*يمن برس - اليوم السعودية
شكل إسقاط المقاومة الشعبية اليمنية والجيش الوطني وبإسناد جوي ومشاركة ميدانية لوحدات من قوات التحالف معسكر "فرضة نهم" حارس بوابة صنعاء الشرقية وأحد معسكرات المخلوع صالح التي وزعها على أهم مناطق اليمن ضربة صاعقة للمخلوع صالح ولقواته، فالمعسكر يقع في قلب تمركز "جيش المخلوع الخاص" سواء من حيث الموقع أو نوعية القوات المتواجدة فيه وأيضا يشكل مفتاحا مهما من مفاتيح مداخل العاصمة صنعاء، حيث أقام المخلوع التحصينات وزرع القوات منذ عشرات السنين لتحصين "دولته الخاصة".
وخارطة التموضع العسكري لقوات المخلوع صالح لم تكن هي ذاتها التي يمثلها الجيش اليمني الذي كان المخلوع صالح هو قائده الأعلى طيلة ثلث قرن بل كانت له خارطة تموضع خاصة بوحدات تتبعه هو شخصيا وتمثل نسبة مهمة من الملاك البشري للجيش اليمني قبل الانقلاب الحوثي.
البداية من الثمانينات
حين صعد المخلوع صالح للرئاسة أواخر السبعينات كان مجرد قائد لواء تعز وكانت هناك مجموعة من الضباط والقادة العسكريين الذين هم أكبر من المخلوع وأكثر منه نفوذا وقوة رغم أن اغلبيتهم من ذات المنطقة الجغرافية التي ينحدر منها، ولم يكن حينها يملك القدرة على اتخاذ اي قرار دون مشاركة هؤلاء القادة.
وإلى جانب هؤلاء القادة العسكريين كانت هناك ايضا مراكز قوى قبلية يمثل الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر اهمها كونه ابرز شيوخ اليمن وشيخ قبيلة حاشد ذات الحضور والنفوذ الأقوى، وكان لهذه المراكز القبلية ايضا نصيب من النفوذ والقوة داخل الجيش، وكان المخلوع ايضا اقل هذه المراكز ثقلا قبليا لعدم انتمائه لإحدى القبائل المهمة والكبيرة.
وعمل المخلوع منذ بداية الثمانينات على تصفية وحدات النخبة في الجيش والتي كانت تتكون غالبية عناصرها وأهم قادتها من محافظات تعز ومأرب وإب وهي وحدات المظلات والصاعقة والعمالقة وبعض الوحدات الاخرى التي وقفت ضد المخلوع صالح وحاولت الانقلاب عليه بداية عهده بالرئاسة.
وبعد انجاز مهمته بنجاح وتسريح افراد قوات النخبة في الجيش اليمني حينها تحت مبررات وحجج غير منطقية ورحيل بقية الافراد بسبب المضايقات التي يتعرضون لها بعد ذلك بدأ بتشكيل هذه الوحدات بعناصر جديدة من محيطة القبلي والمذهبي وبالتوافق مع القبائل والضباط البارزين الذين اوصلوا صالح للرئاسة وعمل حتى على تغيير اسماء هذه الوحدات لطمسها من الذاكرة.
بعد ذلك منح الضباط النافذين قيادة مناطق عسكرية ومحاور وألوية وتوجه لبناء قوته الخاصه به، وكانت ذات وجهين او جناحين: الاول قوة برية مدربة ومؤهلة وذات تسليح جيد يجعلها مميزة عن بقية القوات البرية الاخرى للجيش اليمني، والجناح الثاني القوة الجوية والتي تشمل ألوية الطيران والدفاع الجوي وأيضا ألوية الصواريخ التي جعلها تابعة للحرس الجمهوري بعد 1994م عقب اجتياح الجنوب ونهب سلاح الجيش الجنوبي.
حرب صيف 94 كانت عملية تسليح الجيش في اليمن بعد عام 1994 محصورة فقط على قوات الحرس الجمهوري ووحدات اخرى ذات ولاء تام للمخلوع وعائلته، وخرج المخلوع صالح من حرب صيف عام 94م بتركة مهمة من السلاح السوفيتي الذي كان موجودا في جنوب اليمن مع الحزب الاشتراكي اليمني الفرع العربي للسوفييت، وكانت هناك ترسانة مهمة من السلاح والذخيرة والصواريخ الباليستية السوفيتية عاد بها المخلوع الى صنعاء وأودعها المخازن في جبال عطان ونقم والنهدين.
وخلال الفترة من 94م وحتى 2004م أي خلال عقد من الزمان عمل المخلوع على التخلص من شركائه في المؤسسة العسكرية من كبار الضباط بطرق مختلفة وصلت حد تصفية غالبية هؤلاء القادة بحوادث مدبرة، وحين لم يجد المخلوع من يقف امام طموحه التوسعي ومساعيه لتأسيس واقع جديد تكون عائلته هي مركز هذا الحكم وأركان قوته.
أقاربه يقودون الجيش والأمن تسلم نجل المخلوع "احمد علي صالح" قيادة الحرس الجمهوري وحصل على صلاحيات مفتوحة لبناء جيش داخل مكون الجيش اليمني ومنح دعما ماليا يتجاوز الدعم المخصص للجيش اليمني بكامله ليقوم نجله بتكوين هذا الجيش المسمى الحرس الجمهوري بقوام بشري وصل 100 ألف فرد وأسس داخل الحرس وحدات فرعية ذات قدرات جيدة حتى اصبحت هذه القوات تسمى قوات النخبة في الجيش اليمني.
وكانت قوات الطيران والدفاع الجوي من نصيب شقيق المخلوع "اللواء محمد صالح الاحمر" الذي بنى هو الآخر القوات الجوية كملكية خاصة ولم يكن اي وزير دفاع في اي حكومة يمنية له اي سلطة على الحرس الجمهوري او القوات الجوية بل حتى كل عملية التسليح للحرس الجمهوري تتم بشكل مستقل ويديرها نجل المخلوع قائد الحرس.
وفي الجانب الامني تم تكليف "محمد عبدالله صالح" شقيق المخلوع ببناء قوات الامن المركزي وفق الرؤية الخاصة بالمخلوع وحين توفي شقيق المخلوع اكمل نجله "العقيد يحي صالح" المهمة وأسس قوة امنية كبيرة قوامها ٥٠ ألف مقاتل موزعة على كل المحافظات وكانت اشبه بقوات الجيش نظرا لعملية بنائها وتسليحها.
وكانت هناك وحدات نوعية داخل الحرس الجمهوري هي القوات الخاصة وقوات مكافحة الارهاب داخل الامن المركزي والتي قامت واشنطن بتمويل تدريبها وتسليحها بسلاح نوعي وحديث لمواجهة التنظيمات الارهابية.
وفي الجانب المخابراتي أسس المخلوع جهاز مخابرات خاص هو الأمن القومي، وكلف نجل شقيقه "العقيد عمار صالح" بإدارة هذا الجهاز ليكون بديلا عن جهاز المخابرات الأساسي المسمى الأمن السياسي؛ لأن المخلوع أراد جهاز مخابرات لا تواجد فيه إلا لمن يتبعونه هو وعائلته وحزبه والمقربين منه، بينما عمل المخلوع على تدمير الأمن السياسي من الداخل بنزع صلاحياته وجعله تابعا لجهازه المخابراتي الامن القومي.
فشل التوريث.. والانقلاب بعد وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الرجل القوي الذي كان يخشاه المخلوع صالح والذي كان مدعوما بقوة من قبل المملكة العربية السعودية وجد حينها المخلوع أن الوقت قد حان لنقل السلطة الى نجله العميد احمد، وكان المخطط يسير كما خطط هو له، غير ان الرياح عصفت بسفن المخلوع ومزقت أشرعته حينما خرج عدد من شباب محافظة تعز رافعين شعارات تطالب بإسقاط نظام المخلوع صالح الذي كان حينها اكمل ٣٣ عاما من العمل على تأسيس هذا الجيش وهذا المشروع العائلي الطائفي المناطقي لحكم اليمن.
وتوسعت الثورة الشبابية بسرعة قياسية لتجتاح كل اليمن وانتهت بتسوية سياسية رعتها دول الخليج سلم بموجبها المخلوع صالح السلطة لنائبه الجنوبي عبدربه منصور هادي.
وكان المخلوع يسعى للعودة للحكم بعد فترة الرئيس هادي التوافقية المقدرة بعامين، وذلك بترشيح نجله العميد أحمد قائد الحرس الجمهوري للرئاسة كون التسوية السياسية التي انتجتها المبادرة الخليجية حددت فترة الرئيس هادي بعامين تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية، لكن الرياح كانت أشد على المخلوع لتنتهي بعاصفة اقتلعت جذوره بعد أن تحالف مع المليشيات الحوثية ضد الحكومة والرئيس الشرعي في عملية انقلاب وصلت إلى وضع الرئيس هادي قيد الاقامة الجبرية في منزله بصنعاء.
وبعد اجتياح المليشيات للعاصمة والتمدد للجنوب والغرب والشرق واخضاع محافظات البلاد بقوة الجيش والأمن والمليشيات ووصول اليمنيين الى حالة احباط وفقدان للأمل تمكن الرئيس هادي من الفرار من منزله الذي يخضع فيه لإقامة جبرية ووصل الى عدن لتبدأ مرحلة أخرى من المستجدات وبداية النهاية لمشروع المخلوع وترسانتة العسكرية الضخمة.
بدأ الرئيس هادي على عجل تشكيل لجان شعبية لحماية عدن، لكن المخلوع الذي جن جنونه وجه جحافله نحو عدن وسيطر عليها بعد هزيمة اللجان الشعبية التي تدافع عن عدن وبعض افراد الجيش المساندين للرئيس والشرعية نظرا للفارق الكبير بين الطرفين في العدة والعتاد والجاهزية ايضا، حيث دخل عدن الاف من جنود الحرس والمليشيات والمقاتلين القبليين القادمين من شمال الشمال، وليلة سقوط عدن وقبل ان يغادرها الرئيس هادي الى عمان ومنها الى الرياض تلك الليلة تلقى الرئيس هادي اتصالا من الرياض مثل بداية مرحلة جديدة بالنسبة لليمن واليمنيين.
الرياض تنقذ هادي.. والتحالف "يضرب" غادر الرئيس هادي متخفيا عدن ليلة ٢٦ مارس وحينها كانت احلام المخلوع صالح وأعوانه الانقلابيين تطير في الهواء مع تحرك اول طائرة عسكرية سعودية نحو صنعاء ومعها سرب من الطائرات الحربية لدول التحالف والتي نسفت أكبر وأهم قواعد الطيران التابعة للمخلوع لتشل حركة الطيران الحربي الخاص بالمخلوع خلال أقل من ٢٠ دقيقة.
حينها توارى المخلوع كالفأر هاربا في أحد أقبية صنعاء ومثله كان زعيم مليشيات الحوثي يهرع نحو أحد الكهوف ذات التحصين الجيد في جبال مران بمحافظة صعدة.
وليظهر حينها للجميع أن التموضع العسكري لقوات المخلوع لم يكن قائما على اساس وطني حسب ما تقتضيه عملية توزيع وتواجد قوات الجيش لحماية البلاد، بل كان يضع ألوية جيشه الخاص في مواقع مهمة لإحكام السيطرة على اهم المحافظات والمواقع الاستراتيجية وهو ما سنتطرق اليه هنا مع توضيح لخارطة التوزيع للترسانة العسكرية واحتكارها في المواقع المضمونة الولاء.
جيش المخلوع والمحافظات البداية من محافظة تعز حيث وضع المخلوع فيها وحدات مهمة نظرا لأهمية المحافظة السياسية واشرافها على سواحل باب المندب، حيث وضع في تعز اللواء ٢٢ حرس جمهوري في مدخل المحافظة من الشمال والشرق ونشر ترسانتة لترسم نصف دائرة على مركز المحافظة أي مدينة تعز ذاتها وفي المدخل الجنوبي والغربي وضع اللواء ٣٣ مدرع أحد الألوية الضاربة ونشر وحداته من البرح على مشارف المخا الى رأس جبل صبر وصولا الى مدخل مدينة تعز الذي يربطها بمحافظة الحديدة.
وبذلك ربط المخلوع مداخل تعز مع عدن جنوبا والحديدة غربا وصنعاء شمالا بوحداته الموالية له ولم يكتف بذلك بل وضع قوة ضخمة من الأمن المركزي وسط المدينة لإتمام السيطرة الكاملة على المحافظة.
وكانت قوات اللواء ٢٢ حرس جمهوري واللواء ٣٣ مدرع في تعز تملك حسب تقديرات عسكرية اكثر من ٢٠٠ دبابة ومدرعة عسكرية ومنصات صواريخ وقطع مدفعية ومنظومة رادار اعلى جبل صبر المطل على مدينة تعز، إضافة الى قاعدة جوية هي قاعدة طارق ولواء دفاع جوي في سواحل تعز الغربية هو اللواء ١١٧ دفاع جوي وبذلك كان قادة لوائي ٢٢ حرس و٣٣ مدرع في تعز هما السلطة الحقيقية ومركز القرار بينما السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ ووكلائه ومديري المديريات واجهات صورية فقط لتسيير القضايا الثانوية، وهذا كان ينطبق على كل المحافظات وليس تعز وحدها.
وفي محافظة إب وضع المخلوع اللواء ٥٥ حرس جمهوري والذي يتواجد مقره المركزي في منطقة يريم بمدخل محافظة إب من جهة صنعاء والرابط بين محافظات إب وذمار وعدن بصنعاء العاصمة وهذا اللواء من ألوية الحرس الجمهوري المهمة ونشر قواته في مواقع فرعية على أهم المواقع الجبلية في محافظة المرتبطة أيضا مع الجنوب بحدود جغرافية كما هو حال محافظة تعز حيث ترتبط تعز بمحافظة لحج وإب بمحافظة الضالع الجنوبيتين.
وجوار محافظة إب تقع محافظة ذمار حيث يتواجد في المحافظة اللواء التاسع مشاه ميكا وفي محافظة البيضاء اللواء ٢٦ ميكا وبذلك يكون في مثلث اب ذمار البيضاء لواء مدفعية ولواء ميكا ولواء مشاة وهناك وحدات الأمن المركزي أيضا في المحافظات الثلاث وقوتها كبيرة ومهمة.
وفي محافظة مأرب النفطية وضع المخلوع اللواء ١٤ مدرع واللواء الثاني مشاه جبلي اضافة الى اللواء ١٨٠ دفاع جوي وترتبط مأرب بحدود مع محافظات صنعاء وشبوه والبيضاء والجوف وصعدة وهي البوابة الشرقية لصنعاء المحافظة والعاصمة.
وفي محافظة عمران وتحديدا بين عمران وصعدة وضع المخلوع لواء واحدا فقط هو اللواء ٧٢ مشاة في منطقة حرف سفيان لأن محافظة عمران كان فيها اللواء ٣١٠ والذي يقوده العميد حميد القشيبي الموالي للواء علي محسن الاحمر وعمليا كانت المنطقة العسكرية الشمالية الغربية تحت قيادة اللواء الاحمر ومساحة نفوذه ولم يكن المخلوع يستطع التحرك في هذه المساحة بحرية، وتمتد مناطق نفوذ الاحمر الى الحديدة غربا والتي وضع فيها المخلوع لواء على مدخل العاصمة عند اخر منطقة من الحديدة هو لواء الصاعقة في باجل ولواء اخر عند اول منطقة من الحديدة بعد تعز على الساحل الغربي هو معسكر ابو موسى الاشعري في الخوخة لارتباط المخلوع بعلاقة مهمة مع مافيا التهريب عبر سواحل اليمن ووجود الخوخة بالقرب من المخاء التي صعد منها المخلوع للحكم نهاية السبعينات وكون الخوخة بوابة تعز من جهة الحديدة وتعز اهميتها كبيرة عند المخلوع صالح.
صنعاء.. مركز دولة المخلوع
تقسم صنعاء إداريا إلى "محافظة صنعاء" و"محافظة أمانة العاصمة" والأخيرة هي فعليا العاصمة صنعاء، بينما "محافظة صنعاء" هي ريف صنعاء أو "الحزام القبلي" كما يطلق عليه.
في هذه المساحة التي تعد مركز دولة المخلوع ومشروعه تموضعت قوة عسكرية ضخمة معززة بترسانة صاروخية باليستية وعتاد عسكري حديث وكبير، لذا كان سقوط "فرضة نهم" ضربة صاعقة للمخلوع والانقلابيين معه.
أول ألوية المخلوع في صنعاء كان في مقر اقامته بمجمع دار الرئاسة وهو اللواء الاول حرس خاص ويتبعه اللواء الثاني حرس واللواء الثالث مدرع حرس جمهوري وهذا اللواء كان اكبر واهم الوية الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع ويقوده نجل شقيق صالح العقيد طارق محمد عبدالله صالح ويملك هذا اللواء احدث الاسلحة من دبابات ومدرعات حيث تشير المصادر الى ان اللواء كان يملك ٣٠٠ دبابة بينها ١٠٠ دبابة حديثة نوع بي ٨٢ ويقود كتيبة الدبابات في اللواء نجل المخلوع الرائد خالد علي صالح ويتمركز اللواء في جبل عطان المطل على صنعاء من جهة الغرب وفي ذات موقع لواء الصواريخ الباليستية في عطان.
وهذه الالوية تنتشر في الجزء الغربي من العاصمة بينما في مدخل العاصمة والجزء الجنوبي والشرقي تتواجد القيادة المركزية لقوات الحرس الجمهوري معقل ترسانة المخلوع حيث يوجد اللواء الرابع مدرع واللواء ٦١ مدرع واللوائين في معسكر ٤٨ بالسواد مقر القيادة المركزية بمدخل صنعاء جنوبا.
وفي الجانب الشرقي اللواء واحد مدفعية واللواء ٨٩ مشاة ميكا وهذه الالوية الثمانية تتواجد في مربع جغرافي لا تزيد مساحته عن ١٠ كم والى جانبها يوجد ايضا عدد كبير جدا من ألوية الطيران والصواريخ وألوية القوات الخاصة.
وفي ذات المربع داخل امانة العاصمة يوجد اللواء الثاني طيران واللواء الرابع طيران واللواء السادس طيران واللواء الثامن طيران في قاعدة الديلمي الجوية في الجزء الشمالي من العاصمة اضافة الى اللواء ١٠١ دفاع جوي واللواء ١١٠ دفاع جوي ولواء السبعين دفاع جوي قرب مجمع دار الرئاسة.
وفي الصباحة المطلة على العاصمة ايضا توجد القوات الخاصة التي اهتم بها كثيرا نجل المخلوع صالح العميد احمد علي صالح وأسسها بتعاون اردني وتدريب اردني مصري ومشاركة من فرنسا وبريطانيا ايضا وتضم لواء القوات الخاصة ووحدات مكافحة الارهاب وقد شاركت هذه القوات بفعالية في المواجهات عام ٢٠١١ م بين قوات المخلوع وقوات الثوار والمقاتلين التابعين لمشايخ حاشد ال الاحمر.
وفي قلب العاصمة توجد قيادة ومقر قوات الامن المركزي التي يقودها نجل شقيق صالح وضمنها وحدة مكافحة الارهاب الممولة والمدربة من الجانب الامريكي حيث بلغ برنامج تسليحها نصف مليار دولار حسب اعلان السلطات الامريكية اثناء سقوط صنعاء بأيدي الانقلابيين
وفي محافظة ريف صنعاء نثر المخلوع الحزام العسكري الثاني له بعد الدائرة المغلقة بالمعسكرات والوحدات المختلفة وذلك في كل المداخل المؤدية الى صنعاء وكانت على النحو التالي. اللواء ١٤٠ دفاع جوي في ضلاع همدان غربا واللواء ١٦٠ دفاع جوي في الصمع ارحب شرقا واللواء السابع حرس جمهوري في خولان شرقا واللواء ٦٣ مشاة ميكا منطقة نهم بوابة صنعاء الشرقية واللواء ٨٣ مدفعية واللواء ٦٢ مشاة في ارحب شرقا.
ألوية الصواريخ
أهم وحدات المخلوع صالح كانت ألوية الصواريخ حيث احتكر الترسانة الصاروخية وجعلها تابعة لنجله أحمد ضمن وحدات الحرس الجمهوري، رغم انها كان يفترض ان تتبع القوات الجوية والدفاع الجوي وتتكون مجموعة الصواريخ من ثلاثة ألوية هي اللواء الخامس صواريخ ومقره جبل عطان المطل على صنعاء غربا واللواء السادس صواريخ ومقره ايضا عطان واللواء الثامن صواريخ ومقره نقيل يسلح او معسكر صبره جنوب صنعاء او تحديدا مدخل العاصمة الجنوبي.
وكانت ألوية الصواريخ تضم عددا من صواريخ سكود B الروسية جزء منها نهبه المخلوع من قاعدة العند جنوب اليمن بعد حرب صيف 94م وهو سلاح اليمن الجنوبي الذي كان يحكمه الحزب الاشتراكي الحليف للاتحاد السوفيتي وجزء آخر حصل عليه المخلوع من الاتحاد السوفيتي وبعده روسيا ضمن صفقات تسليح كانت تتم بين اليمن وروسيا، وكان ضمن ترسانة المخلوع الصاروخية ايضا صواريخ توشكا الروسية حصل عليها المخلوع بعد عام ٢٠٠٠م ضمن صفقه مع كوريا الشمالية، هناك ايضا منظومة صواريخ سام ٢ السوفيتية تم تطويرها عبر كوريا الشمالية وتحويلها الى صواريخ ارض جو، وايضا منظومات صواريخ سام ٣ وسام ٧ ومنظومات سام التقليدية، وكان ضمن ترسانة المخلوع الصاروخية صواريخ قصيرة المدى كدسها بشكل كبير واستخدمها في حربه الانقلابية ضد الشرعية وضد الرافضين لهذا الانقلاب المليشاوي.
"ترتيب الأمور" لم ينفع مرحلة بناء المخلوع لترسانته العسكرية وجيشه الخاص كانت على ثلاث مراحل الاولى من مطلع الثمانينات وحتى عام ٩٤م، والمرحلة الثانية من ٩٤م حتى ٢٠٠٢م والمرحلة الثالثة كانت من ٢٠٠٢م الى ٢٠١٢م وهو عام تسليم المخلوع للسلطة والعمل على اتمام مشروعه عبر ايصال نجله احمد الى الرئاسة حال انتهاء فترة الرئيس هادي التي كان مقررا لها ان تنتهي في ٢٠١٤م.
هذه الترسانة والعمل الشاق الذي اجتهد المخلوع لإنجازه لم يكن بدوافع وطنية بل لتأمين مشروعه الخاص لحكم اليمن، وقد افصح في اخر ظهور له قبل ايام عن هذا الامر حين قال حرفيا "علي عبدالله صالح رتب أموره من بدري".
وكان المخلوع يعين قيادات عسكرية موالية له ولنجله احمد في وحدات الحرس الجمهوري بل حتى منتسبي هذه الوحدات كانت عملية اختيارهم تتم على اسس مناطقية وطائفية ايضا، وكان ابناء محافظات الجنوب وتعز والحديدة خارج دائرة التجنيد في هذه الوحدات والتي اقتصرت عملية الانتساب لها على مناطق بعينها اولها محافظة ذمار وصنعاء بعد ذلك عمران وصعدة، بينما حجه والمحويت بدرجة ضئيلة ومحافظة اب من مناطقها الشمالية وهي يريم وكتاب وهي المناطق القبلية الموالية للمخلوع.
وكل ما بناه المخلوع وأسسه تم تدميره خلال فترة وجيزة حيث مشروع ٣٠ عاما احتاج فقط لأقل من عام لنسفه وتفكيك هذه القوة على يد قوات التحالف التي بناها المخلوع لقتل شعبه والدفاع عن مشروعه العائلي الخاص، ولم ينفعه أنه كما قال لليمنيين "رتب أموره من بدري" أمام القوة الضاربة للتحالف.
فأكثر من 200 طائرة وترسانة صاروخية واكثر من 150 ألف جندي واكثر من 600 دبابة ومدرعة ومئات الآليات العسكرية تم شطبها وتفكيك منظوماتها من قبل قوات التحالف المساند للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث دمرت وقطعت خطوط اتصالاتها وأصبحت تعمل دون أي بنية تنظيمية .