ألغت السلطات التركية "مهرجان الراكي" لشرب الكحول، الذي يقام كل عام في ديسمبر/كانون الأول بمدينة أضنة (جنوبي البلاد)، في محاولة لمنع تناول الخمور والترويج لها في بلد مسلم، فيما اعتبر المتمسكون بعلمانية تركيا القرار بأنه "تعدٍّ على الحريات الفردية".
مصطفى بويوك، حاكم مدينة أضنة الشهيرة بأطباق الكباب، قال: "لا نريد أن يشرب الناس الخمر ولا يمكن أن نسمح بالترويج لها"، على ما نقلت الصحف التركية، الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
ولم يحدد الحاكم سبباً لهذا المنع، لكن جمعيات إسلامية طالبت مؤخراً بإلغاء المهرجان الذي اعتبرته "مسيئاً" في بلد مسلم مثل تركيا.
وندد رئيس بلدية المدينة القومي حسين سوزلو بقرار المنع، ووصفه بأنه "تعدٍّ على الحريات الفردية".
و"الراكيو" مشروب شبيه بمشروب العرق الذي يصنع من العنب واليانسون، وتنظم جمعيات محلية منذ سنوات "مهرجان الراكي" الذي يجتذب أعداداً كبيرة من السياح، وحضره 20 ألف شخص في عام 2014.
حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم منذ 13 عاماً، ضاعف الضرائب على التبغ والكحول، فيما يتهمه معارضوه بالعمل على "أسلمة" الجمهورية التركية العلمانية التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك في 1923.
وقبل عامين أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجدل عندما اعتبر أن المشروب الوطني التركي هو شراب العيران، المصنوع من اللبن الرائب، وليس الراكي أو البيرة المحلية.
ووقع حتى صباح الخميس أكثر من 4600 شخص على عريضة على الإنترنت للمطالبة بإعادة تنظيم مهرجان الراكي في أضنة.
وأكد الصحفي المعروف دنيز زيرك في مقابلة مع قناة سي إن إن-تورك "إذا منعتم الناس من الاحتفال فأنتم تتدخلون في خصوصياتهم، هذا هو الأمر بكل بساطة".