أسألك سؤالا ً : هل تحدثت مع أحد ٍ وسألته عن هذه الدنيا وأيامها ولم
تحصل إلا ٍٍعلى نفس الجواب ؟
الجميع يقولون لك الدنيا مثل المنام ............ الأيام تمضي ولا نشعر
بها ........ يمضي اليوم .........يمضي الأسبوع .......... يمضي الشهر....
تمضي السنة ولا نشعر بهذه الأيام ...... فالسنة كأنها أيام .
وهكذا العمر يمضي دون أن نشعر .
نستيقظ صباحا ً ، نستقبل النهار لندور في دوامة برنامجنا اليومي ، الذي
يتكرر دوما ً ، وكأننا مسخرون لهذا البرنامج ، وكأننا عبيد لهذا البرنامج ،
نطبق واردنا اليومي من الأعمال دون كلل أو ملل ، ولا نشعر بأننا نكرر
ذات أعمالنا وأهدافنا ، وكأننا آلة تطبق ما يطلب منها ولا نشعر ......
يمضي النهار بلمحة بصر لنستقبل الليل وهكذا ...... وهكذا نكرر ذاتنا .
فمنا من تأخذه الدنيا ، فهو عبد لها ، أهدافه هي للدنيا فقط ، يعمل ويكد
وتأخذه متاهاتها .... بهمومها وسرورها وأحوالها المتقلبة .........
يغوص فيها ويغوص ، تمضي عليه أيام سرور وأيام تعب ، أيام راحة
وأيام شقاء ، ولكن تفكيره وهمومه منحصرة في أحواله الحالية دون أن
يدري بأن أيامه وعمره يغربل من بين يديه وتفكيره في الدنيا فقط ........
اليوم عملت كذا ........ وغدا ً عندي المشروع الفلاني ....... سوف أكمل
دراستي وأكون من المتفوقين ........سوف أسافر لأحصل على المتعة ......
سوف أسافر لأعمل .......... سوف ........ سوف ..................
وماذا بعد ذلك ؟ ....... ............
مر بنا العمر وغربل ونحن نقول اليوم وغدا ً ......
ولكن هل هذه هي حياتنا الحقيقية ؟
هل هذه هي أهدافنا الحقيقية ؟ نعيش في الدنيا من أجل الدنيا فقط ؟
ماهو هدفنا الرئيسي الذي نحن وجدنا من أجله ؟..........
أن نعيش نعم ...... أن نعمل نعم ........ أن نتعب نعم ....... ولكن في سبيل
من ؟.......... طبعا ً ليس من أجل الدنيا وسعادتنا فيها فقط .........
هدفنا الحقيقي الذي وجدنا من أجله ، والذي الله سبحانه وتعالى خلقنا من أجله ،
أن نعمل وأن نكد وأن نتعب في سبيل الخير والمعرفة والعلم والبناء .......
وكله في سبيل الله تعالى ، نوجهه لعبادة الله تعالى ، لأننا خلقنا من أجل أن نعبد
خالقنا ...... .........
نعبده بأن نطيعه بكل ماأمرنا به .......... نعبده بأن نطبق كل ما أمرنا به في
كتابه الكريم ، وفي سنة نبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ........
نعبده في أعمالنا ...... في تصرفاتنا ...... في علمنا ......في جميع دروب حياتنا .
نطبق أوامره ، ونبتعد عن نواهيه ........ غايتنا كلها موجهة في سبيله .......
فالذي يدرس يقول أدرس لأن الله تعالى أمرني بالعلم .
والذي يعمل من أجل أسرته يقول أعمل لأن الله تعالى أمرني بالعمل من أجل
أن أعيل أسرتي .
والذي يهتم بأولاده ويوجههم الوجهة الصحيحة يقول أفعل ذلك لأن الله تعالى
أمرني بأن أربي أولادي تربية صالحة ....... وهكذا .........
فنحن عندما نقوم بأعمالنا نجعل نيتنا بأنها في سبيل الله تعالى ، لا نتركها
دون هدف ، فنحن نجتهد في أعمالنا ونتعب ، لماذا نجعلها دون ثواب ؟
فالصحيح بأننا نقوم بها من أجل الله تعالى ، فهي في سبيل الله فيجب أن تكون
نيتنا هكذا ليرضى الله علينا .
فنحن دوما ً بحاجة لرضى الله علينا ، نعبده ونطيعه في كل وجهة من
وجهاتنا وتصرفاتنا .
ودوما ً ندعوه ونقول
ربنا اجعلنا من الذين ترضى عنهم نحن وذرياتنا وسائر المسلمين
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .