أنماط الاستهلاك في البلدان العربية: استعداد لأسعار أعلى بهدف حماية البيئة
أكد الجمهور العربي استعداده لدفع أسعار أعلى في مقابل الحصول على الخدمات وإدخال تغييرات في أنماط الاستهلاك، إذا كان ذلك سيساعد في الحفاظ على الموارد وحماية البيئة. لكن «لا يكفي حسن نيات الجمهور وأمنياته»، وفق تقرير وردت فيه نتائج استطلاع للرأي العام العربي، أعدّه «المنتدى العربي للبيئة والتنمية» (أفد) في 22 بلداً عربياً، لأن «تحويل التغيير إلى أفعال يتطلب من الحكومات تهيئة الظروف الممكِّنة الملائمة». لذا رأى التقرير الذي سيُعلن في المؤتمر السنوي الثامن للمنتدى المقرر افتتاحه في بيروت في 16 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وشاركت «الحياة» في تعميم الاستطلاع الذي نُفّذ عبر الإنترنت على مدى ستة أشهر، أن «لا مفرّ من الأنظمة والحوافز لتحويل النيات إلى أفعال». وأشار التقرير عن نتائج الاستطلاع في المملكة العربية السعودية، إلى «استعداد 65 في المئة من السعوديين دفع سعر أعلى في مقابل الحصول على المياه والكهرباء والوقود، و71 في المئة منهم لتغيير عاداتهم الغذائية». وفي مجال «الاستهلاك المستدام»، أفاد 72 في المئة من 31 ألف مواطن شاركوا في الاستطلاع بأن «حالة البيئة في بلدانهم ازدادت سوءاً خلال السنين العشر الماضية». ورصدت النتائج «تسجيل أكبر هبوط في الثقة في البلدان التي شهدت حروباً ونزاعات». ورأى 82 في المئة من المشاركين في المسح في أنحاء المنطقة العربية أن «الحكومات لم تفعل ما يكفي للتصدي للتحديات البيئية. وكانت هذه النسبة أقل في السعودية مسجلة 73 في المئة»، وتجاوزت 90 في المئة في لبنان وفلسطين والسودان، حيث أبدت غالبية المواطنين فيها «استياء». وبيّنت نتائج الاستطلاع «تصدّر إدارة النفايات الصلبة وازدحام حركة السير وعدم كفاءة استعمال المياه والطاقة، التحديات البيئية. تلاها التلوث الصناعي ونوعية الهواء والتخلص من مياه الصرف وسلامة الغذاء». وكان «لافتاً انتقال ازدحام حركة السير من الترتيب 11 إلى المركز الثاني، ما يعكس تفاقم خطورة اكتظاظ الطرق وبؤس نظم النقل العام في المنطقة العربية، وجاءت نتائج السعودية مشابهة للمعدلات الإقليمية». وعن أنماط الاستهلاك، أبرزت النتائج «مستويات مقبولة من الوعي الجماهيري على المستوى الإقليمي لأمور بيئية تتعلق بأنماط الاستهلاك». إذ يدرك 72 في المئة أن المنطقة «هي الأفقر بالموارد المائية في العالم»، كما يعلم 77 في المئة أن «مستوى استهلاك المياه والطاقة في بعض البلدان العربية من بين الأعلى». وعزا 46 في المئة من المستَطلعين السبب في ازدياد الاستهلاك على المستوى المنزلي إلى «قلة الوعي»، و6 في المئة إلى «دعم الأسعار». وكانت النسبة الأعلى مقارنة بالمعدل الإقليمي من عُمان والإمارات والكويت (46 و19 و18 في المئة على التوالي). وفي قطاع الغذاء، يدرك 89 في المئة أن البلدان العربية «تستورد نصف المنتجات الغذائية الأساسية التي تستهلكها، وفضَّل 88 في المئة الغذاء المنتج محلياً على الغذاء المستورد (82 في المئة في السعودية)». وأظهرت وتيرة استهلاك المأكولات السريعة «أنماطاً معتدلة، إذ يشتريها 61 في المئة مرة إلى خمس مرات في الشهر، و21 في المئة لا يتناولونها. واقتصرت نسبة الذين يشترون مأكولات سريعة أكثر من 6 مرات في الشهر على 18 في المئة». وشكلت كلفة الغذاء الجزء الأكبر من دخل الأسرة مقارنة بالمياه والطاقة، «إذ تجاوزت 10 في المئة لدى 62 في المئة من المجيبين. فيما أنفق 4 في المئة فقط أكثر من 10 في المئة من دخل الأسرة على المياه والكهرباء».