ذكر الشيخ عبد الله زقيل في أحد المنتديات على شبكة الإنترنت تفاصيل الأزمة القلبية التي تعرض لها الدكتور محمد عبده يماني في مجلس الأمير خالد الفيصل بجدة ودخوله في غيبوبة بعد ذلك ثم وفاته ..
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ …بداية اتفقت جميع الصحف المحلية أن د. محمد عبده يماني – رحمه الله – خرج من مجلس الأمير خالد الفيصل إلى المستشفى السعودي الألماني .. وشبه اتفاق أيضا أن نقله للمستشفى لوعكة صحية خلال حضوره لمجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة .
الصحافة المحلية لم تشر من قريب أو بعيد عن سبب تلك الوعكة الصحية التي دخل بسببها د. يماني في غيبوبة تامة مات بعدها بساعات ، وماذا دار في مجلس الأمير ؟ مع الإيمان التام بأن أجل د. يماني قد حان ولا يتأخر .
ولكن تواترت الأنباء أن سبب الوعكة الصحية هو الدخول في نقاش مع الأمير بخصوص إعادة حلقات التحفيظ بجدة ، واحتد النقاش عندما تكلم الفقيد رحمه الله مطالباً بالتراجع عن القرار، فرد عليه الأمير بقوة متذرعاً بأن للقرار حيثيات لا تعرفونها .. !! ، ويبدو من اشتداد الحوار تسبب في بداية أعراض الأزمة القلبية … وبعد حوالي أربعين دقيقة تم نقله للمستشفى ! وكانت حالته حرجه حتى توافه الله تعالى يوم الاثنين 2-12-1431هـ.
رغم محاولة الصحافة إخفاء حقيقة ما حصل، إلا أن صحيفة عكاظ في عدد الثلاثاء 3 ذو الحجة 1431هـ وعلى لسان الدكتور عبدالعزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام اعترفت بذلك ، وإليكم صورة من تصريحه .
الأعجب من هذا أنني قرأتُ تفاصيل وفاة د. يماني في موقع “لجينيات” ولكنه اختفى من الموقع مع مقال أبي لجين إبراهيم : ماذا تريد يا سمو الأمير خالد الفيصل ، وكذلك مقال إبراهيم السكران : القرآن لا يغيّب البسمة ! ، ولا يدرى أين اختفت ؟ ولماذا اختفت ؟!
أخيرا رحم الله د. محمد عبده يماني وإن اختلفنا معه في بعض أطروحاته وأفكاره لكن لو صحت تفاصيل أخبار وفاته بسبب دفاعه عن كتاب الله فأقول : ” أما أنت د. محمد عبده يماني فقد أدّيت ما عليك رحمك الله رحمة واسعة ” .
وسبحان الله ! كيف ختم الله بهذه الخاتمة وهو يدافع عن كتاب الله ، فهل من معتبر ؟
تصريح وزير الثقافة
عبر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة عن بالغ حزنه وألمه لفقد رمز كبير من رموز الإعلام والفكر والثقافة والدعوة والعمل الخيري المفكر الداعية الدكتور محمد عبده يماني، والذي نذر نفسه لخدمة دينه ووطنه ومليكه فكان نعم الابن البار لوطنه ونعم المسلم المكي المخلص لقضايا أمته ومجتمعه.
وقال خوجة بكلمات مكلومة يعتريها الأسى «لقد فجعنا بفقد الأخ الكبير والموجه المخلص الذي ساهم بإضاءاته الفكرية القيمة في إنارة الطريق للكثيرين من أبناء وطنه وأمته، حيث كرس فكره وعلمه وعقيدته لإثراء قيمهم بكنوز العلم والمعرفة والثقافة، فجاءت إبداعاته الفكرية تجسيد لقيم وفضائل نادرة ومميزه لمسلم غيور على دينه وأمته».
وأضاف «الراحل محب وصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بلغت غيرته ذروتها عندما دعانا لنعلم أبناءنا محبة الرسول الكريم، وأمهات المؤمنين، وآل البيت»، وزاد «لقد عرف عن الراحل حبه للخير والخيرين، ببشاشة وجهه وطلاقة لسانه شملت القاصي والداني الصغير والكبير الغني والفقير الجاهل والمتعلم، حتى زين حياته ورصعها بخدمة ذوي الاحتياجات الإنسانية، الذين ضمد جراحهم بحنانه العفوي النبيل».
ولفت وزير الثقافة والإعلام بنبرة باكية «إننا لن نستطيع أن نحصي مناقب الراحل أو نعدد خصاله، فما أروع أن نرى إطلالته بيننا ببساطته المذهلة وبشاشته المدهشة حتى إنك لتذوب فرحا بلمسته الإنسانية والحانية».
وقال خوجة المفجوع في صديق عمره ورفيق دربه وعمله ونجاحه «سنفتقد هذا الإنسان الكبير والأخ الفاضل والمفكر الإسلامي الأصيل المعتدل في مواقفه وآرائه وقيمه، والإعلامي الموهوب والمثقف الأديب البارع الذي شق طريقه إلى المجد والحياة من أروقة الحرم المكي ليوارى اليوم في ظلال البيت العتيق، الذي تعلق قلبه به طيلة حياته فسكن في كيانه ووجدانه وذكرياته في جنبات الحرم المكي، فمكة المكرمة سكنت بقداستها وعظمتها ورونق أهلها وبهائها قلبه الكبير الذي توقف وهو ينادي بدعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم».
رحم الله فقيدنا الغالي أستاذنا الدكتور محمد عبده يماني وعوضنا خيرا في فقدانه وأسكنه فسيح جناته.