عاد إلى الواجهة مجددًا ملف أهمية توفير وثيقة للتأمين الطبي، للراغبين في زيارة المملكة ومرافقيهم من الحجاج والمعتمرين، وذلك بعد حادثة سقوط رافعة في الحرم المكي، مما أسفر عن وفاة 107 أشخاص، وإصابة آخرين ما زالوا يعالجون في مستشفيات مكة المكرمة.
يتلقى جميع الحجاج والمعتمرين الرعاية الصحية من خلال المستشفيات الحكومية، فيما تضاعف وزارة الصحة خدماتها في الحج بكثافة على اعتبار أن هذه الفترة تحتاج إلى تشغيل كافة الأجهزة والقطاعات الصحية لتوفير الرعاية للحجاج وخدمتهم، وذلك ضمن منظومة خاصة وبمستلزمات كافية، ورعاية دقيقة.
وكان مجلس الضمان الصحي التعاوني السعودية قد اعتمد في يوليو الماضي بطاقة تأمين طبي لزوار السعودية ومرافقيهم، حيث ألزمت السعودية جميع المتقدمين للحصول على تأشيرة دخول بغرض الزيارة أو بغرض المرور، بتقديم شهادة تأمين ة المفعول داخل السعودية تغطي الحالات المرضية وحالات الطوارئ (الإسعافية) والإخلاء الطبي.
واستثنى القرار حاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة، وايضا الحجاج والمعتمرين، فيما قال مسؤولون إن آليات تطبيق مشروع التأمين الطبي على الحجاج والمعتمرين ما زالت قيد الدراسة، بين مؤسسة النقد وشركات التأمين، ومجلس الضمان الصحي، مشيرين الى أنه قد يصل عدد المستفيدين منه إلى 8 ملايين شخص يدخلون السعودية عبر تأشيرات العمرة والحج سنوياً.
وبين مجلس الضمان الصحي التعاوني السعودي أن وثيقة التأمين الطبي لشريحة الزائرين تغطي الحالات الطارئة لجميع مصروفات الكشف الطبي والتشخيص والعلاج والأدوية وجميع مصروفات التنويم وحالات الولادة، وأمراض الأسنان وحالات الأطفال المبتسرين وحالات الغسيل الكلوي الطارئ والإخلاء الطبي وإصابات الحوادث ومصروفات تجهيز وإعادة جثمان الزائر المؤمن له المتوفى إلى موطنه الأصلي.
وقال مختصون إن تفعيل مجلس الضمان الصحي التعاوني ، التأمين الطبي على الحجاج والمعتمرين سيكون خطوة إيجابية في الوفاء بمتطلبات توفير الرعاية الصحية اللازمة لهذا العدد الكبير من المعتمرين والحجاج، الذين تستقبلهم السعودية سنويًّا ، مشيرين الى أن هذا الإجراء يتطلّب إجراءات متسارعة في إنشاء المنشآت الصحية الخاصة، التي ستقدم الخدمات الصحية لهذا العدد.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان، قد أمر بتحمل الدولة تكاليف علاج المصابين في حادثة الحرم المكي، والذين بلغ عددهم 110 اشخاص بعدما غادر 95 من المصابين المستشفيات اثر تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة ، بحسب بيان وزارة الصحة، فيما أعرب عدد من المصابين عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين للرعاية والاهتمام الكبير الذي نالوه منذ وقوع الحادث.
وقالت وزارة الصحة إنها جندت 36 فرقة إسعافية وعززت أقسام الطوارئ بالكوادر الطبية والفنية اللازمة، وذلك باستدعاء عدد من الفرق الطبية المساندة من مدينتي جدة والطائف لتقديم الرعاية الطبية الإسعافية للحالات المصابة بمستشفيات مكة، حيث أكدت الوزارة أن وضع المصابين مستقر خصوصًا بأن جميع المستشفيات تم تجهيزها مسبقًا استعدادًا لموسم حج هذا العام.
وتهيئ وزارة الصحة السعودية سنويًا ، 25 مستشفى لرعاية الحجاج في جميع المدن التي يمرون عليها، حيث هناك 7 مستشفيات في مكة المكرمة و 9 المدينة المنورة و 4 مستشفيات في مشعر منى و4 مستشفيات بمشعر عرفات، وتبلغ السعة السريرية الإجمالية لهذه المستشفيات 5250 سريرًا، منها 4200 سرير للأقسام المختصة و500 سرير عناية مركزة و550 سريرًا في أقسام الطوارئ، بالإضافة إلى تجهيز 141 مركزًا صحيًا دائمًا وموسميًا، في مناطق الحج.
كما تقوم الوزارة بتوفير 16 ألف وحدة من الدم ومشتقاته، من جميع الفصائل المختلفة، لتزويد المرافق الصحية بالمشاعر والعاصمة المقدسة، فضلاً عن تجهيز مهابط طائرات بجميع المستشفيات بالمشاعر لنقل الحالات الحرجة، إضافة إلى تكليف ما يقارب 22.500 ممارس صحي وإداري، من منسوبي الوزارة لخدمة الحجاج، كما يتم إضافة 50 سيارة إسعاف صغيرة إلى لجنة الطوارئ والطب الميداني، لتعزيز خدمات الطب الميداني، وتقديم الخدمات الطبية في أماكن التجمعات البشرية.
المصدر: صحيفة ايلاف