بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة قال تعالى( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )إبراهيم،
إن خلق العين من أعظم أسرار قدرة الخالق عز وجل،
والبصر مرآة الجسم، وآلة التمييز،وهو النافذة التي يطل منها على العالم الخارجي،ويكشف بها عن أسرار الأشكال،وبالعين يتفكر الإنسان في نعم الله عليه وفي هذا الجمال الذي أودعه الله في هذا الكون الفسيح قال تعالى(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)آل عمران، نعمة العين،عرفها أناس فجعلوها طريقاً إلى رضوان الله وجنته، فبها ينظرون إلى كلام الله ويقرأون آياته وعظاته، فتطمئن القلوب وتأنس الأرواح(أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )الرعد، وآخرون جعلوا العين تحرس في سبيل الله،فهم رجال أمن يسهرون في حفظ بلاد المسلمين ومقدساته،فلله درهم،ويا فوزهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول(عينانِ لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله،وعين باتت تحرس في سبِيلِ الله)رواه الترمذي،صححه الألباني، وهناك أقوام فازت عيونهم بالبكاء من خشية الرحمن،إن لهم مكاناً تحت ظل عرش الرحمن (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه )رواه البخاري، البكاء من خشية الله منهج الأنبياء والصالحين وزاد المتقين، رسولنا صلى الله عليه وسلم،يقول لابن مسعود(اقرأ علي القرآن،فيقول ابن مسعود،أقرأ عليك وعليك أنزل،فيقول صلى الله عليه وسلم،إني أحب أن أسمعه من غيري،فيقرأ آيات من سورة النساء،ثم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم،حسبك،قال ابن مسعود،فالتفت فإذا عيناه تذرفان بالدموع )رواه البخاري، وهذا أبو بكر الصديق،رجل رقيق تفيض عينيه حينما يبدأ في الصلاة، وهذا عمر تحت عينيه خطان أسودان من كثرة البكاء، وهكذا كان الصالحون،
فيا فوز من كانت عينه تفيض بالدمع من خشية الرحمن(عينان لاتمسهما النار يوم القيامة،ين بكت من خشية الله)رواه الترمذي،صححه الألباني،
أن من حسنات العين، النظر في مخلوقات الله والتفكر فيها، هذه السماوات بلا عمد فسبحان من أبدع صنعها، انظر لتلك البحار التي تموج من الذي سواها،وتفكر في الجبال من الذي أرساها، انظر في تلك الفواكه بين يديك من الذي خلقها ونوع طعمها ولونها، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد، (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ )لقمان، بل انظر لنفسك( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )الذاريات، تذكّر فضل الصبر على ذلك، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم( يقول الله تعالى،من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثواباً دون الجنة )صحيح الجامع،
أن العين لها سيئات،ومن أعظم سيئات العين،النظر بها للصور المحرمة،ونحن في زمن امتلأ بصور النساء في كل مشهد من حياتنا،في البيت يشاهد البعض القنوات المحرمة المليئة بصور النساء المتبرجات، في السوق قد نشاهد بعض النساء، وحينما نقرأ القرآن نجد(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ )النور، وكان من وصاياه صلى الله عليه وسلم،لعلي رضي الله عنه( يا علي لا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولى، وليست لك الثانية ) صحيح الجامع، ولقد بيَّن صلى الله عليه وسلم،أن الجوارح تمارس(الزنا )فقال (فالعينان زناهما النظر)رواه مسلم،وهذا دليل على أن العين بوابة للشهوات إذا أهملنا رعايتها، ولما سُئل صلى الله عليه وسلم،عن نظر الفجأة،قال(اصرف بصرك )رواه مسلم، اتق الله واحفظ بصرك وراقب الذي يراك الذي( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )غافر، يا من يغلق الباب ليشاهد ماحرم الله تذكر أن الله معك بعلمه وبصره وسمعه(وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ )الحديد، تأكد أن نظراتك المحرمة سبب لظلام قلبك وشقاء روحك،جاهد نفسك على حفظ البصر، لتحفظ دينك وترضي ربك، وتزكي نفسك، وتذكر أن من غض بصره عن الآثام فقد غلب هواه ونفسه الأمارة بالسوء وهو الفائز غداً بجنة الله،قال تعالى(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى )،(فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )النازعات،
،[/b][b]( ،
صدق الله تعالى(ألَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ )البلد،
ولك أن تتخيل نفسك وأنت فاقد للبصر,كيف ستكون حياتك لمدة ساعة واحدة،فكيف لو كانت سنين عديدة،
ولعل الواحد منا ينسى هذه النعمة وشكرها،فإذا به يستخدمها في معصية الله تعالى ,فعجباً له , وأين شكر النعم، ومما تُذكر به من أهمل بصره في النظر أنه (كما تدين تدان)فاحذر من أن يعاقبك الله في عرضك، فتكون نساؤك عُرضةً لمن ينظر إليهن،
واعلم أن الملائكة تكتب عليك هذه النظرات( وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ،كِرَامًا كَاتِبِينَ،يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ )الانفطار،
اللهم إنا نسألك رضوانك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار، اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا، اللهم اجعل عيوننا طريقاً لنا إلى رضوانك،واجعلنا ممن يتمتع بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات الخلود،