مفكرة الإسلام : نشرت صحيفة لاكرو الفرنسية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، مقالاً للباحث السياسي تورنيك جوردادز، كشف من خلاله أن روسيا شددت من لهجتها تجاه تركيا لأنها وجدت نفسها مرغمة على اتخاذ رد الفعل هذا.
وأشار إلى أن نقاط القوة لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعطيه أفضلية على نظيره الروسي، مؤكدا على أن الأخير ليس ندا لأردوغان ولن يصمد طويلا أمامه.
وقا جوردادز فإن نظام بوتين تلقى صفعة قوية من إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية، لأنه أوهم شعبه بأن روسيا باتت إحدى القوى العسكرية العالمية القادرة عن التدخل في أي مكان في العالم شأنها فى ذلك شأن الولايات المتحدة مستغلاً ضعف الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما وذلك لدفع هذا الشعب للتغاضى عن الأزمات الداخلية التى تواجهها البلاد.
وأضاف الباحث أن الرئيس الروسي بعد تعرضه لنكسة حقيقية عقب إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، لم يكن بوسعه أن يظل صامتاً واختار طريق العقوبات الاقتصادية لكن هذا النهج الذي يسير عليه لن يستمر طويلاً لأن بلاده تعاني بالفعل من العقوبات الأوروبية المفروضة عليها ناهيك عن أن حجم التجارة بين البلدين يعد كبيرا ويتشكل من الواردات التركية من الغاز الطبيعي الروسى والواردات الروسية من المنتجات الأولية التركية والمنتجات الأخرى نهائية الصنع.
ونوه جورداز إلى أن تركيا يمكنها الاستغناء عن الغاز الطبيعي الروسي لأنها محاطة بعدد من الدول التي يمكنها إمدادها بالغاز في الوقت الذي تحتاج فيه موسكو إلي ايجاد مشترين لغازها في ظل رغبة أوروبا في تقليل اعتمادها على روسيا في مسألة الغاز.
واختتم تورنيك جوردادز مقاله بالقول بأن أردوغان وبوتين في الأساس هما زعيمان متشابهان في الكثير من النقاط و هذا ما يوضح أن الصراع قد يتصاعد بينهما لأن بوتين وجد نفسه لأول مرة أمام زعيم يجيد التعامل معه بنفس طريقته لكن على الرئيس الروسي أن يتذكر دائماً أن تركيا هي عضو في الناتو فضلا عن أن الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عن الأتراك.