، وحول سياسة ايران في العراق قال: العراق الآن هو من يدير أمره كمؤسسات، ولكن هناك تأثيرا دوليا واقليميا على الارادة العراقية في شق منه لا أنكر أنه موجود. أما ما يخص تواجد تركيا العسكري تابع الدكتور سليم جبوري وقال: هناك تفاهمات تحصل مع الجانب التركي، ونحن نشعر أن تركيا حريصة على أن يستتب الوضع ويستقر، ولكن ما نأمل فيه هو أن يتم ذلك بالتنسيق مع القنوات العراقية الرسمية. وحول انسحاب بوتين من سورية بعد انتهاء المناورات العسكرية في المملكة "رعد الشمال" قال: لاشك شعور روسيا بوجود قوة وتضامن عربي - اسلامي قد يذهب خلاف ما تذهب إليه في توجهاتها في مسائل حساسة كسورية، وقد يكون له أثره بشكل أو بآخر لكن هناك إعادة صياغة لمحاور ووجود قوى يجب أن يعترف بها داخل المنطقة. أما ما يخص "حزب الله" وتصنيفه كمنظمة ارهابية فاتفق رئيس مجلس النواب العراقي مع ذلك كون جامعة الدول العربية رحبت به وهم جزء من جامعة الدول العربية وبالتالي يحترمون هذا القرار. وفيما يلي نص الحوار: العودة للحاضنة العربية - بداية حدثنا عن سبب زيارتك للمملكة؟ *أولا إدراكا منا في العراق بأهمية التواصل وفتح القنوات وتوطيد العلاقة بما يربطنا بالشعب السعودي مع القيادة في السعودية من علاقة ووشائج تحتاج إلى مزيد من التأكيد ورأب الصدع وتنقية الشوائب فيما حصل خلال الفترة الماضية بسبب بعض الممارسات التي قد نسميها بأنها تدخل ضمن إطار الممارسات الدبلوماسية ولكن في حقيقة الأمر الرسالة الأهم أن العراق يجب أن يعود إلى حاضنته العربية وبوابة عودته هي المملكة ونحن حريصون على هذا الأمر وأن نتجاوز ما قد حصل للاتفاق على رؤية واسعة واستراتيجية تحمي المنطقة برمتها من خطر الارهاب والتحديات الطائفية. العراق بحاجة للمساعدة - وهل يوجد فيها مطالب لإنقاذ العراق مما يعانيه من فوضى وعدم استقرار؟ *العراق لن يستطيع أن يمضي بمفرده في مواجهة مشاكله إلا بمعونة أشقائه ووقوفهم بجانب العراق، وهذه واحدة من القضايا التي تم الحديث بشأنها والتي ينبغي ألا يترك الواقع الموجود في العراق وفي المنطقة من دون تكامل في الادوار ومساندة والوقوف بجانبنا. وفي الفترة التي مضت أعتى هجمة تعرض لها العراق تمثلت في المجاميع الارهابية وأيضا بعض الممارسات الطائفية التي حصلت، نحن مقبلون على مرحلة جديدة، نأمل بزوال داعش ثم إعمار مناطقنا ثم بداية في سبيل تحقيق وحدة العراق وأمنه واستقراره. التحالف الاسلامي مرحب به - نجحتم في تحرير الرمادي من داعش، ولكن لازالت هناك العديد من المناطق التي يتواجدون فيها مثل نينوى، فهل هناك توجه لأن تطالبون بالدعم من التحالف الاسلامي المشترك الذي تقوده المملكة؟ *هذا التحالف الذي تم تشكيله، طالما أن أهدافه تنصب في مواجهة الارهاب ومواجهة خطر داعش، قطعا العراق ينظر إليه بكل اعتبار واحترام وبطبيعة الحال، حتى اللحظة لم يصدر من العراق ما يدلل على دخول قوات برية على الأرض، يقتصر جانب طلب المساعدة ضمن اطار المساهمة في التدريب والتسليح وهناك التحالف الدولي الذي وقف بجانب العراق في حربه، وعليه فإن أي سبيل لمواجهة الارهاب العراق يرحب به. أميركا تتباطأ - باعتقادك لماذا تباطأ التحالف الدولي في القضاء على داعش في العراق وسوريا، وهل هذا يعني أن داعش أقوى من أميركا؟ *داعش خلال الفترة التي مضت تغلغل بشكل في المناطق التي تم الوصول إليها، وجندت أعدادا ومشت بشكل واضح بالنسبة لإحداث خلل في المنطقة وأحدثت ماتسميه بالامارة أو الخلافة المزعومة، وبالتالي لا بد من التخلص منها قد يكون هناك تلكؤ في الاستراتيجية الأمنية للمواجهة التي لا تكون مبررة لدى البعض، لكن في قناعتنا أن بإمكان الولايات المتحدة والتحالف الدولي أن يعملا أكثر مما عملا. دور إيجابي للتحالف الدولي - هل التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، نجح في دحر داعش في العراق وأدى أهدافه؟ *لا زال هناك ملاحظات بالنسبة لنا ناتجة عن التلكؤ والتباطؤ والتأخر في حسم الملفات خاصة في حسم الملفات خاصة في الأنبار بشكل واضح، لكن بالنتيجة لا يمكن إنكار دور التحالف الدولي الايجابي في حسم الكثير من المعارك من خلال مساهمته العسكرية. العراقيون يتحملون جزءاً من المسؤولية -هل أميركا مسؤولة عن تغذية الصراعات الطائفية في العراق؟ *لا يمكن أن نتحدث بشكل مباشر إلى طرف على أنه المسبب، جزء من المشكلة يتحملها العراقيون بصراحة وكان ينبغي الاعتماد على مشروع داخلي يتوافقون من خلاله لانقاذ بلادهم، قطعا أي دولة كانت تبدأ بمصالحها وتغلبها على مصالح الدولة الأخرى . حتما كان هناك أخطاء عديدة، ارتكبتها الولايات المتحدة خلال وجودها وخروجها، ونأمل تدارك هذه الأخطاء بالطريق الذي يحفظ وحدة العراق واستقراره. أبناء العراق يواجهون "داعش" - وكيف تواجهون داعش اليوم؟ *جملة من الأدوات نستخدمها، الجيش العراقي، متطوعين، أبناء العشائر، مساهمة فاعلة من كل أبناء المجتمع العراقي، داعش أراد أن يوصل رسالة أنه يمثل الاسلام أولا وهو منه براء، وأراد ايصال رسالة أنه يحافظ على حقوق مكون ولكن جرائمه وأفعاله الشنيعه التي ارتكبها بحق الازيدين كأقليات والمسيحين والسنة في مجازر عشائر والشيعة والكرد كل ذلك حصل، والتركمان الآن يستخدم غاز سام . بمعنى أنه لم يستثني أحد من مكونات المجتمع العراقي، فأكبر سلاح لمواجهة الارهاب هو بوحدتنا ووحدة موقفنا وأيضا تعاضدنا لغرض استخدام كل ماهو متاح في هذا الجانب، وهذه واحدة من الوسائل التي نستطيع استخدامها للمواجهة. الحوار مع داعش مرفوض - هناك مطالب داخلية بفتح جبهات حوار مع داعش، الأمر الذي يعني الاعتراف بهم، فما هو رأي الحكومة العراقية في ذلك؟ *لا نشجع اطلاقا لأن ذلك يمنحها الشرعية في وجودها ويعطيها حرص أكبر كي تزداد في جرائمها وبالتالي إذا كان هناك من تفكير بأن تلجأ إلى دولة ما فالحقيقة هذا يضر ليس فقط العراق بل الانسانية بشكل عام. الإرهاب يتغذى عالمياً - الارهاب أصبح هما عالميا وليس عربيا من يغذيه باعتقادك ؟ *هناك مصالح داخلية وخارجية ودول متعددة ومتنوعة، حتى الارهاب له أوجه متنوعة، ما يمكن حصره بعنوان واحد، وإنما بممارسة، فكل عمليات القتل والترهيب خارج القانون والأعراف الدولية تدخل ضمن اطار الارهاب، وبالتالي هناك مصالح دول تلجأ إلى عمليات التغذية التي من المفروض أن نحجم منها ونقطع دابر كل من يكون سببا في تمويله. دول تغذي الارهاب - مثل من تلك الدول؟ * يعني بالضبط قد يكون مرة أخرى الحديث عن واقعة محددة سهل التصنيف، ولكن عن ممارسات الارهاب التي لا تحدث فقط في العراق بل في المنطقة ودول متنوعة للاسف له مدلولات تؤشر عدم براءة أطراف دولية في هذا الاطار. ولو أتحدث بشكل صحيح الآن في العراق قيادات الارهاب ليس هم فقط عراقيون، بل من دول عربية وأوربية ودول اقليمية، وهناك شعور على عملية تغذية وغير ذلك . لماذا يسمح لهؤلاء أن يأتوا إلى العراق، وهل دخولهم كان بجهالة من أطراف دولية، بمعنى يجعلنا أن نشعر أنه إذا لم يحدث تكاتف دولي في منافذ دخولهم وفي تحجيم مدهم، من أين لهم بالسلاح والعتاد والامكانيات المتاحة، من الذي يرعاهم في رسم الخطط وتنقلاتهم وتوجيهاتهم هذه قطعا ليست أطرافا داخلية ولا إمكانياتهم الذاتية بل دول تقف بجانبهم. إيران تسعى للتدخل العراقي - من يدير العراق، العراقيون أم طهران؟ * قطعا العراق الآن هو من يدير أمره كمؤسسات، نقول إن هناك تأثيرا دوليا واقليميا على الارادة العراقية في شق منه لا أنكر انه موجود. ايران لها وجود وحضور وتأثير ودول أخرى لها حضور وتأثير كتركيا وبعض الدول العربية، لكن ليست هذه العلة فقط، نحن نريد أن تكون هناك رؤية عراقية موحدة تنتشل العراق وتجعله ضمن الاطار العربي برؤية يبني بها ذاته ويستقر وجوده ويمنع أي تدخلات تعصف به بالمضي بهذا الاتجاه العراق يوجد له برلمان ورئاسة وزراء ورئاسة جمهورية ومؤسسات دولة، ولكن واحدة ممن ينتقد به الساسة العراقيون أن رؤيتهم غير موحدة تابعة لتأثير دول متنوعة، رسالتهم إلى الخارج مختلفة أحيانا وعليه حاجتنا الحقيقية هي وحدة الكلمة. القيادة تتحمل -على من يقع عاتق وحدة الكلمة؟ *على صناع القرار بالمقام الأول والأطراف السياسة الفاعلة المؤثرة للكتل الكبيرة، وحتى الشعب العراقي عندما يختار عليه أن يختار من يوحد كلمته، وليس من يمزقها بالعزف على وتر الطائفية أو القومية أو المذهب، لأن الحقيقه لا يسرنا أن نجد العراق فيه ميليشيات ولا يسرنا أن نجد في العراق ارهاب، فلا يمكن أن يكون في بلد فيه من العشائر المتداخلة من السنة والشيعة صراعات داخلية، هذا يتعاكس مع تركيبة وبنية المجتمع العراقي. تركيا معنا ولكن نريد التنسيق - تركيا تضرب العراق الآن بهدف القضاء على داعش، فألا تخشون استنساخ التجربة الروسية في سورية؟ هناك تفاهمات تحصل مع الجانب التركي، نحن نعتز بكل علاقة قائمة على أساس المصلحة، ولا يُنكر أن تركيا تعرضت للارهاب مثل ما تعرض العراق، وبالتالي نشعر أنها أيضا حريصة على أن يستتب الوضع ويستقر، ولكن ما نأمل فيه هو أن يتم ذلك بالتنسيق مع القنوات العراقية الرسمية. روسيا تتراجع - انهت المملكة مؤخرا تدريبات أكبر مناورة عسكرية “رعد الشمال” فهل تعتقد أن لهذا دورا خلف انسحاب بوتين من سورية؟ هناك بعد استراتيجي خلف عملية انسحاب روسيا من سورية بشكل واضح، وهي دولة يبدو أنها تقرر كيف تدخل ومتى تخرج، ولكن ما يعنينا الأثر الذي تركته من دمار ومن خراب ونتائج من الصعوبة معالجتها في وقت قياسي. لاشك شعور روسيا بوجود قوة وتضامن عربي - اسلامي قد يذهب خلاف ماتذهب إليه في توجهاتها في مسائل حساسة كسورية، قد يكون له أثره بشكل أو بآخر لكن هناك إعادة صياغة لمحاور ووجود قوى يجب أن يعترف بها داخل المنطقة. نرحب بقرار جامعة الدول العربية - كيف ترى قرار تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية، وهل أنت معه أم ضده؟ *الجامعة العربية ذهبت لهذا التوجه، وكل ممارسة ارهابية وقتل نحن ندينه بشكل واضح، الجانب العراقي عبر عن رأيه في هذا الاطار لكن لأننا جزء من جامعة الدول العربية نحترم هذا القرار. العراق يحتاج المملكة - كيف ترون علاقة العراق اليوم بمحيطه العربي؟ *تمضي باتجاه الاضطراد لتمتين العلاقة والتواصل وبناء الثقة، مرحلة أن يكون العراق خارج المنظومة العربية ستنتهي من خلال بناء العلاقات وبوابتنا في ذلك المملكة العربية السعودية.