أدعياء السلفية * :
حزب تشكّل خلال الفترة 1412هـ -1417هـ ، في المدينة المنورة، على يد عضو جماعة الإخوان المسلمين "ربيع مدخلي" بُعيد انشقاقه عنها، وعاونه في ذلك عددٌ من منتسبيّ الجامعة الإسلامية.
كان لقضية "مذكرة النصيحة" أبلغ الأثر في نقمته على عدد من العلماء والدعاة، ويبدو أنها كانت الدافع الأقوى لتشكيل هذا الحزب.
تعرّض الحزب لعدة انشقاقات، أبرزها: إنشقاق فالح الحربي ومحمود الحداد.
أشهر أعيان الحزب في السعودية الآن هم: ربيع مدخلي، محمد هادي مدخلي، عبيد الجابري، فواز مدخلي، محمد ربيع مدخلي، عبدالعزيز الريس، بندر المحياني، ماهر القحطاني، حمد العتيق.
كثيراً ما يتعلّق أعيان الحزب بألقاب التفخيم،(صاحب الفضيلة) و (العلّامة) وما يماثلها.
لا يكاد يخلو حديثهم من الطعن في العلماء والدعاة تصريحاً وتلميحاً.
يتملّقون الحكّام والأمراء، ويدّعون أن حزبهم هو الوحيد الذي يسمع ويطيع ، ويحرّضون على العلماء والدعاة ويتّهمونهم بأنهم خوارج.
يحرصون -بشكل مبالغ- على التسمّي والتلقّب بـ(السلفيّة).
يَدّعون محاربة الحزبية، وهم في حقيقتهم غارقون فيها، ولا عجب في ذلك، فزعيمهم "ربيع مدخلي" شبَّ وشابَ عضواً حزبياً.
يفسّرون حديث "لزوم جماعة المسلمين" بأن حزبهم هو جماعة المسلمين الواجب ملازمتها اليوم، وبأن مَن سواهم من الجماعات والدعاة والعلماء وغيرهم هم "دعاة على أبواب جهنم" .
يَعتدّون بآرائهم وتأويلاتهم، ويُلزمون الناس بتبديع مَن بدّعوه، والتحذير منه ونشر عيوبه.
يستنكرون أو يقللون من شأن الدعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية في الدولة والمجتمع، أو ما يسمى بالحاكمية، ويتهمون من يدعو إليها -سواء كان فرداً أو جماعة- بأنه خارجي تكفيري مبتدع.
يُلاحظ في الأتباع غرور التديّن والإستعلاء، والجنوح للطعن والتبديع والتجريح على أدنى الأسباب، تقليداً للأعيان.
يعقدون الولاء والبراء على موالاة ومحبة أعيان الحزب، والبراءة والعداوة مِن دولة أو جماعة أو شخص طعنوا فيه.
يبالغون في التهويل والتحذير والتشنيع على جماعة الإخوان المسلمين، وكأن لربيع مدخلي ثأرٌ مع حزبه السابق.
مهووسون بالجرح والتعديل، وقد أوقعهم ذلك في مشاكل كبيرة بينهم ومع الآخرين.
يستخدمون التبديع والتضليل كسلاح لإرهاب الخصوم، وتفريق الكلمة والرأي، والطعن فيمَن لا يوافقهم من العلماء والدعاة.
يزعمون بأن مساجدنا ومدارسنا وإعلامنا الديني هو "إخواني، قطبي، سروري، تكفيري، مبتدع، صوفي" وليس إسلاميّاً سلفيّاً.
يستحلّون الغيبة والبهتان في خصومهم، ويمتحنون الناس بالأشخاص والطوائف.
يُعرفون بالفجور في الخصومة، وعدم التورّع عن السب والشتم واللمز في سبيل نصرة الحزب، ويعتبرونها من الشدّة في الحق.
أساليبهم في الطعن والتجريح والتحريض تجاه مَن يريدون إسقاطه من الدعاة والعلماء وغيرهم، لا تخرج عن الآتي:
الإتيان بالمتشابه من كلام الشخص المُراد إسقاطه، وتأويله وتحميله أسوأ الأحمال، ثم نشره بين الناس بعناوين توافق ذلك التأويل السيء.
الإتيان بقولٍ قديم خاطئ للشخص المُراد إسقاطه، ونشره بين الناس، وإخفاء أو التغافل عن قول جديد ناسخ للقديم.
الإتيان بقولٍ كان قد قيل في ظرفٍ زمني أو مكاني خاص، والقيام بالترويج له في ظرف زمني ومكاني لم يكن هو المستهدف بالكلام، ليُفهم منه غير الذي قصد.
أن يكون الشخص المُراد إسقاطه قد أخطأ فعلاً، وجَلّ مَن لا يخطئ، لكنّهم يبنون على هذا الخطأ تشهير وطعن وتنقيص وتشنيع شديد.
وكما أنهم يعملون على إسقاط الدعاة والعلماء، فهم أيضاً يعملون على كسب الأتباع.
فمن طرقهم لكسب الأتباع، الاستدلال بكلام أعيان الحزب -في بعض المسائل الفقهية- جنباً إلى جنب مع كلام علماء السلفية الكبار، كإبن باز وابن عثيمين والألباني، للإيهام بأنهم سواء.
ومن طرقهم لكسب الأتباع، إيهام العامة بأن هناك مَن يُمثّلهم ويوافقهم في هيئة كبار العلماء، خاصة الشيخ صالح الفوزان.
سَبَق أن لمزوا الشيخ الفوزان بأنه "مبتدع ويريد الفتن" لتزكيته كتاب الشيخ العبّاد (رفقا أهل السنة) لأنه خالف فتوى أحمد النجمي بتحريم الكتاب.
وَصَفَ الشيخ صالح الفوزان طعنهم وتحذيرهم من الدعاة والعلماء بمنهج الإفساد والتحريش والفتنة.
يتّبعون طريقة "الحديث الضعيف" مع هيئة كبار العلماء، فيُستأنس بها فيما يوافق كلام أعيانهم فإن خالفت فلا يؤخذ بها أبداً.
لأعيانهم طعونات وتجريحات كثيرة في عددٍ من كبار العلماء والدعاة في المملكة وخارجها.
أغلب العلماء والدعاة المشهورين في السعودية لهم نصيب من الطعن والتجريح والتنقيص الذي يروّجه هذا الحزب.
أيضاً، لم يسلم بعض كبار رموز السلفية في الخارج من طعونات وتجريحات هذا الحزب، كالشيخ عدنان العرعور والشيخ عثمان الخميس والشيخ أبي إسحاق الحويني والشيخ أبي الحسن المأربي، وغيرهم.
يتوزّع الأعيان كنوّاب للحزب في أغلب مناطق المملكة .
تعتبر منطقتيّ جازان وحائل أقوى مناطقهم نفوذاً.
يتّهمون الآخرين بالسعي لاختراق مؤسسات الدولة، والحقيقة أنهم هم الأقلية المندسّة التي تسعى بشكل حثيث للاختراق، تارةً بالتزلّف المبالغ للحكام لنيل المناصب، وتارةً بالطعن والتشكيك فيمَن لا يُسايرهم من الوزراء والمسؤولين.
يستغلّون غفلة المجتمع عنهم، وأن الدولة لا تَحذرُهم كحَذرِها من الخوارج والروافض، لكونهم سُنّة ويُظهرون الولاء.
في عام 1427هـ أوصى مركز محاربة الإرهاب الأميركي CTC بوجوب قيام الحكومة الأميركية بدعم هذا الحزب بشكل سريّ.
وعلى إثر تلك التوصية، قامت قنوات وكُتّاب محسوبون على الليبرالية والعلمانية بالترويج لأعيان الحزب، واستخدامهم كأداة للطعن في الدعاة والعلماء.
في المقابل قام أعيان وأتباع الحزب بغضّ الطرف، وتمرير عدد من مشاريع التغريب العلمانية دون انتقاد أو تعليق.
بل إنهم كانوا يسعون لإسكات بعض المنتقدين، كما فعلوا مع الشيخ عبدالمحسن العبّاد، والشيخ سعد الشثري، حين انتقدا مظاهر التغريب العلمانية.
لأتباعهم تواجد في عدد من الدول، وبخاصة في الكويت واليمن ومصر وليبيا والجزائر.
تم الترويج للحزب في الكويت من بوابة السلفية الحزبية، وأيضاً استغلوا نقمة العامة على جماعة الإخوان، بسبب مواقف لبعض رموزها فُسّرت بأنها تأييدٌ لصدام حسين إبّان الغزو العراقي.
أغلب الأتباع في خارج السعودية كانوا في الأصل طلاباً في الجامعة الإسلامية، وتأثروا بمحمد هادي مدخلي، وقبله بربيع مدخلي خلال فترة تدريسه بالجامعة.
يستخدم الإعلام الرافضي الصفوي كلام بعض أعيان وأتباع هذا الحزب للطعن في العلماء والدعاة الذين يتصدّون للتشيّع الصفوي.
أهم مخرجات ونشاطات هذا الحزب: إشعال فتنة تصنيف وتقسيم السلفيين في السعودية، التحريش بين العلماء والدعاة والأمراء، زرع الأحقاد والضغائن، تنفير الناس عن العلماء والدعاة، تشتيت وتفريق الصف السُّني في الداخل والخارج، السعي لتحجيم الدور القيادي للسعودية الحاضن والداعم لفرق وجماعات وطوائف أهل السنة والجماعة في العالم، التمكين للمشروع التغريبي العلماني، وأخيراً، تأليبهم الحكّام على عامة الناس.
في عام 1436هـ أصدرت اللجنة الدائمة بياناً بشأن ما أثاره هذا الحزب من فتنة واستحلال للغيبة والنميمة بحق الدعاة والعلماء.
في عهد الملك سلمان خسروا الكثير من مكتسباتهم خلال الفترة الماضية، وأصبحت الدولة والمجتمع أكثر وعياً تجاههم.
كان للمشايخ ابن باز وابن عثيمين وبكر أبو زيد وابن جبرين -رحمهم الله- جهودٌ في التحذير منهم ومن منهجهم.
*يعرفون بـ"الجامية" نسبة للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله، إثيوبي الأصل، كان مدرساً في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي، توفي عام 1416هـ ، وهو بريء من حزب أدعياء السلفية ومما أحدثوا وابتدعوا. كان مخلصاً ومجتهداً -ربما بشكل مبالغ في بعض الأحيان- في محاربة الحزبية، مما جعل بعض الحزبيين يعادونه.
في تلك الفترة ربيع مدخلي لم يكن معروفاً إلا بانشقاقه عن حزب الإخوان المسلمين، وقد تمكن ربيع -بفضل حسن ظن الشيخ الجامي فيه- من تمرير بعض أطروحاته على الشيخ الجامي تحت غطاء محاربة الحزبية، كادعائه بأن المجتمع السعودي السلفي تنخر فيه الحزبية والبدع.
هذه التسمية في الأصل ابتدعها الحزبيون، لكنها أخذت منحى آخر قُبيل وفاة الشيخ الجامي، فربيع مدخلي وأتباعه لبّسوا وادّعوا أنهم على طريقة الشيخ الجامي (كما يفعلون هذه الأيام مع الشيخ صالح الفوزان)، وأخذوا في توزيع تُهم التصنيف والحزبية والتآمر والابتداع بين الناس، فأعتقد الناس أن منهج حزب ربيع مدخلي هو نفس منهج الشيخ الجامي، ومما رسّخَ هذا الاعتقاد أن ربيعاً كان يستند على تزكيات ظفر بها من الشيخ الجامي، فصار الناس يطلقون عليهم تسمية "الجامية".
*يسميهم البعض -من باب التلطّف- بـ"السلفية العلمية" أي: السلفية المقتصرة على طلب العلم فقط. فهم يقدمون أنفسهم كمعطّلين لجهاد الدفع والطلب، ومتغافلين أو مسوّغين للتجاوزات الدينية للنُظُم الحاكمة في البلدان الإسلامية، ويعرضون أنفسهم كبديل "سَلَفي" مسالم عما يسمى بـ"السلفية الجهادية" وعلى هذا الأساس صدرت التوصية الأميركية بتمويلهم خلال حربها في أفغانستان والعراق.
في صفحة 23 التحذير من بدعة امتحان الناس بالأشخاص ،
في صفحة 25 التحذير من فتنة التجريح والتبديع ،
في صفحة 26 و 29 ذكر الشيخ العبّاد أن مَن أوقد تلك الفتنة ثلاثة من طلابه وآخر في أقصى جنوب البلاد وهم:
فالح الحربي (التلميذ الجارح، تخرج من الجامعة الإسلامية عام 1395 - 1396هـ) .
ربيع مدخلي (يسكن مكة، تخرج من الجامعة الإسلامية عام 1384 - 1385هـ).
عبيد الجابري ( يسكن المدينة، تخرج من الجامعة الإسلامية عام 1391 - 1392هـ).
أحمد النجمي (في أقصى جنوب البلاد = جازان) توفي عام 1429هـ.
.
- بعض فتاوى الشيخ عبدالمحسن العبّاد البدر في ربيع مدخلي: