نشر في : 25/10/2015 عواصم- وكالات- التخبط في المواقف الروسية والتناقض في تصريحات المسؤولين الروس تضع مصداقية القيصر على المحك، في وقت بدأ يشعر بصعوبة المستنقع السوري. فبعد اقل من 24 ساعة على تصريحات روسية بعدم ايجادها لمعارضة معتدلة في سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان القوات الجوية الروسية مستعدة لتقديم غطاء للجيش السوري الحر، المدعوم من الغرب، والذي يقاتل ضد نظام الرئيس بشار الاسد، لمواجهة تنظيم داعش الارهابي. وقال لافروف في مقابلة مع قناة روسيا 1 «نحن مستعدون ايضا لدعم المعارضة الوطنية جويا، بما في ذلك ما يسمى الجيش السوري الحر» إذا ساعدتنا الولايات المتحدة على تحديد مكان «المعارضة الوطنية». واضاف «المهم بالنسبة لنا هو التواصل مع الاشخاص الذين يمثلونها، ويمثلون مجموعات مسلحة تحارب الارهاب».
ويأتي التصريح اثر الاعلان عن اتفاق بين روسيا والاردن «لتنسيق انشطتهما، منها انشطة القوات الجوية في سوريا».
كما اتفق لافروف ونظيره الاميركي جون كيري على درس الامكانات الجديدة للتوصل الى اتفاق سياسي لتسوية النزاع. وقال لافروف إن الكرملين يريد من سوريا أن تعد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
وتمثل تصريحات لافروف تحولا كبيرا في موقف روسيا، وتأتي في أعقاب اجتماع فيينا مع الولايات المتحدة والسعودية وتركيا.
هذا، وقالت وزارة الخارجية الروسية إن روسيا وإيران اتفقتا على تعزيز التعاون فيما بينهما لإحلال الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط. وأضافت أن الوزيرين الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف تحادثا هاتفيا بناء على طلب موسكو.
كما اتصل لافروف بنظيره المصري سامح شكري، واطلعه على نتائج الاجتماع الرباعي، واتفقا على مواصلة التعاون من أجل إيجاد تسوية في سوريا. حيث تحرص موسكو على ضم مصر والامارات وايران إلى المحادثات.
وكان لافروف أكد على ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وذلك أثناء لقائه مع نظيره الأميركي جون كيري الذي وصل امس بدوره إلى الاردن لاجراء مشاورات مكثفة، ينتقل بعدها إلى الرياض، ولم يستبعد كيري مشاركة إيران في الاجتماعات المقبلة حول سوريا.
وقال كيري إنه يتوقع بدء محادثات جديدة الأسبوع المقبل، قد تشارك فيها طهران لاستكشاف ما إذا كان هناك توافق كاف لبدء عملية سياسية جادة». وشدد كيري على انه لن يتكهن بشأن من سيحضر، قائلا «نريد ألا نقصي أحدا». وأضاف «أن نخطئ بإشراك الأطراف افضل من أن نخطئ باقصائها». ووصف كيري محادثات لقاء فيينا الرباعي بأنها «بناءة ومثمرة» وولدت أفكارا تحمل «إمكانية تغيير الديناميكية» في الأزمة السورية.
الأردن وأمن الحدود
بدوره، اكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان اتفاق بلاده مع روسيا على التنسيق العسكري هدفه «ضمان أمن حدود» المملكة مع جارتها الشمالية سوريا، واستقرار الأوضاع في الجنوب السوري. واوضح ان «التعاون بين الاردن وروسيا قديم ويحدث على الصعد كافة». لكن الوزير اكد ان «الاردن ما زال جزءا من التحالف الدولي للحرب على الارهاب».
معارك حلب
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت 934 طلعة، ودمرت 819 هدفا للمتشددين في سوريا منذ بدء حملتها هناك، في 30 سبتمبر. في وقت قتل اكثر من 60 عنصرا من قوات النظام والفصائل المقاتلة وتنظيم داعش في معارك في محافظة حلب خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 28 قتيلا على الاقل من داعش منذ الجمعة، نتيجة الاشتباكات والغارات الروسية على مناطق الاشتباكات عند طريق خناصر أثريا في ريف حلب الجنوب الشرقي.وتعد هذه الطريق حيوية لقوات النظام، اذ تستخدمها لنقل امداداتها من وسط البلاد باتجاه مناطق سيطرتها في مدينة حلب. واسفرت الاشتباكات ايضا عن مقتل 21 عنصرا على الاقل من قوات النظام. وتمكن داعش من قطع هذه الطريق اثر هجوم فجرا بدأ بعمليتين انتحاريتين. واكد المرصد ان هذه الطريق، التي تربط حلب بمحافظتي حمص وحماة، لا تزال مقطوعة اليوم وسط اشتباكات عنيفة.
وفي ريف حلب الجنوبي، تدور اشتباكات بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة، في اطار العملية العسكرية البرية التي شنها الجيش السوري في 16 اكتوبر في تلك المنطقة بتغطية جوية روسية. وافاد المرصد عن مقتل «ما لا يقل عن 16 عنصرا» من الفصائل المقاتلة جراء الاشتباكات والغارات الروسية في ريف حلب الجنوبي خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وعلى جبهة اخرى، تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والفصائل في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي وسط تغطية جوية روسية.