أفاد مصدر رفيع في الحكومة اليمنية، اليوم الاثنين ، عن تواصل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للأتفاق علي تنفيذ هجمات ضد مصالح حيوية لدول الجوار الداعمة لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلي رأسها المملكة العربية السعودية، ثم الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت .
وأكد المصدر الحكومي لصحيفة (تعز المقاومة)، صحيفة محلية تابعة للمقاومة الشعبية في تعز، تمكن الاستخبارات اليمنية من رصد أربع مراسلات للمخلوع صالح مع تنظيم داعش، واحدة منها مع زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، وثلاث مع قيادي غامض بسوريا.
وأشار المصدر إلى أن المراسلات تركزت على كيفية التنسيق لاستهداف مصالح حيوية، في السعودية والإمارات والكويت، والقيام بعمليات انتحارية تستهدف شخصيات سياسية وأمنية في هذه الدول .
وأضاف المصدر "صالح أبلغ البغدادي استعداده لإقناع فصائل في تنظيم أنصار الشريعة الموالي للقاعدة في اليمن، من أجل مبايعة ما أسماها "الدولة الإسلامية" ، كاشفا عن تنسيق "دائم" له مع فصائل رئيسية في تنظيم أنصار الشريعة .
ووفقا للمصدر فقد أبدى صالح عبر مراسلة مع قيادي غامض في تنظيم "داعش" بسوريا، تذمره من أداء فصائل تنظيم القاعدة، قائلا أن نجاحها "يقتصر على العمليات داخل اليمن، وأنها فشلت في تنفيذ ثلاث عمليات متتابعة في أماكن مختلفة داخل المملكة العربية السعودية خلال نصف عام"، مبديا استعداده للتنسيق مع "داعش" وتمويل كافة العمليات التي سيجري التنسيق بشأنها مع التنظيم .
وأضاف المصدر أن هذا القيادي أبدى تفاعلا ملحوظا مع عرض صالح، إلا انه شدد أكثر من مرة على ضرورة العمل من اجل إقناع فصائل أنصار الشريعة بمبايعة "الدولة الإسلامية"، معتبرا ذلك "أولوية قصوى لدى التنظيم" في المرحلة الراهنة.
ورفض المصدر الكشف عن تفاصيل أخرى حول هذه المراسلات، مؤكدا على "أنهم بصدد اطلاع الأشقاء في الخليج عن كافة التفاصيل حول هذه المراسلات"، معتبرا أنها تدخل في نطاق الأسرار الأمنية التي لا ينبغي كشفها للرأي العام".
ويذكر أن قناة الجزيرة، نشرت في وقت سابق اعترافات ناشط سابق في تنظيم القاعدة، تحول لاحقاً إلى مُخبر لحساب الحكومة اليمنية، يَكشف فيها ما يقول إنها خفايا علاقة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بالقاعدة.
وزعم هاني مجاهد، في تصريحاته، أن صالح كان يدعم فرع القاعدة في اليمن ويوجهه، وأنه كان يمارس ما سمّاه "لعبة مزدوجة"، كاشفا أن ابن أخ الرئيس اليمني المخلوع، العقيد عمار محمد عبد الله صالح هو المسؤول الأمني الذي كان وراء تشغيله مخبرا، وأنه قام بترتيبات لضمان وصول مواد متفجرة إلى القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي.
وكان نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء، خالد بحاح، قال أن جنون الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، كان سبباً لما يعانيه اليمن، مؤكداً أن صالح هو أحد صناع تنظيم القاعدة، في البلاد.
ومنذ الأشهر الأولى لحكم هادي، عقب تنحي صالح الإجباري عن السلطة، تصاعد نشاط تنظيم القاعدة في مناطق مختلفة من اليمن، حيث سيطر التنظيم على مدينة زنجبار في محافظة أبين فضلاً عن بلدات أخرى. كما استولى على مدينة رداع في محافظة البيضاء وسط اليمن.
وكانت أصابع الاتهام في ما يتعلق بسقوط المدن بيد "القاعدة" تشير يومها إلى صالح وإلى تواطؤ الجيش الذي كانت وحدات منه لا تزال خاضعة لسيطرة المقربين من صالح، مثل الحرس الجمهوري بقيادة نجله العميد أحمد علي صالح.
وقالت مصادر حكومية، في حينه، إن بعض القيادات العسكرية سمحت لتنظيم القاعدة بالاستيلاء على مستودعات مهمة من الأسلحة في الجنوب. كما اتُهمت بأنها غضت النظر عن قيام التنظيم بالسطو على عربات محملة بالأموال بهدف الحصول على تمويل له.
وأخيراً وعقب تحرير مدن الجنوب، خاصة عدن، من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، بدعم من قوات التحالف العربي، بدأت وسائل إعلام تابعة لصالح بالحديث عن سيطرة تنظيم القاعدة على المدن المحررة، في إشارة توحي بأن توجيهات صالح ستصدر قريبا للتنظيم بالسيطرة على تلك المدن.
ويحذر سياسيون يمنيون من إمكانية توظيف المخلوع صالح، لخلاياه النائمة في الجنوب، وكذا تنظيم القاعدة، الذي كان ولا يزال ورقة مناروة دائمة لصالح، لزعزعت الأمن ونشر الفوضى، كخطوة انتقامية من هذه المحافظات التي تسيطر عليها قوات الشرعية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
يقول الصحفي والناشط السياسي اليمني، بشير المصباحي، معقبا على كشف مراسلات سرية للمخلوع صالح، مع تنظيم (داعش) أن صالح رجل عصابات، وبإمكانه أن يتحالف حتى مع الشيطان، إذا كان ذلك سيساعده ذلك على البقاء".
وأضاف المصباحي، في تصريح لـ"الإسلام اليوم"، أن" صالح ابتدئ حياته كرجل عصابات، وحكم اليمن بنظام العصابات وبإمكانه أن يتحالف مع الشيطان إذا كان سيساعده ذلك على البقاء , و لم يعد الأمر خافيا أو مجرد تكهنات، فقد سبق للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة
التأكيد على صلة الرجل بتنظيم القاعدة، في تقاريرها المقدمة لمجلس الأمن الدولي خلال العام 2014م.
وتابع "الأنظمة المستبدة التي أسقطتها ثورات الربيع العربي، أو في طريق السقوط، تستخدم داعش وأخواتها بتفرعاتها المحلية لابتزاز الدول الغربية، وخلق فرص جديدة لاستمرارها، مستغلة حالة الإرباك التي تشهدها المنطقة وشبكة النفوذ والمصالح التي تديرها".