قلل تقرير اقتصادي دولي أمس من شأن الدعوات إلى خفض قيمة العملة السعودية الريال مقابل الدولار وذلك على خلفية تراجع أسعار النفط، وقالت وكالة رويترز نقلا عن خبراء سعوديين وخليجيين إن المملكة تملك الأدوات الكفيلة بحمايتها في ظل العجز بميزان المعاملات الجارية والميزانية من جراء انخفاض أسعار النفط. ورجح الخبراء إن تعلن المملكة تفاصيل خطة استراتيجية للتأقلم مع حقبة النفط الرخيص خلال الشهر القادم عندما تعرض وزارة المالية خطة ميزانية 2016، وأضافوا أن احتمال خفض العملة مازال بعيدا. وقالت مونيكا مالك كبيرة الاقتصاديين ببنك أبوظبي التجاري أنه مع قيام الحكومة بخفض الإنفاق واتخاذ إجراءات أخرى لاحتواء العجز فسيخفف ذلك بواعث القلق. وتستورد المملكة جزءا كبيرا من حاجاتها من الغذاء والسلع الاستهلاكية والآلات وتكفي احتياطيات الدولة لدعم العملة لسنوات، فيما تمتلك البنوك سيولة وفيرة تزيد على 1.6 ترليون ريال ودائع. ونقلت الوكالة عن مسؤول تنفيذي بشركة مالية سعودية إن من المتوقع أن تنشر الحكومة بعد إعلان الميزانية في الشهر القادم خطة للتنمية الاقتصادية على مدى عدة سنوات تأخذ في الحسبان سياق سعر النفط المنخفض. وقال: «سيجيب هذا على العديد من تساؤلات الناس وسيظهر أن الحديث عن خفض قيمة العملة مبالغ فيه»، وتتمتع المملكة باحتياطي مالي نقدي يصل إلى 564 مليار دولار، كما أنها تعد الأقل ديونا على مستوى مجموعة العشرين بمعدل 44 مليار ريال، وهو الأمر الذي يقلل من الضغوط على الاحتياطي.